اليوم ليس أشبه بالبارحة، فزيارة المرشح الرئاسى حمدين صباحى إلى الإسكندرية لم تحمل الزخم الشعبى والالتفاف الجماهيري، كزيارته كمرشح رئاسى منذ عامين فالزيارة التى امتدت إلى 7 ساعات من الرابعة عصرا وحتى الحادية عشرة مساء أمس الأول، بدأت بزيارة منطقة وادى القمر بغرب المحافظة والتى شهدت حضورا محدودا من عشرات لا يتناسب مع مرشح رئاسي، إلى جانب سوء التنظيم لجلسة فى قاعة مناسبات بالمنطقة التى تعانى مشكلات بيئية بسبب المصانع المحيطة بها ولم تستغرق الفاعلية 30 دقيقة أكد خلالها حمدين صباحى المرشح الرئاسى انه يسعى لإقامة 5 ملايين مشروع صغير ومتوسط لتوفير فرص عمل، وان القطاع العام تم بيعه لفاسدين وانه لا خصخصة للقطاع العام ولابد من ربط الشركات والمصانع بمحيطها السكنى من أجل اقامة وطن للحرية والعدالة الاجتماعية، وعقب خروج المرشح الرئاسى من المنطقة داخل سيارته يتبعه أفراد حملته، تجمع أهالى وادى القمر فى مجموعات ضمت أطفالا وشبابا على جانبى موكب حمدين صباحي، رافعين علامة النصر، ومرددين هتافات تأييد للمشير عبدالفتاح السيسى ليتجه اعضاء حملته، والاعلاميون إلى الفاعلية الثانية على أجندة زيارة المرشح الرئاسي، وهى مسيرة شعبية بحضوره تنطلق من أمام مكتبة الإسكندرية، حيث توافد عشرات من الشباب حاملين صور الحملة الرئاسية ورافعين اعلاما تحمل شعار الحملة »حنكمل حلمنا«، إلا أن المرشح الرئاسى لم يحضرها وعلل افراد حملته عدم حضوره لاسباب أمنية، على الرغم من وجود تأمين مكثف من الشرطة المدعومة بأفراد من القوات المسلحة، لتأتى الفاعلية الأخيرة بمؤتمر حضره المئات من اعضاء حملته داخل قاعة بمنطقة محرم بك وممثلون لاحزاب الدستور والكرامة والتحالف الشعبى والعدل، وشهد المؤتمر هتافات الشباب »القصاص لحق الشهداء« والمطالبة بالإفراج عن احمد دومة الناشط السياسى والهتاف للمرشح الرئاسى حمدين صباحي. وأكد حمدين صباحى المرشح الرئاسي، فى تصريح ل «الأهرام» على هامش جولته بالاسكندرية انه سيمارس سلطاته التشريعية فى حالة فوزه برئاسة الجمهورية ليتعامل مع قانون التظاهر وتعديله قبل انعقاد البرلمان. وأشار خلال المؤتمر إلى أن كل من ضحوا ونزلوا إلى الميادين يريدون إنهاء الفساد وصناعة دولة ناجحة تصون حقوق المصريين وديمقراطية بلا تمييز قائمة على سيادة القانون وليس هدفهم مجرد التظاهر مجددا، وتعهد بتعديل قانون التظاهر وفقا للآليات الدستورية، وما نص عليه الدستور المصرى بحماية الحريات وحق التظاهر، مؤكدا أنه فى حالة فوزه لن يبقى سجين رأى واحد بالسجون، وأنه سيقوم بذلك فى الاطار الدستورى الذى أعطى لرئيس الجمهورية سلطة العفو، منوها إلى أن الجميع المواطنين لديهم حق التعبير عن الرأى مادام هذا الرأى لا يدعو إلى العنف والارهاب، مؤكدا انه لن يقبل التكفير باسم الدين أو التخوين بأسم الوطنية. ووصف صباحى ما يروجه البعض بأن الانتخابات الرئاسية محسومة بالكذب قائلا: ان الشعب سيقدم لهم الدرس امام الصناديق، وانهم لم يستوعبوا أو يتعلموا قيمة الشعب وما قدمه فى الثورتين، وقدرته على اسقاط نظامى مبارك ومرسي، والشعب صاحب السيادة والارادة، مؤكدا أن فساد مبارك واستبداده لن يعود.وأرجع حمدين صباحى معاناة الشعب خلال السنوات الثلاث الماضية، وعقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو إلى عدم تحقيق مطالب الثورة من حرية وعدالة وكرامة انسانية بسبب السلطات الانتقالية التى تولت الحكم عقب الثورتين، موضحا أن القوى الثورية التى نزلت إلى الميادين واسقطت النظامين السابقين قدمت الحكم إلى مجلس عسكرى وسلطة انتقالية، وأن اخطاء من تولوا الحكم هى السبب فى شعور المواطنين بضيق الحال، وقدم حمدين نفسه كممثل للثورة، وطالب الحاضرين بضرورة أن تحكم الثورة، لتحقيق الامان والعدالة الاجتماعية، مؤكدا أن الثورة حاضرة باهدافها وبرنامجها وشبابها، وأن وصول الثورة إلى الحكم يعنى القضاء على الفقر واقامة دولة سيادة القانون وتحقيق مطالب الثوار، مشيرا إلى أن الدولة الناجحة هى البرهان على نجاح الثورة. وتعهد المرشح الرئاسى حمدين صباحى بتحقيق الامان للشعب، والقضاء التام على الارهاب، موضحا أن من يحمل سلاحا ضد الشرطة والقوات المسلحة والمواطنين سينسف بالقانون، مؤكدا اننا نقدر ونعرف قيمة الجيش المصري، ونريده يحمى ولا يحكم. وأوضح حمدين صباحى أن الانتخابات الرئاسية الحالية هى نقطة تحول فاصلة ستتحدد مستقبل الوطن وقيمة الثورة ومستقبل الشباب الذى يريد فرصة لبناء الوطن، مشيرا إلى أن الشباب فى مصر يبلغون 20 مليونا، ولابد أن يعبروا عن ثورتهم فى الصناديق، وأن يتواصلوا مع آبائهم واسرهم، لإقناعهم بأن برنامجه الانتخابى مكتوب بدم الشهداء. وتعهد حمدين بالقصاص فى برنامجه العادل للشهداء من خلال عدالة انتقالية قادرة على أن تطلق دولة العدل، وأن أول المستفيدين من دولة الثورة هم العمال والحرفيون والمهنيون والطبقة المتوسطة التى هى الاغلبية العظمى فى الشعب المصري، من خلال المشروعية الاخلاقية التى خضنا بها ثورتين، ونسعى من خلالها لصناعة دولة تحقق الامان والعيش الكريم والحرية الحقيقية، مطالبا الشباب بالاستعداد لتحمل مسئولية أن تحكم الثورة.