تتعدد وسائل الاحتجاج في الغرب احتجاجًا على الساسة بين الرشق بالطماطم إلى القصف بالبيض، وقد يصل الأمر إلى التعري، إلا أن المصريين ابتكروا طريقة مختلفة في التعبير عن رأيهم تجاه بعض الإعلاميين الداعمين للسلطة الحالية، والمعروفين بآرائهم المثيرة للجدل، وهو الصفع على مؤخرة الرأس "القفا"، كما حصل مع أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد" الذي تعرض للصفع على رأسه أثناء تغطيته لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة ضرب شاب مصري لأحمد موسى الذي اشتهر بالتعرض والسب المباشر لمعارضي السيسي، وهجومه المتواصل على ثورة 25يناير ومن قاموا بها. من جانبه، خرج موسى، على مشاهديه، بعد تعرضه للضرب على رأسه، واتهم "الإخوان المسلمين"، بمحاولة الاعتداء عليه، في باريس قائلاً: "الإخوان رموني بالبيض"، وأضاف: "الجماعة الإرهابية حاولت تعتدي علينا لكن الناس تصدوا علينا، همّ رمونا بثلاث - أربع بيضات، وإحنا واقفين في أحد الميادين". لم تكن هذه الواقعة هي الأولى التي يتعرض لها إعلاميون مصريون في الخارج، فقد سبق وتعرض يوسف الحسيني، مقدم برنامج "السادة المحترمون"، على فضائية "أون تي في"، لهجوم لفظي من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي فور وصوله إلى مطار نيويورك خلال تغطيته لمشاركة السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر الماضي. الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عضو لجنة التشريعات الصحفية والإعلام، اعتبر أن "إهانة الإعلاميين الذين يقدمون إعلامًا دعائيًا شيئًا طبيعيًا؛ لأنه يأتي ردًا على مضمونهم الدعائي، نظرًا لبعدهم عن المهنية الإعلامية، وتقمصهم دور النيابة وتوجيه الاتهامات لهذا وذاك بالنصب والسرقة والإرهاب دون مراعاة وظيفتهم الأساسية". وأشار العالم إلى أن "استهداف الإعلاميين من الأمور الطبيعية، فهم مستهدفون، إما بالنقد أو الإشادة، يحظون بالتقدير والإعجاب من معجبيهم، وبالشتائم والسباب والضرب والانتقادات من معارضيهم ممن يخالفونهم الآراء". وشدد على أن "المهنية الإعلامية تقتضى أن يكون الإعلام أداة لتوجيه المجتمع نحو وحدة الصف لا لتأليب المجتمع على بعضه البعض، وأن يكون أداة لتقديم المعلومات وتنوير الأمة في هذا الفترة الحرجة التي تمر بها، لا أداة للحديث حول مؤامرات وخيانة ولا تعظيم ولا تبجيل لأحد".