يشرح الفقيه الأصولى الرائد رحمه الله فى شرح قاعدة " عدم تصعيد الخلافات الفرعية الى مستوى الخلاف على الدين والعقيدة " والاجتماع والائتلاف من أعظم الأمور التى أوجبها الله ورسوله ، قال تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ، الى قوله " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم . يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " قال ابن عباس : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة . كثير من هؤلاء يصير من أهل البدعة بخروجه عن السنة التى شرعها رسول الله لأمته ، ومن أهل الفرقة بالفرقة المخالفة للجماعة التى أمر الله بها ورسوله ، قال تعالى " ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم فى شئ " . هذا ما أصله اذاً الفقيه المنهجى الرائد من قاعدة منهجية عامة ؛ فكم من يظن اليوم أنه على السنة وهو على بدعة اشاعة الفرقة والاختلاف فى الأمة ؟ وكم من ترك القاعدة المنهجية التى أصلها شيخ الاسلام وشرحها باستفاضة وسلكوا سبيل الفرقة والتشتت بالمفاصلة والمقاطعة والخصومة على خلفية أمور فرعية جعلوها أصولاً كبرى يوالى ويعادى بسبب الخلاف حولها ؟ هذا هو الأصل وتلك هى القاعدة المنهجية كما أصلها الفقيه المنهجى الرائد رحمه الله ؛ الاعتصام بحبل الله جميعاً وأ لا يتفرقوا لأنه أصل من أعظم أصول الاسلام ، ومما عظمت وصية الله تعالى به فى كتابه ومما عظم ذمه لمن تركه ، ومما عظمت به وصية النبى فى مواطن عامة وخاصة مثل قوله " عليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة " وقوله " فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد " وقوله " من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ، فانه من فارق الجماعة - الجماعة هى الأمة - قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام عن عنقه " وقوله ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟ " قالوا بلا يا رسول الله قال " صلاح ذات البين فان فساد ذات البين هى الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " وقوله " من جاءكم وأمركم على رجل واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان " . باب الفساد الذى وقع فى هذه الأمة ، بل وفى غيرها هو التفرق والاختلاف ، فانه وقع بين أمرائها وعلمائها ؛ من ملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم .. وان كان بعض ذلك مغفوراً لصاحبه لاجتهاده الذى يغفر فيه خطأه أو لحسناته الماحية أو توبته أو لغير ذلك ، لكن يعلم أن رعايته من أعظم أصول الاسلام ، ولهذا كان امتياز أهل النجاة عن أهل العذاب من هذه الأمة بالسنة والجماعة ، ويذكرون فى كثير من السنن والآثار فى ذلك ما يطول ذكره ، وكان الأصل الثالث بعد الكتاب والسنة الذى يجب تقديم العمل به هو الاجماع ، فان الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة . من راجع اذاً ذلك التأصيل المنهجى وسار على قواعده العامة التى وضعها شيخ الاسلام بهذا البيان المقنع ؟ ومن قدم هذه الأصل وتلك القاعدة على كل شئ من شأنه احداث الفرقة وبث الشقاق فى روح الأمة وجسدها ؟ ومن اتخذ كل سبيل نهايته الشرذمة والتفكك والمفاصلة وعصبية التحزب الجاهلية بتحريك وتصعيد مسائل ثانوية وآراء زمانية قد تناسب عصور أخرى وتحديات وملابسات أخرى وأماكن ومجتمعات أخرى ؟ ليذهب هؤلاء بعيداً عن منهج شيخ الاسلام مهما ادعوا وصلاً به ، ولتبقى القاعدة المنهجية العامة هى القابلة للتطبيق والتحقيق بآليات المرونة وباستيعاب المتغيرات واحتواء المخالف واطفاء نار الخصومات ووأد مساعى وخطط وعوامل الفرقة ، وهى المسار الصحيح لنصرة المنهج وخدمة الشريعة والحفاظ على وحدة الأمة .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.