علق حزب التيار الشعبى بغضبٍ على ما صدر بحق الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه من تهم الفساد وقتل المتظاهرين. وأضاف التيار فى بيان له، أن ذلك الحُكم الذى جاء متوقعًا نتيجةً لسلسلةٍ من الأخطاء فى مسار المحاكمات منذ بدايتها سواء من حيث الاتهامات الموجهة أو إفساد الأدلة سواء بفرم المستندات وفقد التسجيلات المصورة وعدم تعاون الأجهزة الأمنية فى تقديم أدلة الاتهام، وهى الممارسات التى ذكرتها النيابة نفسها أثناء المحاكمة. كما أشار إلى أن ذلك الحكم الذى غسل أيدى الجُناة من دماءِ شباب مصر الطاهر الذى خرج للمطالبة بحقه وحق جموع المصريين فى حياةٍ كريمة ووطن آمن ودولة ديمقراطية مدنية حديثة. وتابع: "التيار الشعبى حين يدعو إلى إقامة دولة العدل وسيادة القانون، فانه يدرك عجز منظومة القوانين الحالية عن محاسبة مبارك ونظامه بشكل جاد وحقيقي، وهو ما كان سببا منذ البداية لنداءات تكررت بضرورة إصدار تشريع يبدأ عملية عدالة انتقالية متكاملة، وهو ما نص الدستور الحالى على إلزام البرلمان المقبل بإصداره، لكن وحتى هذا الحين وفى ظل وجود صلاحية التشريع لدى رئيس الجمهورية وبصفته المسؤول السياسى الأول عن البلاد ووضعها الحالى فإننا ندعوه بدلا من الإصدار المتواصل لتشريعات محل خلاف أن يسارع لدراسة إصدار تشريع يمكن من المُحاسبة والمُساءلة فى جرائم الإفساد السياسى التى مارسها نظام مبارك على مدار أكثر من ثلاثين عام من الفساد والإهمال والاستبداد والظلم وسياسات الإفقار المتعمد والتبعية وتزييف الوعى وتزوير الانتخابات وانتهاءً بمشروع التوريث". ولفت إلى أن التيار الشعبى إذ يتوجه بالتحية والدعم لآلاف الشباب والمواطنين الذين رغم كل القيود تظاهروا بشكل سلمى ضد براءة مبارك واستمرار مسلسل السعى للقضاء على الثورة وشرعيتها، ورفضوا بوعى كامل أى تنسيق أو حضور مشترك مع الإخوان وأدانوا قبل غيرهم بيان الإخوان بالنزول لأماكن التظاهر وهو ما كان كفيلاً بإفسادها، فهو يستنكر التعامل العنيف الذى مارسته قوات الأمن بالأمس ضد جموع المتظاهرين السلميين والذى أسفر عن سقوط شهيدين والقبض على عشرات الشباب والاعتداء على كثير منهم، وهو ما يستدعى تحقيقا فوريا ومساءلة جادة للمسؤول عن سقوط هؤلاء، خاصة أن تلك الممارسات تعيد إلى الأذهان دولة مبارك التى ثار عليها الشعب، كما تساهم فى اتساع دائرة العنف وزيادة حدة الغضب، بدلًا من البحث عن حلٍ سياسى للأزمة والسعى إلى خطوات وسبُل أكثر تعقلًا وحكمة لاحتواء غضب الشباب وليس إقصاؤهم يومًا بعد يوم. وعليه، فإن التيار الشعبى يوجه الدعوة لكل القوى المنتمية للثورة المصرية بموجتيها، إلى التكاتف من أجل بحث موقف موحد من المسار الحالى وإمكانية بناء جبهة وطنية واسعة تتصدى لمحاولات القضاء على ثورة يناير وتشويهها.