مازالت توابع الحادث المروع الذى وقع عشية الإحتفال بالفوز الكبير لمنتخبنا فى موقعة كوت ديفوار والتى خرجت الألوف المؤلفة وسهرت حتى الصباح تتنفس لحظات الإنتصار الذى ترقبه الآلاف ممن حبسوا أنفاسهم وانقطعوا عن كل شئ إلا عن متابعة المباراة، وعلى العادة خرجت الألوف كذلك فى حدود الوطن العربى الممتد لتعبر عن مؤازرتها لمصر ووقوفها معها صفا إلى صف وجنبا إلى جنب حتى أنه من الطريف أنه لى صديق كان يشبه رقمه رقم أحد الاشقاء العرب وكنت كلما اتصلت به إذا بهذا الأخ الفاضل الآخر يرد على حتى صار بيننا ود ونحن لم ير أحد منا الآخر حتى الآن، وإذا به يتصل بى ويقول لى مقسما والله يادكتور كنت على بالى وأردت أن أهنأك بالفوز، لقد كنا معكم بقلوبنا وقال كلاما جميلاًَ شكرته وشكرت له مشاعره الطيبة وتمنيت لو التقينا وازداد التعارف بيننا، المهم كان الحادث ليلة المباراة وعلمت به مع تباشير الصباح وبالأمس أخذنا الحديث وذكرنا ابن أخينا الذى راح ضحية الحادث وكان الأمر العجاب أن أمه كانت قد حاولت أن تصطحبه معها للعمرة لكنه رفض، وكان الحادث أليما إذ راح ضحيته عائلة سعودية بأكملها مكونة من ستة أفراد ، لكن الملفت العجيب أن هذا الإبن الكريم كان قد حجز بالفعل للسفر على العبارة المنكوبة لكنه ألغى الحجز فإرادة الله الغالب أن يموت هنا لكنه الموت الذى يدركنا أينما كنا وحيثما حللنا ونزلنا، ترى هل يدرك المسؤلون هذه الحقيقة الغائبة، هل يدركون أن الموت سيدركهم مهما علت مناصبهم وتربعوا على مقاعد الدنيا بأسرها وإن ملكوا الزمام ورصَّعوا التيجان،لايصطحبون تيجانهم ولايأخذون معهم كراسيهم، تبقى خاوية شاهدة على قهرهم ودليل على مااقترفته أيديهم وماجنته ، فكم من مسئولين غيبهم الموت وهم فى أوج عظمتهم وطغيانهم، الكل يعود من حيث بدأ،ثم يُنشَر ويُسأل عما قدَّم وأخر، وأسرَّ وأعلن، سيُسأل عن المناصب وعن الرعية التى غشها ولم يقم عليها بالقسط، ماذا نصطحب وماذا نأخذ؟ لاشئ غير أعمالنا، إن خيرا فخير وإن شرا فشر...