لم يكن أحد يتوقع أن يصل لفظ "عنتيل" إلى العالمية، بفعل توالي الفضائح الجنسية في مصر مع تداول فيديوهات "عنتيل الغربية" ومن قبلها "عنتيل المحلة"، حتى وصل الأمر بوكالة الأنباء الألمانية DBA أحد أكبر وكالات الأنباء العالمية، إلى تقديم محتوى في خدمتها الإخبارية، تحت عنوان "إلقاء القبض على (عنتيل) تايلاند"، في تغطيتها أمس السبت للقبض على شخص يشتبه في تورطه في عدة عمليات اغتصاب جنوبتايلاند. اللفظ المتداول تصدر محرك البحث العملاق "جوجل" أكثر من مرة على مدار أشهر، وتنوعت كلمات البحث الرائجة بين عنتيل الغربية، وعنتيل البحيرة، وعنتيل المحلة، وعنتيل النور، وعنتيل السنطة، والعنتيل. كما تصدرت فيديوهات عنتيل الغربية "يوتيوب تريند" على مدار عدة أيام سواء من ناحية الأكثر مشاهدة، أو الأكثر مشاركة. ونال هاشتاج "عنتيل الغربية" تداولاً كبيرًا دفع به إلى مقدمة صدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وباتت الكلمة محط تداول عالمي على محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي. وبالبحث لم نجد اشتقاقًا واضحًا للكلمة في المعجم العربي، ولكن اللغة الفرعونية القديمة "الهيروغليفية" أشارت للمعنى بكلمة "آنتوري"، والتي تعني الرجل الناضج. وفي العصر القبطي حُوّلت الكلمة إلى "عنتورى"، والتي تشير إلى الرجل القوي، لكن يبدو أن كلمة عنتوري أقرب إلى "العنترية" في إشارة مباشرة إلى الفروسية والقوة. مرت الكلمة بعد ذلك بعدة تغيرات حتى وصلت إلى "عنتيل"، في إشارة إلى "زير النساء" الذي تتعدد علاقته الجنسية، لكن في العربية الفصحى تأخذنا الكلمة إلى مصطلح "الفحل"؛ القوي الذي يمتلك قدرة جنسية هائلة في الجماع ومن ثم الإنجاب، والفعل "استفحل" يعني القوي الذي اشتد عوده في القتال. لكن في معجم لسان العرب تعرّف كلمة "عنتل" كالتالي "الصُّلْب الشديد، العُنْتُلُ، كقُنْفُذٍ: الصلب الشديدُ، وعَنْتَلَ الشيءَ: خَرَّقَهُ قِطَعاً"، لتصبح هذه الكلمة أكثر الكلمات انتشارًا على محرك بحث "جوجل". وتعد أقرب الكلمات الى كلمة "عنتيل" فى المعاجم العربية "هي العُنْتُل، وتعنى: "الصُّلْب الشديد". لكنّ الكلمة باتت متداولة في الشارع المصري بعدما ظهرت في أحد الأفلام السينمائية العام 1996. فقد جسّد الفنان الراحل أحمد زكي شخصية "عباس العنتيل" في فيلم "استاكوزا"، ووُصِفَ عبّاس بلقب "العنتيل" كناية عن فحولته الشديدة، وعلاقاته النسائية الواسعة. ومؤخّرا أصبح لقب "عنتيل" نعتًا لأشخاص صوّروا أنفسهم في أوضاع مخلّة مع نساء وفتيات، وتسرّبت بطريقة أو بأخرى هذه الصور إلى مواقع الإنترنت.