افتتح الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم مؤتمر (العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي برعاية العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز وذلك بقاعة المؤتمرات بالرابطة بمكةالمكرمة. و قال الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الرأي فيما يجري في هذه الأيام في بعض بلاد المسلمين من أحداث وبيانِ وجهِ الحق فيها ، والإسهام في مواجهة ما تتعرض له من فوضى. وأكد أن "تطبيق شرع الله مرونةٌ واسعة في التعامل مع متغيرات كلِ عصر ومستجِداته، بما هو نافعٌ صالح لا يتعارض مع الدين مشيراً إلى دور المملكة في إرساء الأمن والاستقرار و قوة ولاءِ المواطن وذلك لعملها بالشرع الحنيف وخدمتُها للحرمين الشريفين وقاصديهما ، واهتمامها بأحوال المسلمين. وبين الدكتور التركي أن إبداء الرأي ، والنقدَ البناء ، والنصحَ للحكام والمحكومين حقٌ لكل مسلم وهو من الأمر بالمعروف والنهيِ عن المنكر ، والتعاونِ على البر . لكن الإسلامَ جعل له ضوابط ، بحيث لا تترتب عليه مفاسدُ أكبر ، في الأنفس والأموال والحقوق محذراً من استغلال أعداءِ الإسلامِ للخلافات الداخلية وإثارةِ النعراتِ الطائفية والعرقية ، وكلِ ما من شأنه أن يزيد في التفرق والتمزق . من جهته أوضح مفتي المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن الأمة الإسلامية تمر في هذه الأيام بأخطر المراحل وتعاني أزمات شديدة وفتن بالداخل و انقسام بين أبنائها ، وأن من واجبنا حمايتها من هذه البلايا من خلال الاعتصام بالكتاب والسنة و تحكيمهما في جميع شؤون حياتنا." كما شدد على ضرورة الالتحام بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم وتطبيق ذلك على معالم الشرع وضوابط الشرعية مشيرا إلى أن من تأمل الشريعة الإسلامية رأى أن التلاحم بين الراعي والرعية والتقارب بين الحاكم والمحكوم ومعرفة كل منهما ماعليه من واجبات وحقوق. وألقى الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز كلمة نيابة عن العاهل السعودي رحب من خلالها بضيوف المؤتمر من علماء الأمة الإسلامية ودعاتها ومفكريها داعياً إلى التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المشرفة "شريعة ودستورا لا نحيد عنه ولا نميل ووفقنا إلى العمل على تحقيق الأخوة والتضامن بين المسلمين ومتابعة قضاياهم والاهتمام بالمشكلات التي تواجههم " وأوضح سموه أنه لا بد من التصدي لمخرجات عصر العولمة وما صاحبها من التطورات والتحولات العالمية وأهمية حماية المجتمع المسلم من الجنوح عن الأصالة الإسلامية والتأثر بتلك التحولات العالمية التي برزت معها آفة الإرهاب وآلته الضالة المدمرة مشيرا إلى أن المملكة تصدت له بكل العزم والحسم وعالجته بوسطية الإسلام وفككت خلاياه ودعا سموه أن تقوم رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع العلماء بوضع برنامج عمل إسلامي لعلاج مشكلات الأمة وتحصين شعوبها ضد أخطار الغزو من الخارج وتداعيات الجهل في الداخل ودعم أواصر الوحدة الإسلامية عبر الحوار الموضوعي بين الشعوب المسلمة وقياداتها.