لم تستبعد منظمة الصحة العالمية احتمال أن ينتقل فيروس انفلونزا الطيور القاتل اتش5 ان1 من القطط إلى الإنسان. وذلك بعد العثور على قطة ضالة مصابة بالفيروس في المانيا. واشار المتحدث باسم المنظمة "ديك طومسون" إلى أن خطر انتقال الفيروس من طائر الى الإنسان ضئيل و"انتقاله من حيوان ممكن باحتمال أقل" مشيرا الى ان "هذا المرض قضى على 180 مليون طائر ومع ذلك لم تظهر منه سوى 200 حالة بشرية". واضاف "لذلك فان خطر العدوى المباشرة من اي حيوان مصاب ضئيلة جدا". وفي بيان نشر في موقعها على الانترنت شددت منظمة الصحة العالية على "عدم وجود اي دليل حتى الآن على ان القطط المنزلية تقوم بدور في دورة انتقال فيروس اتش5 ان1" ولا على ان القطة تشكل "مخزنا" للفيروس مثل الطيور. واضاف البيان "حتى الان لم نسجل اي اصابة بشرية نتجت عن اتصال بقطة مريضة ولا اي حالات اصابة لدى القطط المنزلية". وترى المنظمة ان كل الدلائل تشير الى ان القطط المصابة انتقلت اليها العدوى من طيور برية او داجنة حاملة للفيروس. وذكرت المنظمة بانه منذ ظهور المرض عام 2003 في آسيا لم تسجل سوى حالات اصابة محدودة لقطط منزلية. وفي كل الحالات كان السبب في اصابة هذه الحيوانات تناولها لحم طيور نيئة مصابة. وحدثت ايضا حالات نفوق لحيوانات كبيرة بانفلونزا الطيور في حدائق حيوان في تايلاند وهي لنمرين وفهدين اكلوا عظام دجاج في ديسمبر 2003 وفهد فيفبراير 2004 ونمر ابيض في مارس 2004. واظهرت نتائج تجارب مخبرية نشرت في سبتمبر 2004 ان فيروس اتش5 ان1 يمكن ان يصيب قططا منزلية وان هذه القطط يمكن ان تنقله الى قطط اخرى. واشارت المنظمة ايضا الى انه في حديقة حيوان بتايلاند قضت انفلونزا الطيور فيها على 147 نمرا في اكتوبر 2004 سجلت "بعض حالات انتقال للفيروس من نمر الى نمر". ويقول ديك طومسون ان لفيروس اتش5ان1 طريقة انتشار غير عادية و"هو لا يتصرف بطريقة متوقعة" معتبرا انه "من المفاجىء ان تصاب قطط به". وحتى الان فان اكثر ما يخشاه الخبراء هو اكتساب الفيروس مكونات وراثية جديدة ليصبح اسهل انتقالا بين البشر وذلك اذا ما اتحد مع فيروس انفلونزا بشرية الامر الذي يهدد بتفشي وباء كارثي يقضي على الالاف. وفي هذا السيناريو يعتبر الخنزير الوعاء الرئيسي لهذا التبدل. ويقول طومسون "نعلم ان الخنازير تستطيع التقاط فيروس الطيور والفيروس البشري معا ومن ثم فانها يمكن ان تشكل وعاء" لاختلاط الفيروسين. من جهته, أكد رينهارد كيرث مدير معهد روبرت كوخ الالماني للصحة أمس الاربعاء ان القطة التي نفقت الثلاثاء في المانيا كانت تحمل على الارجح النسخة الاسيوية الشديدة العدوى من فيروس انفلونزا الطيور "اتش5 ان1". وقال كيرث للتلفزيون "ننطلق من مبدأ انه لا يمكن الا ان تكون تلك النسخة الاسيوية" للفيروس مضيفا ان النتائج الاكيدة متوقعة خلال النهار. وقال خبير الامراض المعدية ان هذه الحالة الاولى من فيروس "اتش5 ان1" لدى قطة في اوربا كانت متوقعة بعد اصابة عدة قطط في اسيا في 2004. واشار الى انه تم "خلال الأسابيع الماضية تسجيل نفوق عدد مرتفع نسبيا من القطط في العراق". وعثر على القطة نافقة في حوض ويتو على جزيرة رويجن شمال شرق المانيا. وتفترض السلطات المحلية ان القطة اصيبت عبر التهام طيور مصابة بالمرض. ودعت السلطات سكان منطقة ويتو الى ابقاء قططهم في الداخل وعدم ترك كلابهم بدون مراقبة. ويفترض ان تعقد لجنة الازمة الالمانية لمكافحة انفلونزا الطيور خلال النهار للبحث في التدابير الواجب اتخاذها لحماية الحيوانات المنزلية. وتعيش قرابة 7.5 ملايين قطة في المنازل في المانيا. وكان الخبراء يعتبرون خطر انتقال العدوى بين القطط نفسها محدودا وانتقال العدوى من قط الى انسان "مستحيلا". لكن مسؤول الاتحاد الالماني للاطباء البيطريين هانس يواكيم جوتس يقول انه يفترض "اعادة تقييم ذلك". من جهة ثانية اعلنت وزارة التجارة الفرنسية الاربعاء ان عدد الدول التي قررت تجميد استيراد لحم الدواجن ومنتجاتها من فرنسا او فرض قيود عليها ارتفع الى 43 بلدا بعد العثور على الفيروس في مزرعة للديك الرومي. اما في اندونيسيا فاعلن أمس عن نقل طفل عمره سنة وشخص في العشرين من عمره الى المستشفى في جاكرتا للاشتباه باصابتهما بانفلونزا الطيور. ولم يحدد سرديكين جيريبوترو المدير المساعد لمستشفى سوليانتي ساروسو المتخصص في الحميات جنس المريضين.