انا في حالة غيظ من المسئولين عن التليفزيون ومن بعض الجماهير المندسة على الاهلي في مباراته أمام غزل المحلة! قنوات الاقاليم انشئت لكي تكون صوتا لكل نشاط في الاقليم سواء ثقافة أو مجتع أو كرة، فالقناة الرابعة مثلا جمهورها من اهالي محافظات القنال، والخامسة جمهورها اسكندراني وهكذا الحال على بقية القنوات الاقليمية! هذه القنوات كانت أرضية فيشاهدها مثلا سكان القاهرة الكبرى، لكن وزير الاعلام أنس الفقي أراد أن يثبت أن كل ما فعله صفوت الشريف غلط في غلط، فلا الأقاليم تستأهل قنوات أو حتى اذاعات، فالغى الارسال الأرضي لها بعد أن كان ينوي ان يغلقها جميعا بالضبة والمفتاح، واعتقد أنه لا يزال يفكر في الاغلاق ويحلم به ليل نهار! ما علينا.. فبديل القنوات الاقليمية على البث الأرضي، ما يسمى بالقنوات المتخصصة، وهي فاشلة بالثلث، رغم أنني لا أزعم أن قنوات الأقاليم بأفضل منها! إلا أن هذه القنوات يكفيها أنها كانت تقدم لنا مباريات فرقها، وهذه حسنة كبيرة، أن نشاهد مباريات الاسماعيلي مثلا أو الاتحاد أو المصري، فلا يفرض على الأجيال الجديدة الأهلي والزمالك وتصبح كل جماهير الكرة المصرية منقسمة بين القطبين كما هو الحال منذ عقود طويلة! لكننا فوجئنا في مباريات الدوري أول امس بأن القناة الفضائية وكل قنوات الاقاليم تنقل مباراة الزمالك والمقاولون، رغم انه تقام في نفس الوقت مباريات أندية تلك الاقاليم ومنها الاسماعيلي والاتحاد! أنا لا أعرف ان جمهور الاسماعيلية مهتم بمباراة الزمالك والمقاولون، وأعرف انهم كانوا يحاولون التقاط أية معلومة عن ما يجري في الاسكندرية ويطاردون مواقع الانترنت واذاعة الشباب والرياضة التي قطعت ارسالها لتذيع نشرة الاخبار، فعم الغضب تلك الجماهير! أي منطق يقول هذا.. وكيف يفكر المسئولون عن التليفزيون، وما هي حجتهم.. واذا كان قد تم الغاء القنوات الارضية فلماذا حرمونا من بث المباريات الاخرى على تلك القنوات المشاهدة فضائيا، ولماذا لا يضعون في حسابهم المغتربين المصريين في الخارج وليسوا كلهم بالطبع من مشجعي الاهلي والزمالك. اما بعض جماهير الاهلي فانا لا افهم لماذا يشتمون لاعبي المحلة الذين استأسدوا وكادوا يفوزوا بالمباراة وتعادل معهم الاهلي بضربتي جزاء، وانا على ثقة ان الضربتين لو كانتا لصالح المحلة ما احتسبهما الحكم مرتين متتاليتين! يجب على جماهير الاهلي ان تشجع فريقها فقط ولا توجه شتائمها للفريق الآخر لمجرد انه اجتهد وصمد وكاد يفوز! عليهم ان يدركوا ان مدرب فريقهم مانويل جوزيه يعيش حاليا مرحلة العك ويخطئ في التشكيل، ويجازف ويغامر، فيدفع بخمسة ناشئين، ويفكر في مباراة الزمالك بدليل ركنه لابو تريكة خوفا من اصابته وهو غباء كبير، ان يفكر مدرب في نقاط مباراة قادمة فتضيع منه نقطتين كانتا في جيبه وكاد ان يخسر الثلاثة!