"ّهبة" تصر على إسعاف زميلها المصاب.. وضابط المدرعة: "خليكي وإحنا هنوريكي" ألقت قوات الأمن القبض على الطالبة "هبة قشطة" من داخل أسوار الجامعة بتهمة إثارة الشغب والعنف وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة. وأكد عدد من شهود العيان ل"المصريون"، أنه في ال30 من أكتوبر الماضي اقتحمت قوات الأمن الحرم الجامعي عقب اشتباكات بين الطلاب والأمن الإداري وألقت القبض على طالب يدعى عبد الرحمن شهيب، وانهالوا عليه بالضرب، وهنا تدخلت هبة في محاولة لإنقاذه، فألقوا القبض عليها واقتيادها إلى داخل المدرعة هي والطالب عبد الرحمن. وأضاف شهود العيان، أنه ساءت حالة عبد الرحمن وأصبح يتقيأ دمًا من فمه داخل المدرعة، وحينئذ تحدث أحد الضباط إلى هبة، وقال لها: "يالا انزلي وامشي"، فأخبرته أنها لن تمشي إلا وعبد الرحمن معها، خاصة أن حالته الصحية سيئة، فرد عليها الضابط، قائلًا: "خلاص خليكي واحنا هنوريكي". وتم ترحيل هبة مع الطلاب المعتقلين واعتبارها من ضمن مثيري العنف والشغب، وتقرر حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهمة المشاركة في التظاهرات، وتم ترحيلها إلى قسم شرطة منية النصر. من ناحيته، طالب ائتلاف طلاب مصر، بسرعة الإفراج عن الطلاب المعتقلين ووقف ما وصفوه بالعنف ضد الطلاب والحراك الطلابي بالجامعات. فيما تقدمت أسرة الطالبة ببلاغ للنائب العام تطالبه بالإفراج الفوري عن ابنتهم، وأكدت في بلاغها أن ابنتهم تم سحبها بعنف شديد واقتيادها للمدرعة فقط، لأنها حاولت إسعاف أحد زملائها بعد تعدي قوات الأمن عليه وضربه ضربا مبرحا والتسبب في تدفق الدماء من رأسه بعد ضربه بالعصي والشوم من قبل أفراد الأمن الإداري. وقد تمكنت هبة بالفعل من إسعافه وعندما أوشكت على الانتهاء، أمر أحد الضباط باقتياد الطالب إلى عربة الأمن، فاعترضت الطالبة مشيرة إليه بالانتظار حتى تنتهي من إسعافه، فأمر الضابط باعتقالها، بالرغم من عدم مشاركتها في أي من التظاهرات أو اقتراف أي جريمة تعاقب عليها. حاولت الطالبة الهرب، فتم سحبها من رقبتها واقتيادها للمدرعة بعنف شديد نتج عنه وجود علامات زرقاء على رقبتها وأعقب ذلك نقلها لقسم أول المنصورة. كما أعلنت منظمة هيومان رايتس تضامنها مع الطالبة المحتجزة مطالبة السلطات المصرية بإطلاق سراحها والإفراج الفوري عن كل المعتقلين وسجناء الرأي، مؤكدة أن استمرار استخدام سياسة الإفلات من العقاب سيزيد من ارتفاع وتيرة العنف بحق الطلاب بلا أي تهم حقيقية سوى أن حرية الرأي والتعبير أصبحت اليوم تعد من إحدى الجرائم. تأتي هذه الحادثة بعد عام مضى على اعتقال منة ويسرا وأبرار، اللاتي ألقت قوات الأمن القبض عليهن من داخل أسوار الجامعة عقب اشتباكات عنيفة نشبت بين الطلاب المعارضين للسلطة والمؤيدين لها، وأسفرت عن اقتحام قوات الأمن للحرم الجامعي وإلقاء القبض على الفتيات اللاتي تم حبسهن والحكم عليهن بأحكام مجموعها 10 سنوات، بتهمة إثارة الشغب والعنف وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة.