الأهالي: المكان ليلاً تشيب له الولدان.. ساقطات وزجاجات خمر.. والمحافظة تكتفي برمي القمامة بالمقابر لم يكتف تجار المخدرات وهاتكو الأعراض والبلطجية بما فعلوه ومازالوا يفعلونه حتى الآن بين الأحياء، فاتجهوا إلى تدنيس وتعكير مقابر الموتى بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، فما إن يأتي الليل حتى تخرج الثعابين الفاسدة، متجهة إلى أكثر الأماكن قدسية وأكثرها تذكرة بالآخرة، فيحولوه إلى وكر للدعارة وتعاطى وتجارة المخدرات، ما أدى إلى انتشار حالة من الرعب الممزوج بالاشمئزاز ممن يرتكبون هذه الأفعال الشنيعة، فكيف لهم أن يعتدوا ويدنسوا هذا المكان الذي له قدسية خاصة في نفوس الجميع، فهل انتزعت صفة البشرية ممن يرتكب هذا الفعل داخل مقابر تلا؟ "المصريون" دخلت المقابر لترى الأمر على حقيقته بأرض الواقع، حيث أكد أحد الأهالي والذي صاحبنا إلى مقابر مدينة تلا، أنه تم تقسيمها إلى أحواش وكل حوش تمتلكه عائلة كتب اسمها داخل قطعة من الرخام معلقة على ذلك المدخل، وداخل كل حوش عدد من المقابر مغلق عليها باب من الحديد والجنازير، حيث وجدنا عددًا من زجاجات الخمر الفارغة والسرنجات التي يتم استخدمها في حقن المخدرات وبعض المفروشات والحصير الذي تم فرشه على الأرض من أجل النوم وبعض الملابس القديمة. وبالسؤال عن هذه الأغراض التي رأيناها داخل أحد الأحواش من فتحة صغيرة لباب حديدي محكم الغلق، قيل إنها أغراض أبناء الليل كما يطلقون عليهم. وأضاف أن المقابر في الليل تكون ملكًا للبلطجية وقطاع الطرق وتجار المخدرات، بل إنها تستخدم في ممارسة الدعارة دون خوف من الله، حيث أكد أن الأهالي تعانى معاناة شديدة بسبب هذا الأمر، وأنهم لا يجرؤون على الاقتراب إلى المقابر بعد العشاء ومن يقترب يتم طعنه والاعتداء عليه وسرقته ولا يدخل إليها إلا المعروف بتجارته للمخدرات أو من بيده امرأة ساقطة. وأشار أحد الأهالي قريب من المقابر – رفض ذكر اسمه – إلى أنهم عندما يأتوا إلى المقابر بالنهار يجدوا ما تشيب له الولدان، حيث يجدون زجاجات الخمر، وفي بعض الأحيان يجدون مراتب ومخدات، بل أكد أنه في بعض الأحيان وجد بعض الأهالي ملابس داخلية حريمي. وتابع أن مقابر تلا أصبحت وكرًا لتجار المخدرات، بل إن تجار المخدرات يقومون بتخزين بضاعتهم داخل بعض المقابر المهجورة. وأضاف أن الشرطة لا تفعل لهم شيئًا ولا تستطيع أن تفعل بسبب طبيعة المكان خاصة بالليل، حيث يكون الظلام دامسًا ولا يستطيع أحد أن يرى شيئًا، وأيضًا بسبب صعوبة إحكام السيطرة عليه، حيث أكد أن الشرطة إذا قامت بمداهمة هذا المكان من السهل جدا قيام هؤلاء المجرمين بالهروب دون أن تتمكن الشرطة من القبض عليهم. وأوضح أن هناك نساء ساقطات اعترفن له شخصيا أنهن كثيرًا ما ذهبن إلى المقابر لممارسة الرذيلة قبل التوبة، على حد قوله، مضيفًا أن من يتجرأ ويعترض على ما يحدث داخل مقابر تلا يكون الرد عليه بالطعن والاعتداء من قبل البلطجية، حيث يعتبرون هذه المنطقة منطقة نفوذ وسيطرة لهم بالليل. وعن دور مجلس المدينة والمحافظة، قال لا يوجد أي دور لهم بل إنهم يقومون بإلقاء القمامة أمام المقابر، ولا يقومون بأي إجراء ضد من يقيمون بتدنيس هذا المكان بأفعالهم، وقال إنه تم العثور في الشهر الماضي على ما يقرب من أربعة أطفال لقطاء بجوار مستشفى مدينة تلا في القمامة. وأكد أن هؤلاء الأطفال هم نتاج أفعال الرذيلة التي يتم ارتكابها بهذا المكان، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وتساءل في النهاية، متى تستيقظ الدولة من أجل الحفاظ على تلك الأماكن المقدسة؟ مطالبًا على الأقل بتطهير المكان من البلطجية وتجار المخدرات والمتعاطين. شاهد الصور ..