فجَّر الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام في حكومة السودان الجنوبي باقان أموم مفاجأةً من العيار الثقيل، بتقديم استقالته بعد أسبوع واحد من استقلال الدولة وخمسة أيام من تكليفه بالوزارة. وأثارَت هذه الخطوة كثيرًا من الجدل في العاصمة جوبا، ونفى مكتبه أن يكون أموم استقال من منصبه كأمينٍ عامٍ للحركة الشعبية، الحزب الحاكم في الجنوب. وأوضحت مصادر مطلعة أنَّ أموم أصرّ على استقالته وقدّمها لرئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت، رغم ممارسة ضغوط شديدة عليه لإثنائه عن الاستقالة التي جاءت بعد تكليفه بخمسة أيام وإعلان استقلال دولة الجنوب. وكان أموم من أبرز القيادات الجنوبية، ويشتهر بمواقفه المتشددة من المؤتمر الوطني، وقيادته لملف المفاوضات مع الحكومة حتى الأسبوع الماضي، فيما يتعلق بقضايا ترتيبات ما بعد الاستفتاء. وقد حرص بنفسه على تقديم برنامج إعلان الاستقلال في التاسع من الشهر الحالي. وفي السياق ذاته، أكّد مكتب الأمين العام للحركة الشعبية، أن أموم بالفعل قدّم استقالته من الوزارة. وقال السكرتير الصحفي عاطف كير: "إنّ أموم استقال بالفعل، لكن ليس صحيحًا ما تَمّ تداوله حول استقالته من منصبه كأمين عام للحركة الشعبية لتحرير السودان". وأكَّد أن باقان أموم يمارس مهامه كأمين عام للتنظيم لتهيئته لمرحلة التحوّل السياسي التي أفرزها ميلاد الجمهورية الجديدة، وما يتبع ذلك من تنافس بين قواها السياسية المختلفة.