ما أشبه اليوم بالبارحة..دائما الأحداث والذكريات تفرض نفسها على واقعنا مهما مرت السنون ..أيام الجامعة وكنت أدرس فى كلية الآداب قسم اللغات الشرقية وكان الراحل العظيم الدكتور عبد القادر القط هو عميد الكلية نشطت الحركة الطلابية وقامت المظاهرات فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات وكان من أبرز زعماء الحركة التى اشعلت جامعة عين شمس حماسا زميل لنا اسمه «أمجد» ولن أقول اسمه بالكامل منعا للإحراج كان أمجد يلقى الخطب ويلهب حماسنا جميعا حتى تنطلق المظاهرات داخل الحرم الجامعى ولم نستطع الخروج لأن الأمن المركزى كان خارج أسوار الجامعة واعتصمنا داخل الجامعة ولم نغادرها وقوات الشرطة من الصباح وحتى المساء كانت تلقى بالتعليمات بأن من يغادر البوابة لن يتعرض له أحد وهى أى الشرطة حريصة على مستقبل الشباب والشابات المعتصمين داخل أسوار الجامعة التى كانت تضم وقتها كليات الآداب والحقوق والعلوم وكان طلبة كلية التجارة يتلقون محاضراتهم أيضا فى مدرجات آداب وحقوق لعدم اكتمال مبناهم الحالى..المهم عم أمجد أصبح أشهر شخصية فى أيام الاعتصامات التى قامت سنة 73 قبل حرب اكتوبر وكنا فى الليل نلتف جميعا فى مدرج آداب علوى مع التزام الأمن بعدم اقتحام الجامعة حرصا على أرواح الطلبة والطالبات وفى يوم الجمعة ومع نسمات الصباح بدأت مكبرات الصوت لأحد لواءات الشرطة بأها ستقتحم الجامعة لفض الاعتصام وذلك بعد وابل من القنابل المسيلة للدموع التى ملأت كل مكان من كلية الآداب حتى قصر الزعفران وحدث الهرج والمرج وهرب من هرب وتم إلقاء القبض على مجموعة من المعتصمين بل والدكاترة وأذكر منهم الدكتور عزت قرنى أستاذ الفلسفة ومجموعة من المعيدين ..وظللت أنا وبعض الأصدقاء نبحث عن الزعيم أمجد ولم نجده واختفى تماما. وظننا أنه تم القبض عليه أثناء عملية الاقتحام ..ومرت الأيام وجاءت الإجازة الصيفية وفى أحد الأيام كنت أقرا صفحة الكاتب الراحل نبيل عصمت «أبو نظارة» فى الزميلة الاخبار ووجدت خبرا فى صدر الصفحة بصورة لزميلنا أو الزعيم أمجد وكانت الصورة جميلة وهو يرتدى بدلة وكرافت ومضمون الخبر أن الكلية اختارته الطالب المثالى لهذا العام على مستوى كلية الآداب وبالطبع الخبر لم يكن حقيقيا وإنما كان له معنى ورسالة واضحة ..لأن امجد اختفى بالفعل عن الحضور أو التواجد فى العام الدراسى التالى ..وأحسسنا بأن خطرا حاق به أو تعرض له أو مقبوض عليه أو تم قتله ولكن عندما جاء فى إحدى المرات للكلية لم يكن منظره يوحى بذلك على الإطلاق وعرفنا بالطبع السبب بعيدا عن أى ثورية أو زعامة وهمية المؤكد أنه تعرض لإغراء غير عادى أو أنه كان يسعى لهدف محدد نجح فى تحقيقة وعلى فكرة لم نقرأ بعد ذلك عن أى أخبار بخصوص الطلبة المثاليين!! أتصور كل المخاوف أن يكون هناك أكثر من أمجد يلعب لمصالحه الخاصة مع أطهر جيل شباب عرفته مصر فى تاريخها وقام بثورة يناير بمباركة قواتنا المسلحة التى حمت الثورة والثوار وحمت مصر كلها من أى مكائد ..لابد من الالتزام بالنظام والعمل على المحافظة على المكاسب التى حققتها الثورة دون تمييز أشخاص أو إعلان تشكيلات لوزارات!! ماجد نوار الحمهوريه