رأى الكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك ان هناك خطأ كبيرا فى الثورة المصرية، فبينما يملأ الليبراليون والفقراء ميدان التحرير، يعمل المجلس الأعلى للقوات المسلحة على مغازلة الإسلاميين إضافة إلى تخبط النظام الجديد وعدم وجود قائد لتلك الثورة. واوضح فيسك المختص بشئون الشرق الأوسط فى مقال له بصحيفة الاندبندنت البريطانية أمس أن «النظام الجديد يعانى من التخبط، فهناك شىء خطأ يحدث فى الثورة المصرية، فالمجلس الاعلى للقوات المسلحة يغازل الاسلاميين الشباب من السلفيين والإخوان، وفتحوا حوارا دائما معهم بينما يتجاهل الليبراليين والفقراء الذين اسقطوا مبارك بالفعل. وقال: «فى جولة بميدان التحرير نجد من يتحدث عن الناصرية، والعلمانية، وحقوق المسيحيين المدنية بينما يغيب عن الميدان بالطبع الإخوان المسلمون والسلفيون». ولفت إلى «انهيار الاقتصاد وزحف الفوضى على الشارع المصرى، بالإضافة إلى التوتر الطائفى، كما عاد رجال الشرطة إلى أساليبهم القديمة». و أشار فيسك إلى انهيار القانون فى مصر بعد أن قرأ فى الصحف المصرية عن استقبال طوارئ قصر العينى ما يزيد على 30 حالة مصابة بطلقات نارية أو بالاسلحة البيضاء يوميا تصل يومى الخميس والجمعة إلى 50 حالة، كما أن فنادق شهيرة مثل فندق الماريوت الشهير الذى يوجد به 1200 غرفة لا يقيم فيه سوى 24 سائحا. وراى فيسك ان هناك اعتقادا سائدا بأن «المجلس العسكرى لن يستطيع بدء المحاكمات العلنية الا اذا مات مبارك فهم يأملون أن يموت مبارك حتى يتسنى لهم بدء محاكمة أبنائه ولكن اذا مات مبارك سيكسب تعاطفا شعبيا وستكون هناك فترة راحة». وأشار فيسك إلى أن الوضع فى مصر يأخذ منحى خطيرا، فهناك حديث عن «العصيان المدنى»، وحرق اقسام الشرطة مرة أخرى، وانفاذ الثوار القانون بأيديهم عن طريق قتل رجال الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين. بل وإغلاق قناة السويس ما لم تقدم السلطات الأمنية الذين قتلوا الابرياء فى شهرى يناير وفبراير للمحاكمة. بل ذهب الأمر إلى المطالبة باعدام الرئيس المخلوع مبارك.