لم ينل احتراف عمرو زكي في نادي لوكوموتيف موسكو حظه من الاعلام رغم أن قيمة التعاقد معه تصل إلى حوالي 1.7 مليون يورو وهي أعلى قيمة ينالها لاعب مصري! عمرو زكي يستحق ضعف هذا المبلغ فهو أفضل مهاجم في الكرة المصرية وفق تحليل لمعلق انجليزي في احدى الصحف البريطانية، وهو التحليل الذي اعتمد عليه بشكل أساسي النادي الروسي وبسببه وافق على زيادة المبلغ المعتمد لشرائه، بالاضافة لمراقبة أدائه جيدا أثناء مباريات البطولة الأفريقية. مشكلة زكي الرئيسية التي جعلته لا يجد الصدى الاعلامي المناسب لقيمة احترافه، أنه ليس لاعبا في الأهلي أو في الزمالك وهما الناديان اللذان يبسطان سيطرتهما على الكرة في المحروسة، وتوجه لهما كل الامكانيات فاذا ما قابل الاخفاق أحدهما في سنة من السنوات، فان أجهزة الدولة كلها توجه لمساندته واقالته من عثرته، مثلما حدث للأهلي قبل موسمين وللزمالك في الموسم الحالي! في يقيني أن عمرو زكي يملك مؤهلات لا يملكها غيره من أبناء جيله، وأهمها المواصفات الجسمانية وقوة الالتحام والضغط على الخصم، فهو يربك المدافعين الذين توكل لهم مهمة مراقبته، ويتسبب في ضربات جزاء أو في أخطاء لصالح فريقه. لقد تعرض حسن شحاتة لانتقادات شديدة بسبب اصراره على عمرو زكي، وكانت أكثر الانتقادات من الكرويين الرئيسيين في مجلس ادارة اتحاد الكرة، الامبراطور شوبير باشا الذي يحلم بالتوزير ولا تستغربوا أن يتحقق له ذلك في يوم من الأيام بغض النظر عن امكانياته ومؤهلاته العلمية، ثم مجدي عبد الغني المعلق الكروي بالواسطة، فهو لا يملك امكانيات صوتية أو حضورا اعلاميا أو ثقافة، وجميعها مواصفات مطلوبة في المعلقين والمذيعين، ويرحم أيام لجان المسابقات الاذاعية التي كان النجاح في المرور من اختباراتها القاسية أصعب من عبور المحيط الاطلسي سباحة! بل إن الكثير من جماهير الكرة لم تستطعم أداء عمرو زكي، لأنه لاعب غير مهاري، مع العلم أن احدا من لاعبي المهارة لم يقدم لنا بطولات من قبل رغم كثرتهم، فهل هناك من هو أفضل مهارة وذكاء كرويا من علي أبو جريشة والشاذلي ومصطفى رياض وطه بصري محمود الخطيب وفاروق جعفر وحسن شحاتة وعلي خليل وأسامة خليل ومسعد نور وطاهر أبو زيد ووليد صلاح الدين، ومع ذلك لم يحققوا بطولة للكرة المصرية على مستوى المنتخبات! لقد كان حسام حسن صاحب هدف وصولنا الى نهائيات كأس العالم بايطاليا وقاد المنتخب مرتين للفوز بكأس أمم افريقيا وساهم في بطولة ثالثة اقيمت عام 1986 بالقاهرة عندما كان أصغر لاعب بالمنتخب، وهو ليس من فصيلة اللاعبين الموهوبين، وانما من لاعبي الحماس والجري واللياقة والمشاكسة وهي نفس الصفات التي تميز عمرو زكي! هذا اللاعب صاحب فضل كبير في حصولنا على البطولة الخامسة في فبراير الماضي، وقد يكون الوحيد من لاعبينا المحلليين الذين لفتوا أنظار السماسرة بالفعل، فهو الوحيد فعلا الذي جاءه عرض رسمي للاحتراف، وأول لاعب يحترف بعد النهائيات الأفريقية، رغم أن غيره من اللاعبين تحدثوا عن عروض احتراف ومبالغ خيالية، لكن لم يظهر شئ في الأفق حتى الآن، كما أن كلا من عدلي القيعي وحسام البدري نفيا أن يكون الأهلى تلقى عروضا رسمية لأحد من لاعبيه! ربما تكون موسكو هي محطة الاحتراف الأولى لعمرو زكي التي سينتقل منها لمحطات أخرى متعددة، خاصة أن أندية انجليزية وأسبانية فاوضت ناديه، لكن العرض الروسي كان هو الأقوى، فهناك نظرية عند سماسرة اللاعبين تؤكد على أن اللاعب يتحول إلى حصان مربح بمجرد كثرة الطلب عليه، ويظل تحت الأنظار حتى بعد ان يكسب صفقته أحد الأندية المتنافسة عليه! [email protected]