تعهد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، في القاهرة مساء اليوم الأحد، بتقديم نحو 5.4 مليار دولار نصفها لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليه. وقال وزير الخارجية النرويجي، بروج برند، الذي دعت بلاده مع مصر وفلسطين إلى هذا المؤتمر، إن "المساهمين في المؤتمر يساهموا بنحو 5.4 مليار دولار نصفها لإعادة إعمار القطاع، وقد التزموا بتقديم هذه المساعدات من أجل الاستجابة لاحتياجات الشعب الفلسطيني". ولم يتضح على الفور الغرض الذي سيُخصص له الجزء الثاني من أموال التعهدات. ومضى برند قائلا، خلال تلاوته جزءا من البيان الختامي بحضور نظيره المصري سامح شكري، إن "المجتمع الدولي أكد الالتزام بتقديم هذا الدعم خلال العام المقبل". وتابع أن "المساهمين قرروا أن حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) على أساس المرجعيات الدولية هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يساهم في حل النزاع بين فلسطين وإسرائيل من جهة، والتوصل إلى السلام بين العرب وإسرائيل من جهة أخرى". وبحسب البيان الختامي، فإن "المشاركين (في المؤتمر) يحثون القادة الفلسطينيين والإسرائيلين على استئناف المفاوضات الجادة (...) ووضع حد للصراع". ومفاوضات السلام غير المباشرة بين تل أبيب ورام الله متوقفة منذ أبريل/ نيسان الماضي. وشهد المؤتمر عدد من الدعوات إلى استئناف مفاوضات السلام، وذلك على لسان مشاركين في المؤتمر، بينهم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري. وأضاف الوزير النرويجي أن "قطاع غزة يمثل جزءا أساسيا من الأراضي المحتلة عام 1967، وجزء من الدولة الفلسطينية في المستقبل". واعتبر أن "التحديات في غزة والضفة الغربية يمكن مواجهتها باتفاق حقيقي يمكن التوصل إليه بين فلسطين وإسرائيل". فيما قال وزير الخارجية المصري، خلال تلاوته الجزء الأخر من البيان الختامي، إن "المشاركين (في المؤتمر) اعتبروا أن تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وسيطرة فعالة لحكومة فلسطين يعدان عاملين ضروريين لنجاح جهود الدول المانحة في إعادة الإعمار". وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت عن رغبتها في الحصول على نحو 4 مليارات دولار أمريكي من المؤتمر كمساعدات لإعمار قطاع غزة، الذي شن الجيش الإسرائيلي حربا عليه يوم 7 يوليو/ تموز الماضي، دامت 51 يوما، وخلفت دمارا ماديا واسعا، فضلا عن أكثر من ألفي قتيل فلسطيني، معظمهم مدنيون، مقابل مقتل 72 إسرائيليا، بينهم 68 عسكريا. وشاركت في المؤتمر، الذي استمر ليوم واحد وافتتحه السيسي، وفود من 50 دولة، بينها 30 وزير خارجية ومؤسسات إقليمية ودولية، بحسب وزارة الخارجية المصرية. ومن بين المشاركين: الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ووزراء خارجية الولاياتالمتحدة والنرويج وفرنسا وإيطاليا والأردن واليابان. وسعى المؤتمر إلى تقديم الدعم السياسي والاقتصادي من أجل تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، برعاية مصرية، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في الأراضي الفلسطينية، ورفع القيود الإسرائيلية علي دخول السلع والبضائع إلي قطاع غزة. ومنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم السلطة بغزة، وأداء حكومة توافق وطني فلسطينية اليمين الدستورية أمام عباس في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.