إرسال خبراء عسكريين إلى ليبيا.. تدريب ضباط ليبين بمصر كشف خبراء عسكريون، عن طبيعة المساعدات التي ستقدمها مصر إلى الحكومة الليبية المعينة من قبل مجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي البلاد، وعلى رأسها تدريب القوات الحكومية التي تقاتل فصائل مسلحة متنافسة في ليبيا في تصعيد لجهودها للقضاء على ما تراه خطرا على استقرارها من الفوضى التي اجتاحت جارتها الغربية. وأعلن عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية المعين من قبل مجلس النواب المنعقد في طبرق، في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب في الأسبوع الماضي، عن تنسيق أمني عالي المستوى مع مصر. وأوضح الثني أنه اتفق مع الجانب المصري على التنسيق التام بشأن تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، وتدريب مصر للجيش الليبي لرفع الكفاءة القتالية. وأضاف أنه تم الاتفاق على أن تدرب مصر كذلك أفراد الشرطة الليبية في كافة المجالات لمواجهة ما أسماه الإرهاب. وقال علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقًا، إن "مصر ستدعم الحكومة الشرعية والجيش الليبي ضد الإرهاب، عبر التدريب والسلاح والإمداد اللوجيستي". وأوضح أن "التدخل العسكري المصرى مرهون بمبدأين، الأول عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، والثاني تقديم المساعدة لمن يطلبها، وفى إطار التوازن بين الأمرين سيتحرك الجيش تجاه التهديدات فى الجانب الليبي". وأشار إلى أن "الجيش المصرى حقق نجاحات هائلة فى مواجهة الإرهاب، إذ أصبحت سيناء مكانًا طاردًا للإرهاب بعد أن كانت مأوى للأصوليين فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، كما أن استعدادات الجيش فى الجبهة الغربية تضمنت الأمن القومي، ومن يريد أن يقترب من نهايته فليتسلل إلى مصر". وأضاف أن "الرؤية المصرية لما يحدث فى ليبيا تبلورت بعد سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011، حين قام المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق بزيارة مهمة جدًا إلى ليبيا". وتابع: "الشعب الليبي خدع بعد الثورة الليبية واختار أشخاصًا لا يستحقون أن يمثلوه فى البرلمان كما حدث فى مصر"، مشيرًا إلى أن "المعارضة الليبية تعاونت مع الناتو لهدم الجيش الليبي، من أجل إعادة إعمار دول الحلف والتربح من ذلك". وقال اللواء سامح أبوهشيمة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن "العلاقات بين مصر وليبيا حتمية لكلا البلدين، نتيجة ارتباط مصيرهما من قديم الأزل وحتى التاريخ الحديث". وأوضح أن "مصر وجهت الدعوة لرئيس وزراء ليبيا لتنسيق التعاون فى كافة المجالات، وعلى رأسها المجال الأمني فى مجابهة العصابات الإجرامية والمتطرفة، التي تهدد الاستقرار الأمني، وتثير الفتن بين العشائر". وأشار إلى أن رئيس الوزراء الليبي حضر إلى مصر للعمل على تحقيق الأمن والاستقرار فى ليبيا، وإعادة بناء وتدريب القوات المسلحة الليبية، ومواجهة الميليشيات المسلحة. وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما العاصمة طرابلس وبنغازي، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، مما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته. الأول هو البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة عبد الله الثني ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).