ثلاثون عاماً مضت من عمر [س] جلس يتاملها كاملة , بحلوها ومُرها , بهدوءها وصخبها , بمشاكلها , بفرصها المقتنصة والضائعة , بأخطاءه وأخطاء من حوله , بحقد الحاقدين عليه , ودعاء المحبين له , بشماتة من شمتوا فيه وقت الفشل , وسعادة من فرحوا به وقت النجاح , فخرج من هذه التجربة بقاعدة كبيرة وهي ( أن كل شىء مُباح ) - حينما كان صاحبنا فى المدرسة الإعدادية كانت أفلام عادل إمام المصرية هي المرجع فى التربية , وأفلام أميتابتشان هي المرجع فى الثقافة الخارجية , وكانت أغاني جيل التسعينات هي المسيطرة على عقول الشباب .. !!
- جلس صاحبنا وموسيقي هذه الأيام بكلماتها وأصوات المغنين تقرع أُذنيه قرعاً شديداً .. حتي وجد نفسه يرجع الى الخلف .. الى ماضي بعيد بعيد .. حتي وجد أصواتاً ألفها وأحبها من قبل شبابه , اغاني كان يسمعها فى التليفزيون أيام طفولته ..
- انا عندي بغبغان .. غلباوي بنص لسان ..!! - انا انا انا ابريق الشاي .. بوزي كده .. وإيدي كده .. أصب الشاي وأرجع كده .. - إوعي سيب اللعبة بتاعتي ..لا دي بتاعتي .. ياسلام ياختي !! - مع إنه خشب فى خشب فى خشب إنما يستاهل تقله دهب !!
ثم استفاق صاحبنا من غفوتة وتأملاته الى معني مهم .. ماذا كان يعلمنا هؤلاء !! وأين كُنا من العالم حين كانت الفكرة مُركزة على أن السلاحف تلعب كونغ فو ..!! وكابتن ماجد يركل الكرة فى الحلقة الأولي ليسجل هدف فى الحلقة الثانية !! ثم نخرج من هذه البوتقة لندخل فى بوتقة أفلام هذه الحقبة بما فيها من دعارة وترويج للفاحشة وكأنها كانت فترة تخنيث المصريين , فتشاهد فى الفيلم النساء العاريات فى سياق درامي يظهرهن محترمات , وتأصيل لقاعدة أن العارية قد تكون متدينة , وأن المقياس لا علاقة له بالحشمة , بل ربما جاءت المحجبة فى دور يشوه المحجبات , والملتحي لا يكون إلا فى دور الإرهابي ..! كما جسدها #عادل_إمام فى كثير من ادوراة ..!!!
- تربينا فى هذه الفترة على أصلين كبيرين : الأول : الفصل بين الحشمة والتدين و والفضيلة .. !! فالمحشمة ليست فاضلة وليست محترمة كما يخدعونك , والعارية قد تكون إنسانة فاضلة , والملتحي بالتأكيد تاجر دين , والحليق أكيد إنسان محترم !!
شارب الخمر إنسان خلوق , لكن المجتمع قاسي معه , لكن صاحب الجلباب قاسي مع المجتمع , مع أن المجتمع احتضنه !! ياللعحب ..
الثاني : ترويج الأفكار الهدامة للشباب فى سياق درامي يدعي أنه يحارب الفكرة , وهو فى الحقيقة يروج لها , كما حدث فى فيلم #الكيف ..!!
- حينما تتأمل هذه المشاهد التي ذكرتها لك تعلم يقيناً أن من روجوا لفكرة أن الفن يبني ولا يهدم , يصحح ولا يدمر , هذه أفكار ساذجة لا تخدم فى المقام الاول إلا المخرجين والمؤلفين والممثلين وأصحاب السبوبة .. فانتشرت المخدرات بعد فيلم الكيف , وانتشرت الفوضي فى المدارس بعد مدرسة المشاغبين , وأخيرا وفى أيامنا انتشرت البلطجة بعد أفلام #السبكي , وانتشر الرقص والدعارة بعد أفلام #خالد_يوسف والأمر من سيء لأسوأ , ومع ذلك يُصر الأبالسة أن يصوروا الامر أنه ( رسالة ) والله بئست الرسالة ..
- الذي جعل صاحبنا يحن لأيام الشباب وأغانيها وألحانها ومطربيها أنه تربي فى وسط هذه الحالة , فلم يفكر كثيراً فى حرمة هذا الشىء , ولكن حنينه غلب علي كل شىء , فتأمل أخي الحبيب حال شباب تربي فى هذه الأيام كيف يكون حالة بعد عشرة سنوات !!
- يجلس صاحبنا الذي يعيش هذه الأيام طفولته وشبابه يتأمل ماضيه بعد عشرة سنوات أو أكثر , فيحن لعبدة موته وإبراهيم الأبيض ! , أيام كانت البلطجة رسالة , وأيام كانت البلطجي رجل مهذب ولكن الدنيا ( جارت عليه !! )
- ويتذكر صاحبنا ايام طفولته , حينما كانت قنوات الرقص تهز أركان غرفته , وحينما شب أصبحت تهز أركان قلبة وتحرك شهوتة ..!!
أقول .. كيف سيتربي هذا الجيل ..!! الله المستعان ..