فجر مسلحون ملثمون، في وقت مبكر الاثنين خط الأنابيب الناقل للغاز المصري في شمال سيناء، للمرة الثالثة في غضون أقل من 6 شهور الذي يتم فيها استهداف الخط الذي يستخدم في تصدير الغاز لكل من الأردن وإسرائيل. واستهدف الانفجار محطة الغاز بالقرب من قرية النجاح بمركز ومدينة بئر العبد، التي تبعد مسافة 80 كم غرب مدينة العريش، وهي إحدى محطات الغاز الرئيسية على الطريق الدولي القنطرة رفح، دون أن يسفر عن خسائر بشرية لكنه أدى إلى توقف الإمدادات للأردن وإسرائيل. وصرح اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء، أن عملية التفجير وقعت في الواحدة صباح الاثنين، عن طريق قنبلة موقوتة زرعت تحت الأنبوب الرئيسي للمحطة بواسطة مجهولين نزلوا من سيارة- طبقًا لرواية شهود العيان- وتوجهوا إلى المحطة مباشرة. وأضاف: تم زرع القنبلة أسفل المحبس الرئيسي للمحطة، ما أحدث انفجارًا نجم عنه حريق أمكن السيطرة عليه، وقد تم توجيه جمع سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق ووصلت بعد ساعتين من وقوع الانفجار. وأكد المحافظ أنه تم قطع الغاز إثر التفجير- الذي وصفه بأنه "عملية إجرامية، المقصود بها تعطيل عجلة الإنتاج والعمل"- عن السوق المحلي المتمثل في مصانع الأسمنت بوسط سيناء، ومنها مصنع القوات المسلحة ومصنع سيناء بنوعية الأبيض والرمادي وكذلك محطة الكهرباء والمنازل والأحياء السكنية في العريش. وأكد أنه لم يتعرض أحد للإصابة نتيجة بعد المحطة عن الكتلة السكنية، ولتوقيت التفجير، رافضًا توجيه الاتهام إلى أحد، لأن التحقيقات مازالت مستمرة وانتقل المحافظ ومدير الأمن وقيادات المحافظة إلى موقع الحادث وباشرت النيابة التحقيق. وفي وقت لاحق، صرح مصدر أمني مسئول، أنه تم العثور على عبوة ناسفة ثانية قبل انفجارها داخل محطة الغاز المستهدفة. وقال إنه تم العثور على العبوة بالغرفة رقم 3، بينما وقع التفجير بالغرفة رقم 2، وقد تمت السيطرة على الحريق. وأضاف إن خبراء المفرقعات قاموا بإبطال مفعول العبوة الثانية التي لم تنفجر. ووفق شهود من سكان المنطقة، فإن أوصاف المهاجمين هي ذاتها مواصفات الذين قاموا بالتفجيرين السابق والسيارة نفسها التي استخدمت من قبل، وطريقة التفجير بزرع عبوات ناسفة أسفل الأنبوب. والهجوم هو الثالث من نوعه الذي يتعرض له خط الأنابيب خلال خمسة أشهر، ففي الخامس من فبراير، تعرض خط الأنابيب نفسه لتفجير بقنبلة أيضا، ما أدى إلى توقف الإمدادات. وفي الخامس من مارس، تم إحباط محاولة جديدة لتفجير خط الأنابيب هذا. وفي 27 من أبريل استهدف هجوم بالقنبلة مركز التوزيع التابع لخط الأنابيب نفسه على مشارف قرية السبيل في العريش. وبعد شهر ونصف من انقطاعه استؤنف في 10 يونيو تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل التي تمدها مصر ب 43%من مجمل استهلاكها من الغاز الطبيعي، وتنتج إسرائيل 40% من الكهرباء من الغاز المصري، في حين تمد مصر الأردن ب 80% من احتياجاته من أجل إنتاج الكهرباء حيث تصدر إلى المملكة يوميا 6,8 مليون متر مكعب من الغاز. ووقع الهجوم الأخير بعد أسبوعين من قرار الحكومة المصرية إعادة النظر في كافة اتفاقات الغازات القديمة وفتح تحقيقات حول عقود بيع الغاز لإسرائيل التي أبرمت قبل فترة قصيرة من سقوط نظام حسني مبارك. وكان من المقرر أن ترتفع بدءًا من أمس كميات الغاز الطبيعي الموردة إلى الأردن من خلال خط نقل الغاز المصري من 50 مليون قدم مكعب يوميا إلى 100 مليون من أصل 250 مليون قدم مكعب يوميا تعاقد عليها الأردن مع مصر في العام 2001 وتم استخدامها في توليد حوالي 80 % من الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة، والتي تدنت إلى حوالي 20 % أخيرا .