عقد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس اجتماعا طارئا مع وزير البنية التحتية في حكومته عوزي لانداو ومع كبار المسئولين الأمنيين، وذلك في أعقاب التفجير الذي استهدف أحد خطوط الأنابيب الناقلة للغاز الطبيعي بالقرب من العريش. وأعلن نتنياهو في أعقاب الاجتماع أن إسرائيل مستعدة مسبقا لأي حالات وقف لضخ الغاز الطبيعي من مصر لإسرائيل، موضحا أنها ستتجه لبدائل أخرى للطاقة، مستبعدا أن يؤدي الحادث لأية مشاكل في تزويد الإسرائيليين بالكهرباء. وتابع: "في هذه المرحلة من غير الواضح هل حدثت أضرار للبنية التحتية الخاصة بنقل الغاز من مصر لإسرائيل، لكن وكإجراء أمني أوقفت إسرائيل تلقي إمدادات الغاز بشكل وفقا لما تقتضيه اللوائح". ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر إسرائيلية مسئولة القول، إن استهداف خط الأنابيب يدل على ضرورة التأكد من عدم اعتماد إسرائيل على مصدر غاز واحد فقط، موضحة أن إسرائيل تقوم حاليا بتعزيز الحراسة على منشآتها المختلفة لتوليد الطاقة تحسبا لأي طارئ. من جانبها، قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية، إن وقف ضخ الغاز الطبيعي من مصر لإسرائيل جاء على الرغم من تطمينات مصادر أمنية مصرية بأن التفجير استهدف خط أنابيب الغاز المتجه للأردن وليس إسرائيل. في غضون ذلك، تعقد اللجنة الاقتصادية بالكنيست الإسرائيلي (البرلمان) جلسة طارئة خلال الساعات القادمة، لمناقشة اتفاقيات الغاز الطبيعي مع مصر، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت". وأضافت أن الاجتماع قد يقر فرض ضرائب على صادرات الغاز المصري لإسرائيل، في تراجع عن قرارات "لجنة شيشنسكي" التي أعفت شركة غاز شرق المتوسط "إي أم جي" المصدرة للغاز المصري لإسرائيل من الضرائب. بدورها، اتهمت السلطات المصرية عناصر أجنبية بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف خط الغاز المصري جنوبالعريش في شمال سيناء، مؤكدة أن الهجوم استهدف فرعا للخط يزود الأردن بالغاز. وأضافت مصادر رسمية في محافظة شمال سيناء أن الهجوم مرتبط بعناصر خارجية، وأضافت "نحن الآن نعتمد على شباب البدو القريبين من مكان التفجير لمساعدة أجهزة الأمن في التحقيقات وإعطاء معلومات عن أي أعمال تخريبية أخرى". وأوضحت أنه "بمجرد مهاجمة خط الغاز. يوقف النظام التدفق فورا"، مشددة على أن الخط الذي تعرض للهجوم هو الخط المتجه للأردن وليس إلى إسرائيل. وفي أعقاب الهجوم، أعلن مصدر أمني أن الجيش المصري أغلق المصدر الرئيس الذي يزود خط أنابيب الغاز المؤدي لإسرائيل والأردن. وأضاف المصدر "تمكنت القوات المسلحة والسلطات من إغلاق المصدر الرئيسي لتدفق الغاز وتحاول السيطرة على النيران". ويبدأ الخط الناقل للغاز من ميناء بورسعيد، وينقسم قرب العريش إلى فرعين أحدهما لنقل الغاز إلى الأردن، والآخر إلى الشيخ زويد ومنه إلى محطة للغاز في إسرائيل. وتحصل إسرائيل على 40 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من مصر. وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية السبت إن شركة "يام تيتيس" الإسرائيلية تلقت أوامر "بالاستجابة" تبعا للظروف بعد وقف إمدادات الغاز من مصر. وقال المتحدث باسم وزارة البنية التحتية الوطنية في بيان "من غير المتوقع حدوث تعطل في إنتاج الكهرباء في إسرائيل". وكانت أنباء أولية أشارت إلى أن الانفجار استهدف خط أنابيب الذي ينقل الغاز المصري لإسرائيل في مدينة العريش، لكن اتضح فيما بعد أن الهجوم استهدف الخط الأردني. وأكد اللواء عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أن انفجارا حدث في محطة الغاز شرق العريش في شمال سيناء والخط القادم من منطقة بئر العبد مما أدى لنشوب نيران. وأضاف إنه تم وقف ضخ الغاز وإغلاق جميع محابس الخطوط الداخلة على المحطة. وأشار إلي أن ألسنة النيران بدأت تقل. وقال إن هناك مناطق سكنية تبعد عن المحطة بحوالي 300 متر فقط لكنها لم تتأثر وليس هناك خطورة على السكان. وأشار إلى أنه لم يتم التعرف على ملابسات هذا العمل الذي وصفه بأنه عمل تخريبي.