أكد الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية، أنه لا يجوز الحديث عن "فساد" رموز النظام السابق، دون التأكد من صحة الاتهامات بحقهم، داعيًا إلى التوقف عن ترديد تلك الاتهامات، ما دام لم يكن هناك دليل يؤكدها. وأضاف جمعة في رده على سؤال عن حكم الحديث عن رموز النظام السابق وعن فسادهم، بالرغم من عدم تأكيد أي من الاتهامات؟، إنه لا يجوز للمسلم أن يلوك بلسانه ما لم يعرف، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "فخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وأمسك عليك لسانك". وتابع: لذا لا يجوز التحدث عن فساد رموز النظام السابق لعدم تأكيد الاتهامات عليهم فالإسلام يأمرنا بالصمت في كل الأحوال وليس في هذه الحالة فقط، لقوله صلي الله عليه وسلم "اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة" بما يعني أن الإنسان إذا أمسك لسانه عما لا يعلم ولا ينقل كل ما يسمع، فإنه حينئذ يكون تقيا حتى قال: "إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا فاعلموا أنه يلقّن الحكمة"، ويقول ربنا سبحانه وتعالى: {يُؤتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [البقرة:269] ودلل أيضًا على التحذير من الخوض في الاتهامات دون دليل بقول الرسول الكريم فيما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع". واعتبر أن ما يحدث حاليًا منحة ربانية "ولا يكون في كوني إلا ما أراه"، وفرصة لمن أراد أن يدرب نفسه على التقوى وعلى الصمت أن يمسك عليه لسانه، وأن ينظر فعل الله في كونه، وأن يتدبر وأن يتأمل كيف ينزع الملك ممن يشاء ويعطي الملك لمن يشاء سبحانه لا يكون في كونه إلا ما أراد.