كشفت وثائق بريطانية تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي أن الاستخبارات البريطانية كانت تخشى قيام متشددين يهود باغتيال وزراء في الحكومة البريطانية وشخصيات عامة أخرى في العاصمة لندن. وقال راديو بى بى سى أن الوثائق التي كشف عنها مؤخرا تظهر أن الإحساس بالقلق أخذ يتنامى مع تصعيد جماعات يهودية مسلحة لحملتها العنيفة ضد الحكم البريطاني في فلسطين. وتشمل هذه الوثائق تقارير عن مؤامرة حاكتها منظمة عصابة شتيرن بإرسال مسلحين إلى بريطانيا لاغتيال وزير الخارجية البريطاني حينئذ إرنست بيفن. كذلك تلمح الوثائق إلى ضلوع الاتحاد السوفييتي في قتل الوسيط الدولي كونت فولك برنادوت بالقرب من القدس عام 1948. وقد لا تتكشف أبدا الحقيقة الكاملة حول من الذي كان يسير الأحداث في فلسطين وقت قيام اسرائيل وانتهاء الانتداب البريطاني فيها عام 1948. إلا أن ملفات الاستخبارات هذه توحي بأن حكومة ديفيد بن جوريون المؤقتة، كانت هي نفسها مهددة من جانب المتطرفين في عصابتي الأرجون وشتيرن بنفس القدر الذي كان يواجه العرب والقوات البريطانية قبل عودتها من فلسطين. بل وحتى الاستخبارات البريطانية ام آي فايف ذاتها سادها اعتقاد بأن عصابتي شتيرن وأرجون ربما كانتا تخضعان لنفوذ جهة داخلية ربما كانت مرتبطة بالكتلة السوفييتية. وافادت مصادر عديدة أن دولة تشيكوسلوفاكيا التي كانت في قبضة ستالين آنذاك ساعدت في هرب المسلحين اليهود الذي اغتالوا الكونت برنادوت. وفي الوثائق أيضا مواد ينضوي كثير منها تحت بند التكهنات، وتذهب الى وجود صلة بين السوفييت ومناحم بيجين الذي قاد مجموعة إرجون لمدة ست سنوات ثم تقلد فيما بعد منصب رئيس وزراء اسرائيل. وتشير الوثائق إلى أن الزعامات اليهودية في أوربا والتي سادها الرعب حالت دون تنفيذ العصابات اليهودية لمخططها. وكانت هذه تنتوي إرسال فرق موت الى أوروبا الغربية لقتل زعماء سياسيين بريطانيين وغيرهم. ومن المثير للدهشة أن إسحق شامير الذي ارتبط هو الاخر بعصابات شتيرن وإرجون لا يبرز اسمه على الاطلاق في هذه الملفات السرية الطويلة.