الفريق أسامة عسكر يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    ارتفاع أسعار الفول والزيت وتراجع اللحوم اليوم الجمعة (موقع رسمي)    سها جندي: ندرس إنشاء مراكز متخصصة لتدريب الراغبين في الهجرة    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    إسرائيل تُعلن استعادة 3 جثث لرهائن من قطاع غزة    موعد مباراة الأهلي والزمالك لحسم لقب دوري المحترفين لكرة اليد    رسميًا| ميلان يعلن رحيل بيولي عن تدريب الفريق (فيديو)    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": انخفاض في الحرارة يصل ل 5 درجات بهذه المناطق    رفع 36 سيارة ودراجة نارية متهالكة.. خلال 24 ساعة    غدا، 815 ألف طالب يبدأون امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية 2024    معدية أبوغالب.. انتشال جثة "جنى" آخر ضحايا لقمة العيش    قرارات جمهورية هامة ورسائل رئاسية قوية لوقف نزيف الدم بغزة    في ختام دورته ال 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ألين أوباندو.. مهاجم صاعد يدعم برشلونة من "نسخته الإكوادورية"    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يطالب بالاستخدام الأمثل للموازنة الجديدة في الصيانة والمستلزمات السلعية    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    «الجيل»: التشكيك في المفاوضات المصرية للهدنة هدفها استمرار الحرب وخدمة السيناريو الإسرائيلي    مصرع 14 شخصاً على الأقلّ في حريق بمبنى في وسط هانوي    نائبة رئيس الوزراء الإسباني تثير غضب إسرائيل بسبب «فلسطين ستتحرر»    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    «المعلمين» تطلق غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الدبلومات الفنية غدًا    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    أسعار الخضروات اليوم 24 مايو في سوق العبور    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    ألمانيا: سنعتقل نتنياهو    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    قطاع السيارات العالمي.. تعافي أم هدوء قبل العاصفة؟    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    عائشة بن أحمد تعلن اعتزالها التمثيل مؤقتا: شغل دلوقتي لأ.. عايزة استمتع بحياتي شوية    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    وزير الخارجية البحرينى: زيارة الملك حمد إلى موسكو تعزيز للتعاون مع روسيا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التجسس‮.. بنيران صديقة
نشر في الوفد يوم 22 - 12 - 2010

يحاول بعض الإسرائيليين مثل مراسل صحيفة جورزاليم بوست وولف بليتزر في‮ كتابه ساحة الأكاذيب أن‮ يبرر عمليات التجسس الإسرائيلية التي‮ بلغت حد التنصت علي مكتب ديك تشيني‮ نائب الرئيس الأمريكي‮ السابق جورج بوش،‮ بأن هناك نوعين من التجسس‮: الأول هو التجسس بين الأصدقاء،‮ والثاني‮ التجسس الخسيس الذي‮ يجند له العملاء وتدفع الأموال مقابل الحصول علي المعلومات‮.‬
وإذا كان النوع الأول‮ يتم بوسائل فنية مكشوفة أو عبر الملحقين العسكريين بالسفارات،‮ وهو ما‮ يفعله الجميع،‮ فان الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا منذ عشرات السنين علي عدم ممارسة النوع الثاني‮ لكن هل التزمت إسرائيل هذا الاتفاق؟
والواقع‮ يروي‮ فصلاً‮ جديداً‮ من الجاسوسية الإسرائيلية التي‮ لا تعرف إلا مصالح إسرائيل في‮ حين لا تزال الولايات المتحدة تغض الطرف عن تجسس الحليفة الأبدية إسرائيل‮ , ولكي‮ نستطيع فهم نمط الجاسوسية الإسرائيلية في‮ الولايات المتحدة, برغم وضع الدولة الحليفة الذي‮ تتمتع به إسرائيل عبر جميع الإدارات الأمريكية منذ نشأة إسرائيل, لابد أن نتطرق إلي الدوافع التي‮ تحرك كبار المسئولين من اليهود الأمريكيين للتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية‮ (‬موساد‮) في‮ الماضي‮ والحاضر،‮ برغم حساسية مناصبهم،‮ ولعل أهم هذه الدوافع طبيعة الشخصية اليهودية نفسها التي‮ لا تعرف الولاء إلا للفيتو اليهودي،‮ مهما بلغت المكاسب والمناصب التي‮ حققتها في‮ ظل المجتمع الذي‮ تعيش فيه‮.‬
وفي‮ دراسة بعنوان التحليل النفسي‮ للشخصية اليهودية تبين أن من أهم سمات الشخص اليهودي‮ القدرة علي خيانة البلد الذي‮ يحتضنه ويعطيه جنسيته ومواطنته لصالح إسرائيل‮. مما‮ يدل علي فقدان اليهودي‮ الحس الاجتماعي‮ والأخلاقي،‮ وان التعاليم اليهودية هي‮ المحدد الرئيسي‮ للأطر العامة للشخصية اليهودية التي‮ تؤكد عدم مسئولية اليهودي‮ دينيا عن‮ غير اليهود‮.‬
ويؤكد ذلك المنطق الجاسوس الإسرائيلي‮ السابق فيكتور اوستروفسكي‮ في‮ كتابه طريق الخداع حيث‮ يصف المتعاونون من اليهود في‮ الدول المختلفة مع جهاز الموساد قائلا‮: إن لدي الموساد شبكة عالمية من المتطوعين اليهود‮ (‬السايانيم‮) في‮ المواقع الاستراتيجية والمفيدة في‮ قطاعات العقارات ووسائل الإعلام والمال والأعمال وتجارة السيارات وغيرها،‮ ويقوم هؤلاء المتطوعون بتقديم خدمات تساعد أنشطة جهاز الموساد الإسرائيلي‮ داخل البلاد التي‮ يعيشون فيها،‮ وهذا ما‮ يوصف بالولاء المزدوج أو ولاء المتطوع لإسرائيل الذي‮ يفوق ولاءه لوطنه،‮ وهذا التعاون من المتطوع لا‮ يتفق‮ غالباً‮ مع المصالح القومية للبلد الذي‮ يعيش فيه‮.‬
جواسيس الموساد في‮ واشنطن
تعتبر عملية جوفاثان بولارد من أخطر عمليات التجسس الإسرائيلية ضد الولايات المتحدة, للأضرار البالغة التي‮ ألحقتها بالأمن القومي‮ الأمريكي،‮ وإثر انكشاف أمر بولارد, تساءل مدير وكالة المخابرات المركزية السابق ريتشارد هولمز إذا كانت الولايات المتحدة تفرق بين من‮ يبيعون الأسرار للأصدقاء والذين‮ يبيعونها للأعداء،‮ وقال‮: لا فرق بين هؤلاء وأولئك،‮ لأننا لا نعرف شيئاً‮ عن أجهزة الأمن في‮ تلك الدول،‮ لذلك جاءت مذكرة كاسبر واينبرجر وزير الدفاع الأمريكي‮ آنذاك في‮ 46‮ صفحة عن الضرر الذي‮ ألحقه بولارد بأمن الولايات المتحدة،‮ وكان السبب في‮ إصدار الحكم عليه بالسجن مدي الحياة‮.‬
حيث حصل بولارد الضابط المتخصص في‮ مجال الإرهاب علي ألف وثيقة سرية مكونة من‮ 850‮ ألف صفحة من الوثائق السرية من الدرجة الأولي, حيث تبين لمحققي‮ وزارة الدفاع ومكتب التحقيق الفيدرالي‮ أنها وثائق لا تتعلق بمصالح الأمن الإسرائيلية, لكنها تتعلق بمعلومات متنوعة عن كل ما وصلت إليه‮ يد بولارد،‮ واشتملت الوثائق علي معلومات عن أنظمة الأسلحة وأجهزة المخابرات والقدرات العسكرية للدول العربية, وتحليل نيات الزعماء العرب السياسية, وتفاصيل عن الأسلحة السوفيتية التي‮ ستقدم لأعداء إسرائيل, ومصانع الغاز في‮ سوريا والهجمات المنتظرة التي‮ ستقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان ضد إسرائيل،‮ ومعلومات تفصيلية عن أساليب الحرب الأمريكية وأنظمة الأسلحة وتحليل الأمريكيين لأنظمة الصواريخ السوفيتية ومعلومات عن أساليب المخابرات الأمريكية البشرية والالكترونية في‮ جمع المعلومات،‮ إضافة إلي دراسات تحليلية ورسوم بيانية وصور للأقمار الصناعية الأمريكية وتفاصيل عن المخابرات والقدرات والاتصالات العسكرية الأمريكية والروسية ومواضع السفن ومحطات الطيران الأمريكية وطرق تدريب الجيش الأمريكي،‮ ولم تكن هناك أهمية لهذه المعلومات إلا لبلد واحد هو الاتحاد السوفيتي, ولم‮ يكتف بولارد بتسليم هذه الوثائق للحكومة الإسرائيلية بل قدم بعضها للصين‮. وفي‮ المقابل،‮ حصل بولارد علي‮ 50‮ ألف دولار خلال‮ 18‮ شهراً‮ وإيداع‮ 30‮ ألفا في‮ حسابه بسويسرا،‮ ووعد بمبلغ‮ 450‮ ألف دولار خلال السنوات العشر التالية لتعاونه مع الموساد, فضلاً‮ عن المجوهرات والهدايا التي‮ تلقتها زوجته ومرتبات المشاركين في‮ العملية‮.‬
كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز تورط ديفيد ساترفيلد السفير الأمريكي‮ السابق في لبنان ونائب السفير الأمريكي‮ خليل زاده في‮ العراق في‮ قضية تجسس منظمة‮ »‬إيباك‮«‬ اليهودية التي‮ وصلت بأنها أكبر أزمة تجسس بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ القبض علي‮ جوناثان بولارد‮ , وقد ورد اسم ساترفيلد بالرمز في‮ لائحة الاتهام باسم‮ Usgo-2 ‮ نظرا لمناقشته قضايا سرية تتعلق بالأمن القومي‮ في‮ اجتماعين له مع روسن عام‮ 2002‮ المتهم الرئيسي‮ في‮ القضية, حيث كان ساترفيلد‮ يشغل آنذاك منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدني وجنوب آسيا مما‮ يجعله ثاني‮ أكبر مسئول عن الشرق الأوسط في‮ وزارة الخارجية،‮ وأشار الادعاء الأمريكي،‮ كما ذكرت الصحيفة إلي أن روسن ووايزمان حصلا بشكل‮ غير شرعي‮ علي معلومات سرية من فرانكلين وساترفيلد, وتسليم وثائق في‮ غاية السرية عن السياسة الخارجية الأمريكية لإسرائيل, تتعلق بهجمات تنظيم‮ »‬القاعدة‮« في‮ 11‮ سبتمبر،‮ وتفجيرات الخبر في‮ السعودية التي‮ قتل فيها‮ 19‮ جندياً‮ أمريكيا‮.‬
كذلك استهدفت عمليات الموساد أهم قطاعات الإدارة الأمريكية بما فيها مكتب نائب الرئيس السابق ديك تشيني،‮ وكشفت عمليات التحقيق المطولة وتخصيص تمويل كبير للمباحث الفيدرالية‮ يرجع إلي القضية الشائكة لتورط مسئولين في‮ أرفع المناصب بالإدارة الحكومية في‮ التجسس لصالح إسرائيل‮.‬
تصفية خبراء صواريخ في‮ موسكو
في‮ نهاية شهر أغسطس من العام الماضي‮ ذكرت مصادر‮ غربية أن جهاز الموساد الإسرائيلي‮ زادت نشاطاته الاستخباراتية ويعمل بشكل فعال في‮ روسيا لإفشال وإحباط كل ما‮ يتعلق ببيع أسلحة وصواريخ لإيران وسوريا وبكل ما‮ يتعلق بقضية بناء المفاعل الذري‮ الإيراني‮ بمساعدة الروس،‮ وأشارت المصادر إلي أنه من المحتمل أن‮ يكون جهاز الموساد الإسرائيلي‮ متورطاً‮ في‮ اغتيال الجاسوس الروسي‮ شبتاي‮ كلمونيفتش والذي‮ عمل كجاسوس في‮ إسرائيل لحساب المخابرات السوفيتية الروسية‮ KGB،‮ حيث تعرض لطلقات نارية قاتلة في‮ مدينة موسكو،‮ وذلك بعد أن وافق العودة للعمل الاستخباراتي‮ ضد إسرائيل من قبل ال‮ KGB ،‮ وأوضحت المصادر ذاتها في‮ حينه أن الجاسوس تغلغل في‮ الوسط الإسرائيلي‮ وكان معروفاً‮ للجميع هناك،‮ فقد كان جاسوساً‮ شعبياً،‮ مما أثر الشبهات حوله حتي تم اعتقاله علي أيدي‮ قوات الأمن الإسرائيلية‮.‬
كذلك أشارت صحيفة‮ يديعوت أحرونوت إلي‮ التصريحات التي‮ جاءت علي لسان مصادر أمنية روسية،‮ بتاريخ‮ 10‮ أغسطس‮ 2009‮ وأكدت فيها أن مجهولاً‮ مسلحاً‮ بمسدس قام باغتيال أحد خبراء ومدراء شركة‮ (‬الماز انتي‮) للصناعات الدفاعية الجوية‮ (‬اندري‮ برافنكو‮) جنوبي‮ موسكو،‮ حيث قام المسلح بإطلاق عدة رصاصات قاتلة،‮ أدت لوفاة برافنكو علي‮ الفور،‮ وأن مطلق النار لاذ بالفرار مشياً‮ علي‮ الأقدام،‮ ونوهت مصادر إعلامية إسرائيلية وغربية إلي‮ تورط الموساد الإسرائيلي‮ في‮ عملية اغتيال برافنكو علي خلفية مخاوف تل أبيب من قيام روسيا ببيع منظومات الصواريخ المتطورة لإيران،‮ خشية أن تستخدمها إيران لصد أي‮ هجوم إسرائيلي‮ محتمل للمنشآت النووية الإيرانية‮.‬
الموساد‮ ينقلب علي أنقرة
أما تركيا التي‮ توترت علاقاتها بتل أبيب مؤخراً‮ علي أثر الخلافات التي‮ دبت بين الطرفين بعد مقتل عدد من الناشطين الأتراك الذين كانوا علي متن السفينة التركية مرمرة وهي‮ في‮ طريقها لقطاع‮ غزة علي‮ يد عناصر قوات البحرية الإسرائيلية‮ , فيمكن الإشارة إلي‮ التورط الفاضح للموساد الإسرائيلي‮ في‮ زعزعة الاستقرار داخل الأراضي‮ التركية،‮ وهو الأمر الذي‮ كشفته الصحف التركية‮ , إذ ذكرت صحيفة ميلليت أن تحقيقات أجريت مع أعضاء تنظيم ارغنكتون السري‮ المتهم بالتخطيط للقيام بانقلاب ضد الحكومة التركية وتحقيقات أخري خارج تركيا تشير إلي احتمال وجود علاقة للموساد الإسرائيلي‮ بهذا التنظيم،‮ وقالت الصحيفة‮: إنه تم كشف خيوط تشير إلي أن الحاخام اليهودي‮ تونجاي‮ غوناي‮ عضو التنظيم الذي‮ فر إلي كندا‮ يعمل لصالح الموساد‮.‬
وقالت الصحيفة في‮ حينه إن الوثائق السرية التي‮ عثر عليها بحوزة أعضاء التنظيم تشير إلي أن رجل أعمال‮ يهوديا تركيا استثمر في‮ الأسواق المالية التركية‮ 17‮ مليار دولار لصالح جهاز الموساد قتل بعملية اغتيال‮ غامضة عام‮ 1995‮ مضيفة ان رجال أعمال‮ يهود أتراك لعبوا دورا مهما في‮ استثمار هذه الأموال واستخدامها في‮ صفقات‮ غامضة لها علاقة بأشخاص ومؤسسات سياسية وإعلامية وأكاديمية وأثبتت التحقيقات علاقتهم بتنظيم ارغنكتون‮.‬
وقبل نحو شهر وفي‮ ظل توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب،‮ كشفت مصادر صحفية عبرية النقاب عن تفاصيل مؤامرة إسرائيلية جديدة‮ يقودها الموساد بهدف الانتقام من تركيا،‮ من خلال بلورة حلف مخابراتي‮ جديد في منطقة البلقان موجه ضد أنقرة‮ , وقالت صحيفة هاآرتس‮: إن الموساد‮ يقود تحركات في‮ الشهور الأخيرة لبلورة حلف مخابراتي‮ جديد مع عدد من دول البلقان،‮ التي‮ تشعر بالقلق البالغ‮ حيال السياسيات التركية الجديدة التي‮ ينتهجها أردوغان،‮ وأضافت أن إسرائيل تسعي من خلال هذا الحلف إلي تعزيز التعاون مع دول البلقان المناوئة لتركيا،‮ في‮ المجالات المخابراتية،‮ والتدريبات العسكرية،‮ إلي جانب التعاون في‮ المجالات الأخري‮.‬
وشددت الصحيفة علي أن الحلف الجديد الذي‮ تسعي تل أبيب لبلورته،‮ سيعمل علي إنقاذ ماء وجه حكومة نتنياهو،‮ التي‮ تسببت في‮ تدهور علاقات إسرائيل بعدد كبير من دول العالم،‮ وبالأخص مع الإدارة الأمريكية،‮ ودول أوروبا الغربية،‮ وقطع كامل للعلاقات مع العالم العربي،‮ إلي جانب تدهور العلاقات مع حليفتها الاستراتيجية السابقة،‮ تركيا‮.‬
وبحسب صحيفة هاآرتس فإن الحلف الذي‮ تسعي تل أبيب لبلورته‮ يبدأ حاليا باليونان وبلغاريا،‮ وتسعي لأن تضم إليه كلاً‮ من قبرص،‮ رومانيا،‮ صربيا،‮ مقدونيا،‮ وأخيراً‮ كرواتيا،‮ التي‮ تتشاطر جميعاً‮ الخوف والقلق من تعاظم الدور الإقليمي‮ لتركيا،‮ لذا سيكون التعاون الأمني‮ والمخابراتي،‮ الركيزة الأساسية للحلف الذي‮ تسعي إسرائيل لتشكيله من أجل الانتقام من تركيا‮ , ومن ملامح بلورة الحلف الجديد تعزيز العلاقات الأمنية بين إسرائيل وبلغاريا،‮ التي‮ نشرت وسائل إعلامها قبل أسابيع صورة نادرة تجمع بين رئيس الوزراء البلغاري‮ ،‮ ورئيس الموساد حيث أعربا عن رضاهما من التعاون الأمني‮ والمخابراتي‮ بين البلدين‮ , وفي المقابل تقوم تل أبيب بتعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية مع اليونان،‮ علي اعتبارها الورقة البديلة لتركيا في‮ منطقة البحر المتوسط‮. وكان من مؤشرات التقدم في‮ العلاقات بين أثينا وتل أبيب تبادل الزيارات بين كبار مسئولي‮ البلدين،‮ وتعيين إسرائيل لشخصية دبلوماسية مرموقة سفيراً‮ لها لدي إسرائيل‮.‬
تجنيد عملاء في‮ اليمين المتطرف الهولندي
ويمتد نشاط الموساد الإسرائيلي‮ ليصل إلي‮ داخل القارة الأوروبية إذ كشفت صحيفة‮ "‬يديعوت أحرونوت الإسرائيلية النقاب في‮ شهر‮ يونيو الماضي‮ عن اتهام ماركو ستسوبر الإسرائيلي‮ الجنسية في‮ هولندا بالعضوية في‮ الموساد‮ , وذكرت الصحيفة في‮ حينه أن ستسوبر كان ممثلا لحزب الليكود في‮ هولندا وعرف كشخصية فاعلة في‮ الجالية اليهودية في‮ أمستردام،‮ واحتل المكانة الخامسة في‮ قائمة الحزب المناهض للإسلام في‮ الانتخابات التي‮ أجريت مؤخراً‮.‬
وذكرت الصحيفة أنه قبل عدة أسابيع من الانتخابات بعث وزير الداخلية الهولندي‮ السابق رسالة سرية إلي رئيس الحزب عرض فيها اتهامات خطيرة ضد ماركو ستسوبر جمعتها المخابرات الهولندية تقول‮: إنه‮ يشكل خطرا علي الأمن القومي‮ الهولندي‮ وأنه‮ ينقل معلومات لدولة أجنبية‮ , ويجري‮ اتصالات مع جهات مخابرات أجنبية،‮ ووفقا لتقارير بوسائل الإعلام الهولندية تناولت هذه الرسالة بصورة مباشرة إسرائيل و"الموساد‮" كطرفين‮ يجري‮ معهما السياسي‮ الكبير اتصالات،‮ وقرر رئيس الحزب التخلي‮ علي الفور عن خدمات ماركو ستسوبر من أجل ألا تلحق هذه الاتهامات أضرارا بالحزب وبنتائج الانتخابات،‮ ولا تعتبر التقارير حول تدخل إسرائيل في‮ الحزب المناهض للإسلام هي‮ الأولي من نوعها،‮ إذ نشرت وسائل الإعلام الهولندية قبل عدة سنوات تقارير ذكرت أن خيرات فيلدرز‮ يتلقي تعليمات من السفارة الإسرائيلية حول كيفية التصرف في‮ البرلمان،‮ وان سياسته تبلورها أوساط إسرائيلية،‮ وارتكزت هذه الاتهامات علي معلومات جمعتها المخابرات الهولندية‮.‬
تزوير جوازات في‮ لندن
وفي‮ بريطانيا ذاتها التي‮ تربطها علاقات وثيقة بإسرائيل أعلنت الخارجية البريطانية في‮ بيان صحفي‮ أن لندن قامت بطرد دبلوماسي‮ إسرائيلي‮ يعتقد أنه رئيس مكتب الموساد في‮ بريطانيا بسبب تزوير جوازات سفر بريطانية في‮ مطار بن جوريون‮ , وذكر وزير الخارجية البريطاني‮ "‬ديفيد ميليباند‮" أمام البرلمان،‮ أن هناك أدلة قوية تثبت تورط إسرائيل في‮ تزوير جوازات سفر بريطانية استخدمت في‮ اغتيال القيادي‮ بحركة حماس محمود المبحوح في‮ دبي،‮ وذلك في‮ أول اتهام علني‮ ورسمي‮ توجهه بريطانيا ضد إسرائيل،‮ وأكد ميليباند أن التحقيق‮ يؤكد حدوث سرقة معلومات جوازات السفر في‮ إسرائيل أو مطاراتها دون أي‮ دولة أخري‮ , واعتبرت في‮ حينه هذه الخطوة عقاباً‮ دبلوماسياً‮ قاسياً‮ يلي‮ في‮ شدته إجراء طرد السفير الإسرائيلي،‮ ويأتي‮ تصريح ميليباند عقب انتهاء فريق تحقيق بريطاني‮ أجرته وكالة مكافحة الجريمة المنظمة لكشف ملابسات تزوير جوازات سفر بريطانية استخدمتها مجموعة لاغتيال المبحوح،‮ وجري في‮ التحقيق استجواب أصحاب جوازات السفر الأصلية التي‮ يعتقد أنه جري استنساخها في‮ مطار بن جوريون خلال انتظار أصحابها لعمليات التدقيق الأمني‮ , وأكدت نتائج التحقيق ترجيح تورط الموساد في‮ عمليات تزوير‮ 12‮ جواز سفر بريطانيا لكن ملف التحقيق الكامل لن‮ ينشر نظرا لحساسية التفاصيل الواردة فيه بل سيشار إلي أهم النقاط التي‮ توصل إليها،‮ وحذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها المسافرين إلي إسرائيل من مخاطر استنساخ جوازات سفرهم وسرقة هويتهم‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.