التعذيب داخل سجون الاحتلال الأمريكية أمر عادي ومتعارف عليه، بعد أن كشفت الأيام فضائح عديدة في جميع المعتقلات الأمريكية بجوانتانامو وأبو غريب "وباجرام" وغيرها من القواعد الأمريكية، التي تقيمها تحت شعارات محاربة الإرهاب والإرهابيين، دون محاكمة أو ذنب ، وفي غياب أي شكل من أشكال الإدانة. وفي حين يصرخ العالم احتجاجاً على هذه المعتقلات المنتشرة في أنحاء المعمورة يتمادى المحتل الأمريكي في انتهاكاته متجاهلاً كل الأعراف وفي كل مطلع شمس يكشف عن معتقل جديد، وفضيحة تعذيب جديدة. نسخ عديدة لجوانتانامو وخلال الأيام القليلة الماضية كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن جيش الاحتلال الأمريكي يدير معتقلاً في أفغانستان يوجد فيه مئات السجناء ممن لم تُوجّه لهم أية تهم، ويعيشون في ظروف قاسية أكثر من تلك التي يعيشها معتقلو جوانتانامو في كوبا سيئ الصيت . وهذا المعتقل السري الجديد التي تم الكشف عنه في أفغانستان – وهو بالتأكيد لن يكون الأخير في سلسلة الفضائح الأمريكية - يصفه مسؤولون في البنتاجون بأنه مركز لغربلة المعتقلين. وفيما ترتفع الدعوات الدولية المطالبة بإغلاق سجن جوانتانامو الأمريكي في كوبا، يقوم الأمريكيون بتوسيع سجن سري آخر في أفغانستان حيث يُعتقل حالياً حوالي (500) شخص بدون محاكمة، وفي ظروف مزرية . وترفض إدارة سجن باجرام الإعلان عن هوية السجناء المعتقلين فيه كما هو الحال في سجن جوانتانامو. وفي تقرير حقوقي حديث تم التأكيد على أن انتهاكات الولاياتالمتحدة المتكررة لحقوق الإنسان، شجعت بعض الدول الأخرى التي دأبت على انتهاك تلك الحقوق على تسويغ انتهاكاتها لحقوق الإنسان، استشهاداً بسلوك الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من المطالبة بمحاكمة كل من رامسفيلد وجورج تينت وسانشيز والجنرال ميلر والتحقيق معهم بموجب مبدأ المسؤولية القيادية، إلا أنه تم الاكتفاء "بتأنيب" الجنود في المراتب الدنيا عن فضيحة أبو غريب وغيرها من ممارسات التعذيب في مناطق أخرى من العالم . وفي الوقت الذي أجرت فيه وزارة الدفاع الأمريكية عدداً من التحقيقات، إلا أنها لم تشرع في تحقيق داخلي يستهدف تتبع تراتبيّة المسؤوليّة القياديّة، في حين بدأت المحاكمات بحق الجنود من ذوي الرتب المنخفضة والمتعاقدين فقط". تعذيب منهجي! تعجز الحروف عن التعبير عن جرائم التعذيب التي يلقاها أسرى الاحتلال الأمريكي أينما وجد، والشاهد على ذلك روايات الشهود والمعتقلين المفرج عنهم، وخير دليل على ذلك الصور التي كُشف عنها، وهي مجرد جزء بسيط مما يلقاه المعتقلون؛ فقد كشف تقرير أعده الجنرال الأمريكي (أنطونيو ثاغوبا) عن اعتداءات وممارسات وحشية ضد المعتقلين العراقيين، بعد أن كان قد كُشف النقاب –وبالصور- عن عمليات التعذيب غير الأخلاقية التي تمارسها قوات الاحتلال الأمريكية ضد المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب. وفي موقع قاعدة (باجرام) الجوية المحصّن في أفغانستان الذي تسيطر عليه وكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي آيه) يُفرض على المشتبه بأنهم من أعضاء تنظيم (القاعدة) أو من حركة (طالبان) الوقوف على أرجلهم أو على ركبهم لساعات طويلة وعيونهم معصوبة، كما تُرش وجوههم بمواد طلاء كيميائية حارقة. وفي أحيان كثيرة يتم تعريضهم لأوضاع مؤلمة للغاية ، ويُمنعون من النوم بوساطة أضواء كاشفة قوية تُسلّط على وجوههم لمدة أربع وعشرين ساعة ، ويطلقون عليها تقنية الضغط النفسي الذي يؤدي إلى الإجهاد النفسي لكسر حدة المقاومة وقتل الروح المعنوية بهدف تطويع المعتقلين وإغرائهم للتعاون معهم بل وحتى بعد ذلك شراء ذممهم . كما كشفت منظمة العفو الدولية، النقاب عن فضائح تعذيب جديدة في قاعدة جوانتانامو الأمريكية في كوبا. فقد نشرت المنظمة شهادات جديدة لمعتقلين تعرّضوا للتعذيب والإهانة وسوء المعاملة في معسكر جوانتانامو. ونقلت عن الشاهد اليمني عبد السلام الحلة أنه تم اختطافه خلال زيارة قصيرة لمصر، ثم إرساله إلى أذربيجان ومنها إلى أفغانستان، وأخيراً إلى جوانتانامو، وتمت عملية الخطف غير الشرعية لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. أي. إيه). وقال "الحلة" الذي اعتقل في سبتمبر 2002-: إنه تنقل بين خمسة سجون قبل نقله إلى جوانتانامو في سبتمبر ،2004 حيث تعرض بانتظام للضرب والشتم وحرم من حقه في العلاج الطبي. ونقلت منظمة العفو الدولية شهادة معتقل ثالث يُدعى جمعة الدوسري، وهو بحريني والذي أكد أن القوات الباكستانية باعته نظير بضعة دولارات إلى الأمريكيين. وكشف "الدوسري" أن الجنود الأمريكيين كانوا يلعبون بالمصحف كما يلعبون بكرة القدم في قاعدة باجرام العسكرية الأمريكية في أفغانستان...مضيفاً أنه تعرض للاستجواب (600) مرة، وقال: وتم وضعي في الحبس الانفرادي وتركي موثوقاً لساعات طويلة. هذه المعلومات والحقائق الرهيبة لواقع السجون والمعتقلات الأمريكية عبر العالم دفعت بمنظمة العفو الدولية إلى المطالبة بإغلاق معسكر جوانتانامو فوراً، وفتح تحقيق فوري حول عمليات التعذيب والانتهاكات، مؤكدة أنه لا يوجد حل وسط بالنسبة لهذه القضية.وأوضحت المنظمة أنها حصلت على شهادات تكشف فصولاً جديدة للتعذيب ، عن طريق محامٍ تمكن من زيارة معسكر جوانتانامو الذي تحظر أمريكا على المنظمة زيارته. المصدر : الاسلام اليوم