لم تحقق إسرائيل ما كانت تصبو إليه من التوقيع على اتفاقية السلام مع مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود، وظلت طيلة تلك السنوات تشكو من "السلام البارد" بعد أن عجزت عن تحقيق التطبيع الشعبي، إلا أن هذا الحلم بدأ يراودها في ظل المتغيرات والتطورات التي شهدتها مصر ودول المنطقة الأخرى. فقد لجأ بنيامين نتنياهو الوزراء الإسرائيلي إلى فضاء الإنترنت حيث انطلقت الشرارة الأولى لتلك الثورات ليدعو الشباب المصري والعربي إلى فتح حوار معهم، عبر إرسال أسئلة مصورة إليه عن طريق الفيديو، لكنه من غير الواضح ما إذا كانت تلك الدعوة ستجد صدى لدى هؤلاء الشباب . وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن نتنياهو أنشأ موقعًا على الإنترنت بعنوان: "اسأل بنيامين نتنياهو" لتلقي الأسئلة من الشباب العربي على الشبكة العنكبوتية، وقالت إن المبادرة جاءت على خلفية رغبة إسرائيل في فتح قنوات تواصل مختلفة مع الرأي العام العربي لشرح مواقفها وسياساتها ومن أجل تحسين العلاقات الثنائية والإقليمية. وأولت إسرائيل اهتمامًا كبيرًا بالثورات الشعبية التي تهز المنطقة منذ شهور، وخاصة في مصر، خشية من تداعيات التغييرات الناشئة عليها، ما دفعها إلى إعادة هيكلة أجهزة استخباراتها بشكل يتلائم مع الحراك الجماهيري وساحات النضال والمعارك التي يشنها الشباب العربي على الأنظمة على شبكات التواصل الاجتماعي. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، قوله في أعقاب اندلاع الثورة المصرية التي انطلقت عبر موقع "فيسبوك"، إن التكنولوجيا وشبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي أصبحت تسرع في إحداث تغييرات سياسية واجتماعية في بعض الدول، وعليه فإن قواعد اللعبة قد تغيرت. وكشف آنذاك النقاب عن تخصيص جهاز الاستخبارات 20% من طواقمه والقوى العاملة واستثمرها للعمل في قسم المعلومات والتكنولوجيا. وتحدثت تقارير مصرية عن محاولات لاختراق شباب الثورة من جانب أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وخاصة في أعقاب القبض على إيلان جرابيل الذي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، والذي تتهمه السلطات المصرية بمحاولة إفساد العلاقة بين الشعب والجيش.