في غفلة من الوقت وعلى غير المتوقع قد تناديك أقلامك لتسطر ما يدور في ذهنك قد يكون ذلك اشتياقا منها لأناملك الكاتبه و حينها رغما عنك ستلبي النداء .. ستلبي مرغما لكنك ستقبل علي اقلامك و اوراقك المتناثره ف ارجاء عقلك المتناسي لتلك المهنه التي اشتاق لها و اشتاقت له ايضا ستقبل فرحا و و عندما تبدأ مرة اخري ف خط اول حروفك بعد طول الغياب و بعد ازاحة الاتربه المتراكمه علي تروس عقلك المتوقفه مؤقتا ستشكر ذلك الايحاء الذي جاء لك ف تلك الغفله من الوقت ستشكره لانه اعادك لعادتك المحبوبه .. و عند خطك لأولي أسطرك ستدفق على خاطرك تلك الأفكار المرتكنه في زوايا نفسك و من كثرتها تبدأ نوازع الحيره تتصارع بداخلك فتحاول فض ذاك النزاع الناشب ليسقط الاختيار على أكثرها انتصارا الجاعلة عقلك تحت أمرتها ..
سقط الاختيار و اختار اصعب اختبار اصعب اختبار يضع فيه العاشق للكتابه نفسه .. اختار ان يعبر عن مكنون صدره المحتوي علي قلب مكبوح جماحه برهه من الوقت .. اختار التعبير عن قلب قلما نبض حبا و كثرما نبض دمعا .. و بهذا الاختيار كانت أقلامه القسوة و أحباره الدموع و دفتره هو ذاك القلب المتهالك في معركه هي العنيفه من نوعها .. معركه العقل و القلب ..
يطلق العقل سهام الرفض محاولا فتح ثغره من درع الحب الحامي للقلب .. مع كل سهم ينطلق تخرج رساله من العقل تجد صداها ف درع القلب تحاول اخماد ناره المشتاقه لتلك التي تعيد اليه هدوئه و اتزان نبضاته ارسل العقل رسائله الخمس ..
و كان اولها : " تمهل فإن غشاوة الحب تعميك و إني لأرى ما لا ترى فلتجعلني عصاك الهادية لدربك و المتكئ عليها حين يعيك التفكير .. " اما عن ثانيها : " اهدئ فنبضاتك السريعه تقذف بك الي هاوية الحب المحفوف بالجراح .. اجعلني انا اقودك الي حبك الاخير و الدائم .. " اما عن ثالثها : " لا تلومني إن قسوت عليك يوما فإن دماء هذا الجسد الذي نقطن به تسري بخفقانك فأي سبيل للحياة إن أصابك مكروه .. " و أما عن فحوى رسالته الرابعة فكانت : " حبك الآن و انت ف تلك الحاله من الاشتياق لن يكون صادقا حبك سيكون تلبيا لنداء رغبتك ف الاحساس بمن يحنو عليك و يسمعك معذوب الكلمات .. احفظ نبضاتك لمن يستحقها و لمن يصونها .. " اما عن اخرها : " عليك أن تنتبه أن هذه رسالتي الأخيرة و وصيتي فيها أن تصون الأربع السابقة و أن تعلم أن الحب أقدار و أنه ليس للقاء الأرواح من أعمار و إن خذلك اللسان يوما فعليك بالدعا و التمني فإنهما قد يجعلا أسرى الكلم في الصدور أحرار .. "
استمر درع القلب يحاول استيعاب رسائل العقل ... و استمر القلب ف خفقانه و استمر العقل ف ارسال سهامه .. و استمر الصراع كما هو لاجل غير مسمي ..