أكد مسؤول في حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي مقتل 15 مدنياً على الأقل، في غارة جوية شنتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدينة "البريقة" السبت، أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى، مما قد تؤدي إلى تصاعد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الجارية حالياً في ليبيا. وبينما قال المسؤول الليبي إن الغارة استهدفت أحد المطاعم ومخبزاً مجاوراً، ذكر حلف الأطلسي أن مقاتلاته قصفت مراكز رئيسية لعمليات التحكم والسيطرة، تابعة للكتائب الموالية للقذافي، وأضاف أنه "لا توجد أية مؤشرات عن سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة تلك الغارات." وتابع حلف الأطلسي، في بيان السبت، أن القوات الموالية للزعيم الليبي احتلت عدداً من المباني في منطقة مهجورة بمدينة البريقة، لاستخدامها في مواصلة هجماتهم على المدنيين، وأكد البيان أن الناتو تمكن من رصد هذه المواقع، وجرى تصنيفها على أنها أهداف عسكرية. وقال قائد الحملة العسكرية التي يقودها الناتو على ليبيا، الجنرال تشارلز بوكارد: "يقدم ذلك دليلاً جديداً على أن القذافي يلجأ إلى تكتيكات بوضع قواته ومعداته في قلب مناطق مكتظة بالسكان المدنيين." وتُعد البريقة إحدى أكبر المدن النفطية في ليبيا، وتبعد حوالي 500 ميل إلى الشرق من العاصمة طرابلس، وكانت المدينة ساحة لمعارك عنيفة بين الثوار المناوئين للقذافي والقوات الموالية للزعيم الليبي. تأتي الأنباء عن سقوط مدنيين في البريقة بعد قليل من تشديد المعارضة الليبية على ضرورة رحيل القذافي، قبيل الدخول في أي مفاوضات لحل الأزمة التي تشهدها ليبيا منذ 17 فبراير الماضي. يتزامن موقف المعارضة الليبية مع إعلان متوقع من المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق القذافي، الذي أطلق حملة عسكرية لقمع مطالب بتنحيه بعد أربعة عقود في السلطة. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، جدد الزعيم الليبي اتهامه لحلف الناتو بقصف أهداف مدنية، ضمن الحملة التي يقودها لفرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين في ليبيا، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق في القصف الذي تعرضت له مدينة "صرمان" خلال نفس الأسبوع. وقال العقيد الليبي، في كلمة مسجلة أذاعها التلفزيون الرسمي، في وقت مبكر من صباح الخميس، إن على مجلس الأمن أن يعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة القصف الذي شنه من وصفهم ب"الهمج الصليبيين"، على مدينة "صرمان" الاثنين الماضي، كما طلب وقف "الهجوم البربري" على ليبيا.