أعلنت السلطات الأفغانية اليوم الاثنين مقتل جندي أفغاني فتح نيرانه على قوة أسترالية وقتل أحد عناصرها أواخر الشهر الماضي، في حادث يدخل ضمن سلسلة هجمات متزايدة الوتيرة، يقوم خلالها جنود أفغان بالاعتداء على قوات الاحتلال. وقال الناتو: إنّ الجندي، شفيع الله، قتل الجندي الأسترالي في إقليم "أروزغان" في 30 مايو الماضي، وإن الدوافع مازالت مجهولة، نافيًا ارتباطه بأي من المسلحين. وتزامن الهجوم مع تزايد ملحوظ في حوادث مهاجمة الجنود الأفغان لقوات التحالف التي تشارك في محاربة طالبان منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان أواخر عام 2001. وقال محلل من الناتو: إنّ 52 جنديًا أمريكيًا ومن التحالف "قضوا حتفهم بمثل هذا النوع من الهجمات منذ عام 2005،" وقد سقط الكثير منهم خلال العام الماضي. وكان من أكثر الهجمات دموية، تلك التي قام خلالها طيار في سلاح الجو الأفغاني بفتح النار على قوة أمريكية، مما أسفر عن مقتل ثمانية من الجنود الأمريكيين بجانب متعاقد أمني في مطار كابول الدولي في مارس الماضي. وأثار الارتفاع الحادّ للظاهرة التي يطلق عليها الجيش الأمريكي "الأخضر فوق الأزرق" مخاوف من اختراق طالبان لقوات الأمن الأفغاني، فيما عزاها محللون عسكريون إلى عوامل أكثر تعقيدًا. وقال الباحثون: إن 36 % من تلك الهجمات مدفوعة بالإرهاق الناجم عن العمليات القتالية، ورغم تبنِّي حركة طالبان مسؤوليتها، و23 % منها تمت بإرغام الحركة للمنفذ- الجندي الأفغاني- على القيام بها، فيما تبقى دوافع 32 % منها مجهولة. وأوضح مسئول استخباراتي أمريكي بارز أن "الأوضاع في جبهات القتال والنشر المتكرر في الخطوط الأمامية من أبرز الأسباب المؤدية لمثل هذه الحوادث. كما لفت إلى الاختلافات الثقافية بين الجنود الأفغان وقوات التحالف الدولية حول كيفية التعامل مع الأسلحة وتعامل الجنود الغربيين مع المرأة الأفغانية قد يرفع وتيرة التوتر بين الطرفين." وتبقَى بعض الحوادث عصية على التفسير مثل قيام جندي أفغاني كان محبوبًا من قبل زملائه الأمريكيين، بإخراج بندقيته وصوَّب نيرانها باتجاههم وقتل اثنين قبل أن يفرّ هاربًا منذ عام 2008 وحتى اللحظة.