كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن العثور على جثة طبيب تخدير عمل مع المخابرات الإسرائيلية "الموساد" "منتحرا" في شقته بتل أبيب منذ أيام قالت إنه شارك في خطف ضابط إسرائيلي "عرض على مصر إمدادها بمعلومات عسكرية عن الجيش الإسرائيلي"، قبل أكثر من خمسة عقود. وذكرت صحيفة "هآرتس" السبت، إن الطبيب يوني اليان شارك في عملية انتهت بالفشل الذريع لإسرائيل، اختطاف الكسندر افينير يسرائيل نقيب المهندس بسلاح الجو الإسرائيلي والذي قام بعرض معلوماته وخدماته العسكرية على سفارة مصر في أوروبا الغربية عام 1954. لكن المعلومات وصلت إلى الوحدة التنفيذية، التي كانت في هذا الوقت وحدة تعاون مشترك بين "الموساد" وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك"، وقام كلاهما بإرسال رجاله لاختطاف الضابط الإسرائيلي الذي كان يتنقل بين فيينا وباريس، ليسقط في النهاية بيد الإسرائيليين بالعاصمة الفرنسية ويتم اختطافه . وأضافت الصحيفة إن رافي ايتان الوزير الإسرائيلي لشئون المتقاعدين فيما بعد هو الذي تولى قيادة تلك العملية، حيث وضع الخاطفون الضابط في صندوق، وتم نقله عبر طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي لمحاكمته بعد ذلك في إسرائيل. وأوضحت أن اليان قام بحقنه حتى يتم إفاقته بعد ذلك في إسرائيل لكنه أخطأ وأعطى له جرعة زائدة مما تسبب في وفاته، الأمر الذي ساعد عليه أيضا انخفاض درجة الحرارة في الطائرة مما دفع رجال "الموساد" إلى التخلص من جثته في مياه البحر المتوسط في رحلة العودة إلى إسرائيل. ومع انتهاء العملية بالفشل، رفض ايسار هرئيسل رئيس "الموساد" وقتذاك الكشف عن تفاصيل ما حدث لعائلة الضابط الإسرائيلي، نظرا لأنها كانت أكثر العمليات المحرجة في تاريخ إسرائيل الاستخباري. وقال ايتان، إن إليان كان محافظا على أسرار "الموساد"، وتفاصيل العمليات التي شارك بها ولم يخبر أحدا بتعاونه مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ولا حتى أفراد أسرته. وأوضح أن المهمة الوحيدة التي كشف عنها منذ سنوات كانت عملية اختطاف ادولف ايخمان القيادي النازي من الأرجنتين الذي اتهمته إسرائيل وحاكمته بعد ذلك بإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.