قال سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن سبب انفجار المفاوضات بين الوفد الفلسطينى والإسرائيلى، جاء نتيجة تعنت نتينياهو عندما أصدر تعليماته للوفد الإسرائيلى في القاهرة بعدم زحزحة المطالب الإسرائيلية قيد أنملة. وأضاف خلال استضافته في برنامج "مصر اليوم" علي فضائية دريم، أنه من المعروف أن الورقة المصرية وافق عليها الطرفان الفلسطينى والإسرائيلى وكانت تجدول استحقاقات الاتفاق على مراحل بحيث تبدأ بتمديد وقف إطلاق النار ومن ثم تخفيف القيود على قطاع غزة تدريجيا، والمسافة التي يسمح بها للصيادين بالدخول في المياه الإقليمية، وتدريجيا يتم إلغاء المنطقة العازلة على طول الحدود المشتركة بين غزة وإسرائيل. وأشار غطاس إلى أنه خلال شهر من التوقيع على الاتفاق يتم بحث كل القضايا الأخرى، خاصة تبادل جثتى الجندى والضابط في قطاع غزة، بمجموعة من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال الإسرائيلى، لكن تعليمات نتينياهو بضرورة وجود رقابة مشددة، إلى جانب حق إسرائيل في التعامل مع الأنفاق، فضلاً عن تقييد دخول أي مواد داخل قطاع غزة يمكن تحويلها إلى أسلحة وذخائر، وهو ما أدى إلى انهيار الاتفاق وأعطى نتنياهو تعليمات لوفده بالانسحاب. وأوضح رئيس منتدى الشرق الأوسط، أن هناك نزاعًا شديدًا داخل الحكومة الإسرائيلية المصغرة من الأسبوع الماضي، عندما أخفى نتنياهو معلومات عن وزير الخارجية ليبرمان الذي توصل بطرقه الخاصة إلى تفاصيل الورقة المصرية التي أخفاها نتنياهو، ما فجر الوضع ووجهت اتهامات لنتنياهو بأنه يدير المفاوضات بشكل منفرد مع وزير الدفاع، ويخفى معلومات هامة عن التكتل الإسرائيلى، ما دفع نتنياهو إلى الانحراف أقصى اليمين وطالب وفده بالانسحاب. وعلى جانب آخر، أشار غطاس إلى أنه بعد عودة وفد حماس من الدوحة بدأت علامات تشدد من قبل حماس بضرورة ذكر اسم حماس في كل اتفاق ولا يذكر فقط السلطة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، ما دفع عزام الأحمد رئيس الوفد، إلى القول دون تسمية أي طرف، بأن هناك أطرافًا تعمل على تخريب المبادرة المصرية. ونفى غطاس ما تردد عن انسحاب الوفد الإسرائيلى من القاهرة، مؤكدا أنه حتى هذه اللحظة لا يزال الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى في القاهرة يجرى مفاوضات في مقر المخابرات المصرية.