قال سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن "انفجار المفاوضات بين الوفد الفلسطينى والإسرائيلى جاء نتيجة تعنت نتينياهو عندما أصدر تعليماته للوفد الإسرائيلى فى القاهرة بعدم زحزحة المطالب الإسرائيلية قيد أنملة". وأضاف "غطاس"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية منى سلمان فى برنامج "مصر فى يوم" على فضائية دريم2 مساء الثلاثاء، أنه "من المعروف أن الورقة المصرية وافق عليها الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى وكانت تجدول استحقاقات الاتفاق على مراحل بحيث تبدأ بتمديد وقف إطلاق النار ومن ثم تخفيف القيود على قطاع غزة تدريجيا، والمسافة التى يسمح بها للصيادين بالدخول فى المياه الإقليمية، وتدريجيا يتم إلغاء المنطقة العازلة على طول الحدود المشتركة بين غزة وإسرائيل". وأشار غطاس الى أنه خلال شهر من التوقيع على الاتفاق يتم بحث كل القضايا الأخرى خاصة تبادل جثتى الجندى والضابط فى قطاع غزة، بمجموعة من الأسرى الفلسطينين لدى الإحتلال الإسرائيلى، لكن تعليمات نتينياهو بضروة وجود رقابة مشددة، إلى جانب حق إسرائيل فى التعامل مع الإنفاق، فضلا عن تقييد دخول أى مواد داخل قطاع غزة يمكن تحويلها إلى أسلحة وذخائر، هو ما أدى إلى انهيار الإتفاق وأعطى نتينياهو تعليمات لوفده بالإنسحاب. وأوضح رئيس منتدى الشرق الأوسط، أن هناك نزاع شديد داخل الحكومة الإسرائيلية المصغرة من الأسبوع الماضى، عندما أخفى نتينياهو معلومات عن وزير الخارجية ليبرمان الذى توصل بطرقه الخاصة إلى تفاصيل الورقة المصرية التى أخفاها نتينياهو، مما فجر الوضع ووجهت اتهامات لنتينياهو بأنه يدير المفاوضات بشكل منفرد مع وزير الدفاع، ويخفى معلومات هامة عن التكتل الإسرائيلى، مما دفع نتينياهو إلى الإنحراف أقصى اليمين وطالب وفده بالانسحاب. وعلى جانب آخر أشار غطاس أنه بعد عودة وفد حماس من الدوحة بدأت علامات تشدد من قبل حماس بضرورة ذكر اسم حماس فى كل اتفاق ولا يذكر فقط السلطة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، مما دفع عزام الأحمد رئيس الوفد، إلى القول بدون تسمية أى طرف، بأن هناك أطراف تعمل على تخريب المبادرة المصرية. ونفى غطاس ما تردد عن انسحاب الوفد الإسرائيلى من القاهرة، مؤكدا أنه حتى هذه اللحظة لا يزال الوفد الفلسطينى والإسرائيلى فى القاهرة يجرى مفاوضات فى مقر المخابرات المصرية.