شهدت العديد من المحافظات ، صباح اليوم، عمليات وحرق وقطع طرق، فضلا عن إبطال الشرطة مفعول قنابل، في الوقت الذي خرجت فعاليات احتجاجية، بحسب شهود عيان ومراسلي الأناضول، تنوعت بين مسيرات ومظاهرات لمؤيدي الرئيس المعزول، محمد مرسي، إحياء للذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي رابعة العدوية، و"نهضة مصر". وتأتي الفعاليات استجابة لدعوة أطلقها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي للخروج اليوم في مظاهرات في إطار فعاليات لإحياء الذكرى الأولى لفض ميداني رابعة والنهضة. ففي القاهرة، قام خبراء المفرقعات بوزارة الداخلية بتمشيط محيط شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر (شرقي القاهرة)، في الساعات الأولى من الصباح، للبحث عن أية مواد متفجرة أو عبوات ناسفة، وذلك بعد الاشتباه في وجود قنبلة، بعد العثور على لفافة "قطعة من القماش" عليها بقع من اللون الأحمر مكتوب عليها "شهداء رابعة" بجوار إحدى العمارات بشارع مصطفى النحاس، بحسب مصدر أمني. وقال المصدر الأمني إن "حركة سير السيارات عادت إلى طبيعتها في الشارع بعد أن كانت قد توقفت لفترة قصيرة". وفي الفيوم (وسط)، نجح خبراء المفرقعات وقوات الحماية المدنية، في إبطال مفعول 6 قنابل بدائية الصنع بعدما عثر عليها في الحديقة الدولية بمدينة الفيوم، بحسب مصدر أمني. كما تسبب قطع مجهولين طرقا رئيسية في عدة مدن مصرية عبر إطارات مشتعلة، في ارتباك جزئي للمرور، وسط محاولات تخريب لمنشآت وأعمدة ومحطات توليد كهرباء، لم يعرف فاعلوها على الفور، غير أن الحكومة المصرية تتهم مؤيدي مرسي وجماعة الإخوان بارتكاب هذه الأعمال في المعتاد. وقطع مجهولون طريق المنيب (جنوب غربي القاهرة)، المؤدي إلى محافظات الصعيد (جنوب)، وأشعلوا إطارات السيارات، مما تسبب في توقف جزئي لحركة المرور، وهو ما تكرر في طريق "الاوتوستراد" الرئيسي (جنوبي القاهرة)، عندما أشعل مجهولون النيران عند مدينة حلوان، بحسب شهود عيان. آخرون لم تعرف هويتهم على الفور، قطعوا طريق "المحور" المؤدي إلى مدينة 6 أكتوبر (جنوب غرب القاهرة)، وكوبري الجيزة، ومطلع كوبري فيصل، والطريق الدائري عند الوراق، وطريق دهشور، وهو القطع الذي لم يستمر لدقائق، قبل أن يشعل متظاهرون إطارات السيارات بمنتصف هذه الطرق ويفروا هاربين، مما تسبب في تكدس مروري ، قبل أن يتم إزالة تلك الإطارات. كما قطع مجهولون طريق أسيوط (جنوب) الزراعي عند مدينة ديروط، في الوقت الذي قطع آخرون طريق السكة الحديد بالمنيا وبني سويف (وسط). وفي الإسماعيلية (شمال شرقي البلاد)، أشعل مجهولون النار في إطارات سيارات بوسط طريق فايد الزراعي، ومنعوا حركة السيارات من المرور على الطريق، لأكثر من نصف ساعة. الأمر نفسه، تكرر على طريق القاهرة- الفيوم مما تسبب في توقف تام لحركة المرور بالطريق، لأكثر من ساعة. وفي الشرقية قطع مجهولون طريق ههيا- أبو كبير، لعدة دقائق، قبل أن يقوم قائدو السيارات المارة بفتح الطريق مرة أخرى، وهو ما تكرر في طريق الزقازيق- أبو حماد، والذي شهد إشعال النار في إطارات السيارات لإعاقة الحركة به. كما قام مجهولون بإشعال النيران في محطة تقوية لإحدى شبكات الهاتف المحمول بمركز أبو كبير، ما أدى إلى نشوب حريق بمحطة التوقية، كما تعرضت غرفة لنقل وتوزيع الكهرباء بقرية تل روزن التابعة لمركز بلبيس إلي إشعال النيران وحرق محتوياتها. في الوقت نفسه، خرجت مسيرات لأنصار مرسي في عدة مدن مصرية، إحياء لذكرى الفض، حيث تصدرت شارات رابعة العدوية لافتات المتظاهرين، وردد المشاركون في الاحتجاجات هتافات ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما رفع بعض المحتجين صورًا لمرسي، وسط هتافات تطالب بعودته إلى رئاسة البلاد، ورفعوا لافتات "الشعب يريد إسقاط النظام". ففي القاهرة، نظم مؤيدون لمرسي مسيرة بمدينة نصر (شرقي القاهرة)، حمل فيها المتظاهرون أكفانا ملطخة بالدماء في إشارة إلى القتلى الذين سقطوا في عملية الفض. وفي الإسكندرية (شمال)، خرجت 3 مسيرات في مناطق أبو سليمان والسيوف (شرق) وبرج العرب (غرب)، حمل المشاركون بها لافتات مكتوبا عليها "انزل.. احشد.. شارك"، و"14 أغسطس .. ثورة الغضب". كما نظم أنصار لمرسي بالبحيرة (دلتا النيل/ شمال)، سلسلة بشرية على الطريق الزراعي، مرددين هتافات تطالب بالقصاص لقتلاهم. الأمر نفسه، قام به أنصار لمرسي بسوهاج (جنوبي البلاد)، في مركز مغاغة، حيث رفع المشاركون في السلسلة صور مرسي وشارة رابعة، وطالبوا بالقصاص لذويهم. وفي بني سويف (وسط)، نظم أنصار لمرسي مسيرة احتجاجية، طالبوا فيها بتقديم المسؤولين عن عملية الفض للمحاكمة، وهو ما تكرر في مسيرة أخرى بالمنيا (وسط). كما شهدت محافظاتالشرقية، ودمياط، (دلتا النيل، شمال)، والفيوم (وسط)، فعاليات مماثلة لمؤيدي مرسي. مدينة الغردقة (جنوب شرقي البلاد)، شهدت حالة من الهدوء، فيما أعلنت جماعة الاخوان التظاهر مساء اليوم. وكانت قوات الأمن، مدعومة بعناصر الجيش، كثفت من تواجدها بشوارع المدن المصرية، صباح اليوم الخميس، تزامنا مع الذكرى الأولى لفض الاعتصامين، وانتشرت قوات تابعة للجيش والشرطة في ميادين وطرق رئيسية بالقاهرة، كما ظهرت تعزيزات أمنية في عدة محافظات، خاصة ذات الأهمية الاستراتيجية، من بينها محافظتا الإسماعيليةوالسويس المطلتان على مجرى قناة السويس الملاحي العالمي، شمال شرقي البلاد. وفي تصريح مقتضب في وقت سابق اليوم لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف إن "هناك استنفارا أمنيا منذ ساعات الصباح الأولى، في مختلف الميادين والمنشآت الحيوية، والأقسام والسجون". وأضاف أن "الحالة الأمنية حتى الآن مطمئنة، ولا يوجد أنباء عن تفجيرات أو أحداث فوضى بالبلاد". وفي 3 يوليو/تموز من العام الماضي، عزل الجيش المصري بمشاركة قوى دينية وسياسية الرئيس الأسبق محمد مرسي، بعد عام واحد من حكمه للبلاد، عقب احتجاجات واسعة ضده. وفي 14 أغسطس/آب من العام الماضي فضت قوات من الجيش والشرطة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، بالقوة مما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين بحسب المجلس القومي لحقوق الانسان (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) أن أعداد القتلى حوالي الألف. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس الأول الثلاثاء، نشرت تقريرا عما وصفته ب"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية. ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار.