تباينت ردود فعل السياسيين والنشطاء بشأن خطاب الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي خلال جلسة محاكمتهما اليوم، ففي الوقت الذى اعتبر فيه مؤيدون للرئيس الأسبق أنه يستحق البراءة سخر معارضون من حديثه لأول مرة أمام المحكمة منذ الإطاحة بنظامه في ثورة 25يناير 2011. وخلال جلسة اليوم التي بثتها عدد من القنوات الفضائية المصرية، دافع الرئيس الأسبق عن نفسه أمام هيئة المحكمة قارئا من ورقة مكتوبة إن "محمد حسنى مبارك لم يكن يأمر أبدا بقتل المتظاهرين وإراقة دماء المصريين وهو الذى أفنى عمره فى الدفاع عن المصريين، وقضى حياته مقاتلا عن وطنه". وأضاف في مرافعته التي استمرت قرابة نصف ساعة وضمت جملا كررها مبارك في خطاباته قبيل تنحيه عن السلطة: "تعرضت أنا وأسرتي لحملات تشهير وإساءة طوال فتره حكمي (30 عاما) وما بعدها ". واستخدم مبارك في إفادته أمام المحكمة جملا استخدمتها في خطابه الثاني في 1فبراير 2011 خلال أيام "الثورة" وقبيل أيام من تنحيه من بينها "سيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا وما علينا"، "مصر هي أرض المحيا والممات". وأعرب البرلماني السابق محمد أبوحامد، رئيس حزب "حياة المصريين" تحت التأسيس عن تعاطفه مع مبارك، وطالب المحكمة بأخذ شيخوخته وحالته الصحية بعين الاعتبار، موضحًا أنه شخصية وطنية رغم فساد رجاله. وقال أبوحامد: "مع احترامي الكامل لمشاعر من يعترض، أنا متعاطف مع الرئيس الأسبق مبارك وأقدر وأحترم تاريخه الطويل عسكريًا وسياسيًا، وحتى وإن كان زمن الرئيس الأسبق مبارك انطوى على فساد أو غيره لكني مؤمن أنه شخصية وطنية محبة لمصر وشعبها". وأضاف: "مع احترامي الكامل لمشاعر من يعترض، ومع احترامي لهيئة المحكمة وحكمها إلا أنني أرى أنه يجب الأخذ في الاعتبار شيخوخة مبارك وحالته الصحية". وقال الدكتور جمال زهران، عضو "الجمعية الوطنية للتغيير"، والبرلماني السابق، إنه أمر متوقع أن يقدم نظام الرئيس المخلوع محمد حسنى الاتهامات لثوار 25 يناير ووصف الثورة بأنها كانت مؤامرة من الشعب لعزل الرئيس عن السلطة، مؤكدًا أنه فى حالة عدم اندلاع الثورة كان سيستمر الفساد حتى الآن. وأشار زهران، إلى أنه غير مسموح لأى شخص أن يتوجه بالاتهامات لممثلى ثورة 25يناير أو ينكر فضلهم، مطالبًا بمعاقبة كل من يتهم الثورة بالخيانة. وطالب برفع دعوى قضائية ضد فريد الديب، محامي مبارك على الاتهامات التى وجهها للثورة وانتهاك الدستور الجديد، متابعًا أنه يجب معاقبة النائب العام الأسبق طلعت عبد الله لغلق ملف قضية "موقعة الجمل". ووصف حسام الخولي، سكرتير عام تحالف الوفد المصري، دفاع الرئيس الأسبق حسني مبارك عن نفسه في محاكمة القرن ب"العاطفي"، مشيرًا إلى أنه لم يتحدث عن أخطائه تجاه المصريين في الصحة والتعليم وغيرها، وتجاهل أن 25 يناير كانت ثورة ضد التوريث وتزوير الانتخابات وطريقة إدارة الاقتصاد. وتابع "لن ننسى كذلك أننا عشنا في انتخابات كاملة التزوير طوال عهده تقريبًا وآخرها انتخابات 2010 والانتخابات المزورة تعني نواب في المجلس التشريعي بناءً على رغبة الدولة ولخدمة مصالح رجال الأعمال". وهاجم الخولي، مبارك بسبب وصفه لثورة 25 يناير بالمؤامرة من جانب تجار الدين، مؤكدًا أن ثورة 25 يناير كانت ثورة قام بها الشعب المصري ضد تزوير الانتخابات وإدارة الاقتصاد والتوريث، ولحق بنا تجار الدين، وتمكنوا بحكم تنظيمهم والمساعدة الخارجية مما شاهدناه.