سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوة غامضة وخارقة تقف وراءهم : من يحمي الفاسدين والمهملين في قطاع الانتاج بوزارة الزراعة ؟ حالات عديدة عاد ابطالها لمواقعهم رغم ثبوت المخالفات والجزاءات
من يحمي الفاسدين والمهملين في قطاع الانتاج بوزارة الزراعة ؟ حالات عديدة عاد ابطالها لمواقعهم رغم ثبوت المخالفات والجزاءات
تحقيق : اميرة الحسيني
من يأمن العقوبة ، يسيء السلوك ... مقولة تعد من المسلمات التي لاتجد تطبيقا لها في مصر ، حيث إن الفساد هنا يأمن العقوبة ، بل وينتظر المكافأة علي فساده او اهماله. وفي وزارة الزراعة تحديدا ، زرع البعض طريقة جديدة للثواب والعقاب ، بحيث يثاب المهمل او الفاسد ، ويعاقب المجتهد العامل. قطاع الانتاج التابع لمركز البحوث الزراعيه شهد وقائع اغرب من الخيال تجسيدا لهذا التوجه العجيب ، حيث تحول جزء من هذا القطاع الحيوي لتكتلات من العزب الخاصه التي يديرها منتفعون يبدو ان وراءهم قوة خارقة غامضة مكنتهم من اماكنهم وتمكنهم دائما من البقاء فيها رغم كل شيء . هنا نماذج علي سبيل المثال لا الحصر تعبر بشكل واضح عن فساد يأكل نصيب المواطن البسيط من حقه في بلده . مخالفة وتزوير الحالة الأولي بطلها مدير لمشتل القرشيه ، ووفقا لما تؤكده المستندات ، فقد اكتشفت الجهات الرقابية في المشتل مخالفات تشمل عمل سلفه بمقدار 40000 الف جنيه لتركيب وزراعه فسائل النخيل بالمشتل وتسويتها ، المثير أنهم لم يستطيعوا اثبات أين تم صرف السلفه ، رغم اكتشافهم لوجود السلفة نفسها بالمخالفة للقانون. في نفس المكان ، اشتكي احد اعضاء لجنة المتابعة الموقعين علي كشوف خاصة بالمشتل عند التحقيق معه من انه جري تزوير توقيعه علي كشوف خاصه بالعماله الخطريه المعتمده وتم اثبات الحاله. هذا المدير المذكور تم تعيينه من قبل الدكتور محمود مصلحي الذي كان يتولي إدارة التسويق ولكن بعد تولي المهندس صلاح معوض رئاسه القطاع وعلمه بكل تلك المخالفات قام باستبعاد المذكور. الي هنا وكل شيء علي مايرام ، الا وانه بقدرة قادر تمت اعادته لعمله علي يد الدكتور عبد الكريم زياده رئيس قطاع الانتاج بمركز البحوث الزراعية لموقعه مره اخري !!! عندما سألنا الدكتور زيادة عن سبب اعادته لمنصبه برغم كل ما قضت به اللجان المشكله من قسم المتابعه وانهم في انتظار رد النيابه الاداريه والبت في امره فأجاب في بساطة يحسد عليها : انا رجعته لكفائته !
حالة أخري بطلها رئيس قطاع بوسط الدلتا اتهم بمخالفه ماليه عوقب علي اثرها بخصم 10 ايام من المرتب لخروجه عن مقتضي الواجب الوظيفي . وقضت محكمه تأديبيه بوقفه لمده اربعه اشهر عن العمل بسبب مخالفه اداريه . تم ذلك في عهد المهندس صلاح معوض الذي سألناه : لماذا استمر المذكور بعمله رغم المخالفات المتكرره؟ اجاب المهندس معوض : عند وصولي لمنصب رئيس قطاع الانتاج والتسويق كان المذكور يعمل رئيسا لقطاع سخا وكان هناك قرار بوقفه عن العمل لمده اربع اشهر لم ينفذ فقمت بتفعيل الوقف وحرصا مني علي اموال الوزاره لم اعده لمنصبه كرئيس لقطاع سخا بكفر الشيخ بل عاد كرئيس لقطاع وسط الدلتا مع العلم ان هذا العمل لا يترتب عليه اي حقوق ماليه كما انه غير مدرج في الهيكل التنظيمي للاداره المركزيه بقطاع الانتاج بمركز البحوث الزراعيه . جزاءات بالجملة حالة ثالثة بطلها رئيس إداري لمجمع المحاصيل بسخا (وهي المخازن التي يتم تخزين جميع محاصيل قطاع سخا بها ) وملفه متخم بالجزاءات والمخالفات ، فهو وفقا للمستندات متهم بارتكاب مخالفات ماليه وإختلاس كميه 58اردب و100 كيلو قمح واستبدال وزن القمح الذي قام باختلاسه بنفس الوزن رمل وخلطها بالقمح هذا باخلاف كميه من تقاوي البرسيم الاصفر قدرها 106 كيلو جرام قام باختلاسهم وتم مجازاته بالوقف عن العمل لمده 6 اشهر يتقاضي فيهم نصف راتبه ، الي يجانب مخالفه للائحه المخازن مع وجود زيادات في عهدته وتم مجازاته خصم يوم . كما تم اكتشاف وجود عجز في عهدته قدره 2 اردب و35 كيلو وتم مجازاته بخصم يومين وتحميله مبلغ مالي عجزا وزيادات في عهدته اثناء الجرد المفاجئ وتم مجازاته بخصم يوم وتحميله مبلغا ماليا . ايضا تم اكتشاف عجز في صنف الذره الهجين وجرت مجازاته بخصم يوم وتحميله مبلغا ماليا لعدم مراعاه اللوائح الخاصه بالمخازن في اجراء المطابقه الربع سنويه وتم مجازاته بخصم يوم. كذلك تمت ادانته بالاهمال في عمله وتاخره في الرصد في الدفاتر خاصه دفتر 118 وتم مجازاته خصم يوم . مخالفه لائحه المخازن ووجود زيادات في عهدته وتاخيره في اضافه الجبس الزراعي الوارد للمخازن وتم مجازاته خصم يوم. هذا الملف " المشرف" كان دافعا قويا لكي يتخذ الدكتور عبد الكريم زياده قرارا بتعيينه رئيسا إداريا لمجمع المحاصيل بسخا (المخازن التي يتم تخزين جميع محاصيل قطاع سخا بها ) ، ومجددا سألنا الدكتور عبد الكريم عن سبب تعيينه له رغم كل هذا الكم من المخالفت فأجاب إجابة مختلفة عن سابقتها : نظرا لكفائته في العمل !! بلطجة حالة رابعة لرئيس إداري بمزرعه القراضا ، الذي تبين عند مرور مدير إداره المتابعه علي مزارع قطاع سخا أن قام بتأجير بلطجيه مسلحين بالسنج والسيوف وقاموا بالتعدي بالالفاظ لتهديد اعضاء اللجنة وعلي رأسهم مدير إداره المتابعه لتسببه في معاقبة المذكور بخصم ثلاثه ايام نتيجه مخالفات بمزرعته وتصور المذكور ان ذلك سيرهب الموظفين بقسم المتابعه فلا يجرؤ احدهم علي دخول مزرعته ، ولكن العكس كان في انتظاره ، حيث تمت مجازاته ونقله من مزرعته الي مزرعه صفط خالد وذلك لمدة يوم واحد قام فيه بأخذ أجازه لمده اسبوع لا نعلم ما جري فيه ثم قام الدكتور عبد الكريم زياده بإعادته. عندما سألنا الدكتور عبدالكريم عن سبب قراره برجوع المكور لمزرعته برغم حادثه التعدي علي موظف اثناء تاديه مهام وظيفته اجابنا اجابة مختلفة فعلا هذه المرة : مراعاة لسنه !! الا ان مصادر في لجنة المتاعبة أكدت ان الدكتور عبد الكريم اخبره بان المذكور قد قدم اليه بواسطه قويه مما احرجه !! هذه الوقائع هي غيض من فيض ، وتدعونا للتساؤل عن تلك القوة الرهيبة التي تضغط علي قيادات الوزارة لاعادة المتهمين بالاهمال والفساد لاعمالهم بل وترقيتهم في بعض الاحيان ، ومن يدفع فاتورة استمرارهذا المسلسل المزري الذي يهدر اموال المصريين وثروتهم ؟