عاصم الجزار: "الجبهة الوطنية" يعكس الهوية المصرية ويدعو لتفعيل المشاركة السياسية الواعية    متحدث "مياه الجيزة": عودة المياه تدريجيًا.. وحل الأزمة خلال ساعات    رئيس حزب الجبهة: الدول التي تسقط لا تنهض مجددًا وتجربة مصر العمرانية الأنجح    ترامب : نرفض اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين    برلماني: كان الأولى إغلاق السفارات الإسرائيلية ولكنهم ينفذون أجندة صهيونية    الأهلي يهزم إنبي 2-0 استعدادا لانطلاق مباريات الدوري    أمن أسوان يبحث لغز العثور على جثة شاب بين العمارات بمنطقة الصداقة    مدير "بروكسل للبحوث": فرنسا فقدت ثقتها في حكومة نتنياهو    خبراء ودبلوماسيون: أمريكا تعترف بالمجاعة فى القطاع بعد كلمة الرئيس بشأن فلسطين    يبدأ العمل بها 1 أكتوبر .. تعرف علي أسباب إنشاء المحاكم العمالية بالمحافظات واختصاصاتها    «شيكودى» يغيب عن بتروجت 3 أشهر للإصابة    ترامب: عقوبات جديدة على روسيا ما لم تنه الحرب في 10 أيام    المؤبد لتاجر وتغريمه مبلغ 200 ألف جنيه للاتجار في الهيروين بالقليوبية    «التعليم» تحدد موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026.. (الخريطة الزمنية)    إصابة 3 أشخاص بطلقات نارية فى مشاجرة بمدينة إدفو بأسوان    السفير المصرى لدى لبنان يعزي النجمة فيروز في وفاة نجلها زياد الرحباني    "جالي فيروس".. صبري عبد المنعم يكشف تطورات حالته الصحية    عمرو دياب vs تامر حسني.. من يفوز في سباق «التريند»؟    السياحة: وضع خطة تسويقية متكاملة لمتحف الحضارة    خالد الجندي : الذكاء الاصطناعي لا يصلح لإصدار الفتاوى ويفتقر لتقييم المواقف    أمين الفتوى : الشبكة ليست هدية بل جزء من المهر يرد فى هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟    تحذير عالمي| سرطان الكبد يهدد جيل الشباب    لمرضى التهاب المفاصل.. 4 أطعمة يجب الابتعاد عنها    سعر ومواصفات 5 طرازات من شيرى منهم طراز كهرباء يطرح لأول مرة فى مصر    الغندور: صفقة تاريخية على وشك الانضمام للزمالك في انتقال حر    نقابة المهن التمثيلية تهنئ الفائزين بجوائز الدولة التقديرية فى الفنون والآداب    رئيس جامعة برج العرب في زيارة رسمية لوكالة الفضاء المصرية    نصائح للاستفادة من عطلات نهاية الأسبوع في أغسطس    مبابي ينتقل لرقم الأساطير في ريال مدريد    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    من أجل قيد الصفقة الجديدة.. الزمالك يستقر على إعارة محترفه (خاص)    ضخ المياه بعد انتهاء إصلاح كسر خط رئيسى فى المنصورة    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    وزارة الأوقاف تعقد (684) ندوة علمية بعنوان: "خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي"    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    النقابات العمالية تدشن لجنة الانتقال العادل لمواجهة التحول الرقمي    وزير العمل: مدرسة السويدي للتكنولوجيا تمثل تجربة فريدة وناجحة    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    حتى لا تسقط حكومته.. كيف استغل نتنياهو عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة؟    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    «بيفكروا كتير بعد نصف الليل».. 5 أبراج بتحب السهر ليلًا    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    أُسدل الستار.. حُكم نهائي في نزاع قضائي طويل بين الأهلي وعبدالله السعيد    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 في شمال سيناء    الكهرباء: الانتهاء من الأعمال بمحطة جزيرة الذهب مساء اليوم    السيطرة على حريق بمولد كهرباء بقرية الثمانين في الوادي الجديد وتوفير البديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس ورجال الأعمال.. والنموذج الروسي
نشر في المصريون يوم 27 - 07 - 2014

على شاكلة ما كان يحدث فى بلاد اُخَرْ، التي غالبا ما كان يصاحب نمو الأنظمة السياسية فيها ظهور أفراد أو عصابات إجرامية ترتبط علاقاتها بشكل قوى مع رموز أو سلطات الدولة لاسيما التنفيذية و التي من بينها الشرطة والجيوش وباقي أجهزة الحكومة وتشاركها فى كثير من الأنشطة غير المشروعة و الأعمال
المحرمة بغية السطو على موارد الدولة وإيراداتها وتوجيهها من الخزائن العامة إلى الخزائن الخاصة، فيما اصطلح على تسميتها "دولة المافيا"وهى منتشرة على بقاع متسعة تشمل دول يتم نعتها بمصطلحات منها دول العالم الثاني(سابقا)(1) و دول العالم الثالث(2)، وهى تلك الدول التي يرتبط مسئوليها الحكوميين بالجريمة المنظمة، عندما يتشارك ويتحالف ذلك المسئولين مع جماعات مصالح لإتيان أعمال غير مشروعه والاتجار فى أنشطة اقتصادية مختلفة و أخرى محرمه ( قد تصل إلى تجارتي المخدرات والأسلحة)، فتتكون لتلك الجماعات وللمسئولين الحكوميين المتعاونين معهم الثروات الملياريه الحرام التي يتم نهبها من أقوات الطبقات الشعبية الفقيرة وشفطها من دماء الطبقات المعدمة؛ على شاكلة ما سبق بيانه، جرى فى مصر شئ من ذلك فيما قبل ثورة 25 يناير 2011 التي قامت احتجاجا على الفساد الذي ضرب باطنابه شتى مناحي الحياة فى مصر نتيجة تحالفات كانت تتم بين أنجال الرئيس السابق مبارك وبضعة أفاقين أصبحوا ملئ السمع والبصر بمجرد اقترابهم من رموز السلطة وارتباطهم بهم بوشائج المصالح المتبادلة.
ويتخفى أفراد تلك العصابات وراء مصطلحات براقة وطيبة السمعة من عينة مصطلح "رجال أعمال"أو مصطلح رجال بر وإحسان. ولا ينجوا من جشعهم أي إيراد عام أو إنفاق عام أو نشاط حكومي، فتجدهم متربصين بالمشتريات الحكومية ورابضين للأشغال العامة حتى يتم الترسيه على عطاءاتهم فى مناقصات التوريد أو إسناد مقاولات الأشغال؛ كما تتنوع المجالات التي تكون موضعا لأنشطتهم أو قل لنهبهم فهم لصوص الدعم الحكومي المفترض فيه أن يوجه للفقراء، وسأرقى أراضى الدولة التي تخصصها لهم بتراب الفلوس ليبيعوها بمليارات الجنيهات ومستوردي البضائع (المنتهية الصلاحية ) وهم لصوص الخصخصة وشراء شركات القطاع العام بتراب الفلوس وتحويل أراضيها الصناعية إلى أراضى إسكان وتكسب المليارات وهم ناهبي أموال البنوك التي هي –فى الواقع –أموال الغلابة صغار المودعين كما هي –فى الاقتصاد -خزائن الادخار التي من المفترض أن توجه للاستثمار الذي هو قاطرة النمو الاقتصادي، وهم سارقى الإعانات التي تقدمها الحكومة والهيئات المحلية أو الدولية للجمعيات الخيرية للأغراض الإنسانية.وتلك العينة من الأفاقين التي تنتشر –كما قلت –فى دول العالمين الثاني والثالث التي تتركز أو تتمركز فى الشرق و الجنوب من الكرة الأرضية تختلف تماما عن نظرائهم من رجال الأعمال الذين تذخر بهم - وفى ذات الوقت تفخر بوجودهم - دول الغرب، فهم الذين على أكتافهم شيدت بلادهم -أوربا وأمريكا - نهضتها الصناعية والحضارية، وأقامت صروح الديمقراطية الشعبية و قواعد العدالة الاجتماعية.
وإذا انتقلنا –مباشرتا - إلى بلادنا (مصر ) نجد انه من الغريب على الجيش المصري القوى الذي كان بقيادة المشير السيسي، وزملائه فى سبيل حماية مقومات وكيان الدولة المصرية من أخطار قد تحسبوا لها وقدروها وقتها، أن يتحرك – ذلك الجيش - بكل قوه وفى غاية السرعة فى الثالث من يوليو من العام 2013ويتولى فورا شئون البلاد والعباد و يبادر إلى توجيه وقياد الأمور، وعندما يتهدد الوطن أخطارا اقتصاديه من جراء سلوك ما يسمى رجال الأعمال أن يلجا لأسلوب التدليل والمحايلة والمداهنة والملاينة.لقد اجتمع الرئيس فى العاشر من هذا الشهر (يوليو 2014)برجال الأعمال مرتين، وأجلسهم على موائد الرئاسة وتناول الجميع معا العيش والملح، وأشركهم المشورة لإخراج البلاد من الضائقة المالية المستحكمة،وقدم نفسه أمامهم كقدوة فى العطاء الطوع بتنازله عن جزء من ثروته الشخصية واستحلفهم بحب مصر ، أن يساهموا بنصيب فى إنقاذ مصر فأفاضوا فى وعود لم يتحقق منها شئ .ولم نأخذ منهم إلا الهراء والكلام الفارغ، ويمنوا علينا بحبهم لمصر، ومصر ليست فى حاجه لحبهم بعدما أضاعوها، بقدر ما هي فى اشد الحاجة لمن يأخذ يدها لينقذها من الهاوية التي اقتربت من السقوط فى أعماقها السحيقة.

الأخطار الإقليمية
ولعل الحذر الشديد والبال الطويل الذي يتحلى بهما الرئيس حاليا يكون الداعي اليهما الحالة النادره التى يمر بها الوطن من اخطار اقليميه تتمثل فى اطماع قديمه ما برح اطرافها متربصين بنا كالكيان الصهيونى ،كما تتمثل فى المجموعات التى تطلق على نفسها الجهاديه وهى تلك التى اوجدها عديد من العوامل اولها الظلم والفقر والتهميش الذى تعرضوا له-فى السابق- فى اوطانهم، وثانيها تلاقى مصالحهم مع مصالح الولايات المتحده التى حبكت للشرق الاوسط العربى الاسلامى خريطة مستقبل اطلقوا عليها "مشروع الشرق الاوسط الكبير "لتقسيم الدول العربيه السابق تقسيمها وفقا لاتفاقية سايكس بيكو القديمه، وتجزئة الاقاليم السابق تجزئتها ؛اما ثالثة الاثافى –كما يقولون-او ثالث الاسباب كان فهمهم القاصر وتفسيراتهم الخاطئه للمعلوم من الدين الاسلامى بالضروره.

المزعجات المحلية
ولعل الحذر الشديد والبال الطويل الذى يتحلى بهما الرئيس حاليا يكون الداعى اليهما المحافظه على استقرار الوطن على خلفية الحالة السياسيه المحليه الهادره التى يمر بها الوطن من جراء عدم الاستقرار السياسي الذى يسهم جماعات متعدده فى ضربه ، كجماعة الاخوان المسلمبن و جماعة6 ابريل وجماعةكلنا خالد سعيد والتيار الشعبى وغيرها وغيرها من الحركات التى تضع نصب اعينها فرض رؤيتها القاصره او تنفيذ مصالحها الضيقه غير عابئين بما يتهدد الوطن .وقد يجد رجال الاعمال ان مصالحهم فى وقت من الاوقات ستتقاطع مع مصالح تلك الجماعات فينضموا اليهم ويدعموهم بالمال والافراد(من عمال وموظفى مصاتعهم) لاثارة القلاقل .
ولعل الحذر الشديد والبال الطويل الذى يتحلى بهما الرئيس حاليا يكون الداعى اليهما امتلاك رجال الاعمال لكثير من عوامل المقدره الماليه و وسائل الاتصال والتأثير فى الجماهير،فهم يمتلكوا معظم الصحف اليوميه الخاصه ،ومعظم القنوات التلفزيونيه المرئيه والمسموعه، ومن ثم يظنوا انهم عن طريق موادهم الاعلانيه المبثوثه قادرون ان يستثيروا الجماهير لينقلبوا على الحكم كما فعلوهاايام سلفه الدكتور مرسى .
ولعل الحذر الشديد والبال الطويل الذى يتحلى بهما الرئيس حاليا قد يكون الداعى اليهما التحسب لمخاطر امكانية تعاون هؤلاء الفئه مع باقى اهل بيزنس الرئيس السابق مبارك بالاضافه لفلول الحزب الوطنى التى تماسك بنيانهم الايام القلاقل الماضيه- عقب الافراج عن معظمهم من السجون - وذلك متى وجدوا اخطار تهدد مصالحم وتجور على اطماعهم.
اى ان الحذر الشديد والبال الطويل الذى يتحلى بهما الرئيس حاليا متولد عن استشعاره القلق من خطر ضرورة اتباع مسار لابد من اتخاذه لاصلاح الاقتصادفيما ان ذلك الطريق اللازم الخطو داخل مواضعه محفوف بالاشواك ومحوط بالمخاطر ،لانه سيكون- بالضروره- متعارض مع مطامع ومطامح ومصالح رجال الاعمال.
ويبدوا ان الرئيس برغم احترازه من تلك المزعجات الا انه تتملكه رغبه فى استئناس المعارضين ولهفه الى ضمهم طوعا الى مسيرة الوطن فضلا عن رغبته فى - ذات الوقت - حصرجبهات المعارضين والمناوئين له ،والعمل على تبديدها بالطرق السلميه والاساليب العاديه الا انه -فى الاساس- يجب عليه الا ينسى عناصر القوه التى تقبض عليها يداه لتأديب وتقويم تلك الطغمه الفاسده ، فلديه انحياز الاراده الشعبيه الواعيه اليه ، ذلك اذا استمر فى التواصل الجيد معها بشتى الوسائل وتعريفها بمصالحها الحقيقيه ومصارحتها بالواقع الاقتصادى الذى يحتوينا سواء رضينا او ابينا وعليه سرعة العمل على القضاء على الفساد واقامة العدل الاجتماعى والمساواه والقضاء على المحسوبيه وتوريث الوظائف .
كما انه من عناصر القوه التى تقبض عليها يداه –ايضا- لتأديب تلك الطغمه الفاسده اجهزة الدوله واذرعها القويه كالداخليه والجيش والمخابرات العامه والحربيه الذين يدعموا توجهه الوطنى وتحركه لضرب تلك الجماعات التى نشأت وترعرعت فى عهد مبارك والتى آن الاوان ان تضطرها القياده الجديده الى ان ترد ما نهبته وترجع ما سرقته من مقدرات الوطن الذى هو الان فى امس الحاجه لاستردادها.

النموذج الروسى فى تأديب رجال الاعمال
تتشابه –كثيرا- "ظروف مصر الاقتصاديه "الحاليه بما كانت عليه ظروف الجمهوريه الروسيه فى نهاية التسعينيات من القرن المنصرم، و تتشابه-ايضا- "معادن الرجال "الذين اوكل اليهم قياد بلادهم فى الدولتين من حيث صلابتهم وخبراتهم السابقه لكونهم رجال مخابرات اكفاء ، بل وتتشابه-فعلا- "الخصوم " (رجال الاعمال) التى واجهها أو يواجهها الرئيسان فى مقتبل ولايتهما امور بلادهم فى سبيل اصلاح الحال الاقتصادى والسياسي المعوج.
لذلك فاننا نطرح التجربه الروسيه لتكون نبراسا يمكن الاهتداء بنوره لاضاءة الطريق الواجب السير فوق اراضيه،و لا يعيبنا ان نتخذه معينا ننهل من فيضه .فعقب انهيار ما كان يسمى الاتحاد السوفييتى قباله انصرام القرن الماضى ،وبالتحديد فى تسعينياته فقد اعقب سقوط الزعيم السوفيتى" جورباتشوف" معتنق البروسترويكا والجلاسنوست؛ تولى "بورس يليتسن"رئاسة جمهوريه روسيا الاتحاديه بعدما انسلخ عنها جميع الجمهوريات التى كان يضمها الاتحاد السوفيتى السابق. وتحالف ذلك العربيد السكير يليتسن مع العصابات التى تشكلت فى الحين ،داخل ارجاء الدوله الروسيه التى باتت موئيلا للفوضى ومقرا للمافيا حيث ترك لهم –كما فى الامثال - الحبل على الغارب فترة حكمه التى بلغت ثمان سنوات ظهر اثنائها اكثر من 1000 ملياردير ،اغتالوا ثروة البلاد واغتنوا على حساب الشعب الفقير ،واثروا على جسس الفقراء والجواعى، وقد قدرت الاموال التى دخلت جيوبهم ب 3 تريليونات دولار امتصوها من دم الفقراء الروس ؛ واستمروا فى غيهم –على هذا الحال- حتى اتى الى سدة الحكم "فلاديمير بوتن" وجاء معه وقت الحساب ولحظه القضاء.
وصل "بوتين"الى سدة الحكم ويعلم الجميع ان روسيا قبل "يليتسن"لم يكن فيها جنس مليونير روسى،وان ظهورهم جاء مصاحبا لتولى يلتسن الحكم ؛وقد كان بإمكان بوتن ان يبقى الحال كما هو عليه فيعطى المليارديرات نفس الصلاحيات ،ووقتها سيصبح هو نفسه اكبر ملياردير،ولكنه اختار النبل والترفع عن مال المعدمين واختار ان يكتب التاريخ اسمه باحرف مضياءه كاول رئيس روسى ينحاز الى قيم الحق والعدل،لقد وجد صديقه المليادير اليهودى "بير زوفسكى" يحوز نفوذا اقتصاديا وسياسيا جبارا وهوذلك الملياردير الذى ساعد بوتن وقت ان كان شابا مغمورا فى الانتخابات الرئاسيه مما ساهم بشكل رئيس فى فوزه برئاسة روسيا فلم يسلم ذلك الملياردير من سيف بوتن الحاد حيث تلاشى نفوذه،ثم هرب الى بريطانيا فطارده هناك حتى توفى فى ظروف غامضه لم تسلم من الاشاعات بانه قد قتل.وكان الملياردير"كوفسكى"يراس ويملك احد اكبرمجموعة شركات نفطيه فى روسيا فقام بسجنه عشرة سنوات ولم يعفو عنه إلا بعد ان اعاد الاموال التى نهبها وزاد عليها الفوائد .وطارد صديقه المليادير "ابرامو فيتش"بقضايا التهرب الضريبى حتى اعاد حق الدوله كاملا غير منقوص ؛ وطاح بوتين بالكثير والكثير من المليارديرات فهناك من اغرق فى حمام منزله فى منفاه ومنهم من استنحر ومنهم من راح ضحية حادث سياره ومنهم من تم تسميمه بسم البولونيوم المشع ، الذى لا يتوفر الا لاجهزه المخابرات الكبرى ؛حتى استقر فى وجدان من تبقى منهم(المليارديرات الروس) بانهم لن ينجوا من عقابه الا باعادة ما سلبوه ونهبوه ،فبادروا بافتداء ارواحهم ، وتنازل المئات منهم طوعا وخوفا عما يملكوه واعادوه للدوله ،ومنهم من عاد من منفاه الاختيارى فى اوربا الى وطنهم ،ويذكر انه فى احد الايام استقبل مطار موسكو
واحد منهم وصل بطائرته الخاصه ارض المطار محملا بحقائب معه تحوى اموالا سائله تبلغ 65 ملياردولار بالتمام والكمال ليسلمها للدوله .وهكذا استطاع بوتن ان يوفر لمواطنيه الروس الامن والغذاء الذان كانا مفتقدان فى عصر سلفه.ولو ان ذلك تم على حساب تنازل الروس عن قدر من هامش الحريات المتاح وعطل الدعاوى و المطالبات بالحصول على مزيد من الحريات.

الخاتمة
نعود - مره اخرى -الى موضوع الساعه ،فنقول انه قد تناهى الى سمعنا ان الرئيس السيسي فى لقائه مع رجال الاعمال قال لهم انه لن يقترب من اموالهم لانه بحكم تدينه يعرف حرمة الاعتداء على المال الخاص وحرمة مصادره اموالهم ،واراد ان يعطيهم من شخصه مثلا وقدوه فى العطاء ،عندما تنازل طوعا وحبا قبل ان يجتمع بهم ،بعدة ايام ،على نصف راتبه وتبرع بنصف ثروته لصالح مصر، ولكننى اقول للسيد الرئيس الآن ، هل وجدت فيهم او منهم من تجاوب مع رسالتك التى ابرقت بها إليهم ؟ هل هناك متسعا من الوقت ليضيع فى انتظار تعطفهم علينا بحسنه ونحن –فى الحقيقه –اصحاب حقوق ؟ ؛ انت تعرف وتستطيع وحدك ان تعرف بالتفاصيل من اين حصل هؤلاء او اولائك على تلك الثروات الجباره التى لا تتاتى الا من حرام !!ويحضرنى مقوله قديمه لصانع نهضه امريكا وكان فى وقت ما كبير كبراء رجال المال فيها المليونير "روكفلر" عندما قال :" ان الثروه الكبيرة ورائها مصيبه كبيره" .
لذلك اقول للرئيس امضى فى طريق الحق الذى اراك الله اياه بلا تردد ولا تاخر ،والله الموفق والمعين.

هوامش
(1)دول العالم الثانى:مصطلحات تقسيم العالم الى ثلاثة فئات هى دول العالم الاول والثانى والثالث نشات فى اثناء الحرب البارده التى بدات منذ نهاية الحرب العالميه الثانيه بين الدول التى تتبع الولايات المتحده والاخرى التى تتبع الاتحاد السوفيتى واستمرت تلك المسميات حتى انحلال وتفكك الاخير فى التسعينيات . وكان التقسيم –فى الاساس-تقسيما سياسيا على اساس تصنيف الدول بحسب انضمامها الى معسكر من المعسكرين الذى لم يكن غيرهما فى العالم . ثم اضفى التوجه الاقتصادى بظله على تلك المصطلحات فاصبحت دول العالم الاول هى تلك التى تؤمن بالحل الراسمالى والثقافه الليبراليه واقتصاديات السوق ،فيما تعتقد دول العالم الثانى بالعقيده الشيوعيه والاقتصاد الاشتراكى القائم على التخطيط المركزى الذى تديره الدوله.ومن ثم فان دول العالم الثانى كانت تطلق على الدول التى تتبع الاتحاد السوفيتى وكان يطلق عليها ايضا دول الكتله او المعسكر الشرقى ومن امثلتها المجر وبولندا ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا والمانيا الديمقراطيه هذا بخلاف الجمهوريات الخمسةعشر التى كان يتالف منها الاتحاد السوفيتى نفسه ثم انفصلت عنه فى التسعينيات مثل جمهوريات روسيا البيضاء ولتوانيا و اوكرانيا وغيرهم .

(2)دول العالم الثالث:مصطلح يتضمن ابعاد سياسيه وفى ذات الوقت ابعادا اقتصاديه واجتماعيه فهو يشير سياسيا الى الدول التى لم تكن تتبع واحد من المعسكرين المعروفين وهما الولايات المتحده و الاتحاد السوفيتى و كما يشير المصطلح اقتصاديا الى الدول التى تعانى التخلف الاقتصادي والتى صار يطلق عليها الدول " الآخذه فى النمو "وذلك تمييزا لها عن الدول" الناميه" Developing Countries الذي يطلق عليها – فى الاساس-على الدول الغربيه المتقدمه التى بدعت الثوره الصناعيه فى القرن التاسع عشر
اما دول العالم الثالث فهى تلك التى لم تلحق بقطار التقدم ولم تستفد من ابداعات الثوره الصناعيه ،وصارت يطلق عليها –ايضا-وصفا جيو بوليتيكى وهو "دول الجنوب" اشاره الى تواجدها الجغرافى فى جنوب الكره الارضيه و تنتشر هذه الدول فى اجزاء من قارة آسيا ومعظم قارتى افريقيا وامريكا الجنوبيه.وتتميز اجتماعيا بنمو ديموغرافى (سكانى) كثيف ومستوى معيشى متدنى وارتفاع نسبة الاميه وقله الامكانيات الطبيه.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.