الاخوة في الجماعة مفتونون بقوتهم . ومعجبون بأنفسهم . وهم لا يدرون أن الاعجاب بالنفس وغرور القوة يمكن أن يصيبهم بأسفكسيا الغرق كما جاء في اسطورة " نرجس " اليونانية . التي تقول أن نرجس كان شاباً جميل الطلعة . بهس الصورة والشكل . ولأنه لم ير حوله من هو اجمل منه وجها ً . وأبهى صورة . فقد اعتاد ان يذهب الي النهر كل يوم ليطالع على صفحته صورته الجميلة .. وذات يوم اقترب أكثر من ذي قبل من تلك الصورة مدفوعا ً برغبه شديدة في احتضان صاحبها ذي الطلعة البهية .. فمات غريقا ً ! هذا هو ملخص الاسطورة اليونانية التي خرجت منها كلمه " النرجسية " التي تعني لدى علماء النفس الاعجاب الشديد بالنفس الى درجة الافتتان .. والموت غرقا ً ! واذا وافق البعض من قيادات الجماعة على عرض تصريحاتهم المتواليه على طبيب نفسي فسوف يكتشف اصابتهم بمرض النرجسية اللعين . وهو ما دفعهم الى اطلاق مثل تلك التصريحات التي تدل على الغرور والاستعلاء وحب الذات دون ادني شعور بوجود اخرين الى جانبهم .. فمرة تجدهم متماهين في توحد عجيب مع الاسلام . فهم الاسلام والاسلام هم . وأي انتقاد او مخالفة معهم في الرأي هي انتقاد أو حتى هجوم على الاسلام ومحاولة لاقصاء الدين والقضاء عليه . ومرة اخرى تجدهم يحاولون احتكار الاسلام لانفسهم دون بقية خلق الله من المسلمين .. فلا يوجد سوى المسلم الاخواني . الذي هو فقط المسلم الحقيقي . اما المسلم الليبرالي او القومي او المرقصى فهو ليس مسلما ً حتى وان نطق بالشهادتين وأدى ما عليه من فروض تجاه ربه ودينه .. والاكثر من ذلك ان على الاخواني من ابناء الجماعة أن يتزوج اخوانية لخلق مجتمع اخواني يدين بالولاء للاخوان وليس لله والوطن . وان ايه فتاه مسلمة حتى وان كانت محجبة وتؤدي ما عليها من فروض شرعية فهي أقل مرتبه في الدين من الفتاة الاخوانية .. ولأن منصب الرئيس في خزنتهم التي يحتفظون بمفاتيحها في جيوبهم . فهم يسمحون – متفضلين – علينا به . ولن يرشحوا أحدهم في المنافسة عليه .. ولان اغلبية اعضاء البرلمان مضمونة لهم . فهم لايسعون الي احرازها هذه المرة ويسمحون متفضلين ببعض المقاعد في البرلمان القادم لغيرهم من التيارات السياسية . بل انهم احتكروا الشعب المصري برمته . فاصبحوا الناطقين باسمه والمعبرين عنه . واى عمل سياسى لايلقى موافقتهم او يحظى برضاهم . هو عمل ضد رغبة الشعب ويخالف ارادته ! . هكذا .. الاسلام هو اسلامهم فقط . والشعب هو الاخوان وحدهم . ولا دولة الا دولتهم ولا حكومة الا حكومتهم . ولا رأي أو موقف لأحد غيرهم . فالرأي رأيهم . والموقف موقفهم . هم اصحاب الحق وأصحاب البلد واصحاب البرلمان واصحاب الرئاسة .. واذا اراد احد شيئاً فعليه ان يقنعهم به اولا ليحصل عليه منهم .. لانهم اصحاب الحق فيه ! هل هناك كلمة اخرى يمكن ان نصف بها هذا السلوك الاخواني غير كلمة نرجسية . التي تعني في قواميس الامراض النفسية حب الذات والاعجاب بالنفس والغرور بالقوة والافتتان بها ؟ ! لقد تجاهل هؤلاء انهم يدينون بالفضل في شرعيتهم الي ثورة شعبية لم يبدأوها . بل كانوا ضدها في ايامها الاولى . وحينما ظهرت تباشير نجاحها هرولوا اليها ليمتطوها . ويعلنوا انفسهم اصحابها بوضع اليد .. تجاهلوا هذا الشعب الذي افسح لهم المجال لوجود شرعي فشلوا طوال ثمانية عقود في الحصول عليه وحدهم . وحينما حضروا تعالوا على الشعب فلم يروا غير أنفسهم .. متنهى النرجسية .. اول الطريق الي الغرق .