لا شك أن المستقرئ المتأمل للأحداث الراهنة التي تمر بها مصرنا الحبيبة ليدرك مدى خطورة هذه المرحلة الحرجة .. فبالرغم من نجاحنا أخيرا في اجتثاث شجرة الفساد من على وجه الأرض إلا أن لها جذورًا خبيثة كانت قد توغلت في التربة توغلا متشعبا ومخيفا .. حتى أنها وصلت إلى النفوس والعقول فمستهما بقدر من الخبث لا زلنا نعالج نتائجه حتى اللحظة !! قليل من التأمل يكشف لك الحقيقة .. فلول النظام البائد ما زالت تكمن هنا وهناك تنفث المكائد وتتصيد الفتن .. سفاحون في ملابس رسمية يواظبون على الدوام في مسالخهم بعد أن تم وضع يافطة جديدة كتب عليها : الأمن الوطني !! فاسدون يبثون سمومهم في مختلف القطاعات السياسية والإعلامية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية .. بلطجية .. انفلات أمني .. أقلية تحاول الالتفاف على اختيار الأغلبية .. انتهازيون يحاولون فرض أجندات معينة بالقوة غير عابئين بحال البلاد والعباد .. نفوس لم تنل نصيبها من الثورة بعد وتحتاج إلى كثير من الوعي والتطهير والبناء .. بلاد تمارس هواية الانهيار منذ بضعة عقود قد أكل الفقر فقرها !! حسنا .. إذا تحملت أعصابك قراءة النصف الفارغ من الكوب فأنت حتما تستحق بجدارة أن ترتشف من النصف الملآن الآن !! نعم ما زالت الكثير من جذور الفساد تمتد في تربة حياتنا .. إلا أننا ما زلنا أيضا نمسك بالفأس .. وما زالت لدينا القوة على التغيير !! لم تمض على ثورتنا إلا أربعة أشهر وكل يوم يعلنها بوضوح أنه أفضل من أبيه .. تتآكل جذور الفساد شيئا فشيئا ويظهر نور الإصلاح رويدا رويدا .. وليعلم المصلحون أن عليهم دورًا كبيرًا في تحفيز سرعة الصعود بالأمة .. وأن السفينة تحتاج إلى كل ربان مخلص على ظهرها حتى ترسو على بر الأمان .. وهذا يستلزم بذل الجهد والتعاون والتكامل والنصح والرأفة وإنكار الذات وإخلاص النية لله جل وعلا .. وليعلموا أن الأمة تحتاج منهم إلى مليونية بعنوان : امشِ ولا تلتفت !! في ظل أقلية تحارب لترجع مصر إلى الوراء .. وفي ظل إعلام فاسد يتفنن في تسليط الضوء على نصف الكوب الفارغ !!