إلا أن لا يزال هناك أمل للتوصل لتهدئة فلا تزال مصر تحتفظ بدورها الإقليمي الريادي . ، مشيرةً إلي تصريحات الدكتور نبيل العربي ، الأمين العام لجامعة الدول العربية ، ووزير الخارجية السابق بإنه " لا أري بديلًا لمصر للعب دور الوسيط ؛فإذا ما أراد أحدٌ أن يقدم المساعدة فليتفضل ويحاول." ونقلت " البي بي سي " عن إيه.إتش.هيلر ، الباحث السياسي بمركز بروكنجز للأبحاث قوله:" إنه من الصعوبة بمكان أن تتعامل السلطات المصرية مع حماس كما هو في السابق ... بعدما دخلت مصر فيما اعتبرته حربًا علي الإرهاب والتي تدرج حماس باعتبارها جزءًا من تنظيم " الإخوان المسلمين " ؛ ولهذا السبب فإن الشعب الفلسطيني هو المتضرر المباشر من الحرب علي الإرهاب التي تشنها الجبهتين المصرية والإسرائيلية " وقالت "هيئة الإذاعة البريطانية" بإنه حينما تواردت الأنباء عن الاقتراح المصري لوقف اطلاق النار ،مساء ،الاثنين، كانت مثل المفاجآة للجميع ، وعلي ما يبدو بما فيهم قادة "حماس"" واعتبرت أن العلاقات المصرية الحالية مع الكيان الصهيوني أفضل كثير من حماس التي تخضع غزة لسيطرتها ، وعلي هذه الخلفية يعتقد بعض المحللين بإن مصر كانت سعيدة في البداية لرؤية حماس هدفًا للهجوم الإسرائيلي . واستدركت مما لا شك فيه أن الأجهزة الأمنية المصرية ترغب في سحق حماس مثلما فعلت مع الإخوان ؛ إلا أن مصر لا تستطيع تحمل ترك حماس وشأنها ؛فإذا ما تمكن شخص آخر من التوصل إلي اتفاقِ للتهدئة فإن ذلك من شأنه المساس من هيبة الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي . واستبعدت " هيئة الإذاعة البريطانية " توقيع حماس علي أية اتفاقية دون موافقة دولة قطر حليفتها الإقليمية ؛ لكن مصر لن تشارك قطر لدعمها جماعة " الإخوان" ، ولفتت إلي أنه من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري القاهرة الجمعة للتوسط ما بين الأطراف المعنية . ورأت تمزق قيادات حماس يشكل واحدو من أبرز الصعوبات التي تحول دون تأمين اتفاق التهدئة . فالحركة منقسمة علي المستوي التنظيمي ، والسياسي فبعض قادة الحركة إما في السجون أو مخنبئين .وأشارت إلي قول أحد المسؤولين المصريين :" هناك اختلافات داخل صفوف حماس ...لا نعتقد بأن خالد مشعل القيادي السياسي المسجون سيكون قادرًا علي السيطرة علي القيادة في غزة أو علي الجناح العسكري ، إذن فلا يمكننا الحديث مع أطراف متفرقة " ويعتقد المسؤول " أنه سيتم الانتهاء من عقد الاتفاق " فقط حينما تحقق إسرائيل ما تريد ، وحينما تصل حماس إلي مرحلة الانهيار، وهذا لن يستغرق آمدًا طويلًا." وأفادت بأن مصر نجحت في لعب دورها التقليدي كوسيط خلال تفاقم حدة العنف ما بين إسرائيل وحماس في نوفمبر 2012 ، ورأت "الإذاعة البريطانية" أن الوضع السياسي المصري كان جيدًا في تلك الآونة للتوصل إلي عقد اتفاق هدنة ما بين الطرفين فقد كان الرئيس آنذاك محمد مرسي القيادي بجماعة " الإخوان المسلمين" والذي تربطة علاقة "أخوة" – علي حد قول " البي بي سي " مع حماس المنبثقة عن جماعته ، وتابعت القول مبرزة تغير السياسات المصرية الآن يقبع مرسي في السجن وتعتبر السلطات المصرية الحالية "حماس" جماعة إرهابية وهذا بالتأكيد له تبعاته . وذكرت أن الأمين العام لجامعة الدول العربية يعتقد بأن حماس ستوافق علي المبادرة المصرية مع بعض الاضافات الجوهرية فواحدة من من مطالبها الرئيسية هي فتح المعابر الحدودية وانهار الحصار الإسرائيلي والمصري للقطاع . ويري العربي أنه في حين تم التوصل إلي اتفاق تهدئه ، فإنه لن يستمر طويلًا إلا في حال حدث تطور سياسي فيما يتعلق باعلان دولة فلسطينية مستقلة . قائلًا " حتي وإن نجحنا في عقد الهدنة ، فخلال بضعة أشهر سنجد شيئًا آخر ." إن الرسالة التي نود توجهها للغرب هي أن ما نريده الآن هووضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين " وقالت " البي بي سي " إنه بعد البداية المتوعكة بدا أن الجهود الدبلوماسية تكتسب زخمًا .فالرئيس الفلسطيني محمود عباس متواجد –بالفعل- في القاهرة ،جنبًا إلي جنب وفود من قطر وإسرائيل . الجدير بالذكر أن الهجمات الجوية الإسرائيلية المعروفة بعملية " الجرف الصامد " أسفرت استشهاد ما يزيد عن 200 فلسطيني ، أكثر من 80% منهم مدنيين ، وفقًا للتقرير الصادر عن الأممالمتحدة . ورأت هيئة الإذاعة البريطانية أنه علي الرغم من تصاعد حدة العدوان الصهيوني ، تحركت إسرائيل " ببراعة " علي حد قول البي بي سي ، لوقف اطلاق النار بعد وقت قصير من اعلان المبادرة المصرية ، علي النقيض من حماس التي باتت أما خيارين الآن إما الاستجابة للمبادرة والتوقيع عليها أو أن تتحمل وحدها مسؤولية إراقة المزيد من الدماء .