أقر الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن" بفشل مساعى السلطات المصرية لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، قائلاً: "لا نريد من أي طرف تقديم أي شروط للعودة إلى التهدئة، لأن الأهم هو حقن الدماء، ومصر أجرت اتصالات مع الجانبين ولكن هذه الاتصالات للأسف فشلت". وأضاف عباس، أنه أجرى اتصالات بالجانب الأمريكي، وطلب وقف العمليات العسكرية من جانب إسرائيل، وتابع: "نحن نقنع حماس بوقف العمليات، ولكن للأسف لم ننجح بذلك أيضا". وشهدت الأربع وعشرين ساعة الأخيرة اتصالات دولية عربية بهدف تهدئة الموقف في قطاع غزّة، وأبرز هذه المساعي الاتصالان الهاتفيان بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع وزير الخارجية القطري، خالد العطية. وأكدت مصادر بحسب صحيفة "العربي الجديد"، " أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلية طلبت من القاهرة لعب دور من أجل التهدئة جرياً على عادة القاهرة في أوضاع مشابهة، لكن رد فعل نظام السيسي كان سلبياً". وأضافت: أن الاتصالات الدولية مع الدوحة جاءت بعد تمنّع السلطات المصرية القيام بوساطة من أجل وقف إطلاق النار. وفسرت المصادر الانسحاب المصري، بأنه نابع من حسابات سياسية أساسها ترك إسرائيل توجه ضربة قاصمة إلى المقاومة في غزّة، ولذلك تحاول القاهرة تجنّب أي اتصال مع حركة “حماس”. وعطفت المصادر هذا الموقف غير المعلن على اتصالات مصرية إسرائيلية سبقت العدوان، كانت تدور في إطار تفاهم الطرفين على ضرورة إنهاء المقاومة في غزة. وأوضحت المصادر أن إسرائيل راغبة في التهدئة نظراً لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أدرك أن الاستمرار في العدوان لزمن طويل يسير في غير مصلحته، وأن الضربات حققت الغرض الذي كان يطمح إليه، كما أن صمود غزة واستعداد فصائل المقاومة للردّ ومواصلة قصف أهداف إسرائيلية أحدث آثاراً نفسية كبيرة في الشارع الإسرائيلي. أما حركة "حماس"، فهي أبدت موافقة مشروطة على التهدئة وربطتها بحصول اتفاق تهدئة بضمانات دولية، على أساس إحياء اتفاق التهدئة 2012 الذي لم تحترمه إسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، والمفرج عنهم ضمن "وفاء الأحرار" (صفقة شاليط)، ووقف الإجراءات والاستفزازات الاسرائيلية ضد حكومة التوافق الوطني. وقالت المصادر، إن أوساط حركة "حماس" تتصرف على أساس أنها ليست في عجالة من أمرها ومستعدة للتعاطي مع العدوان عسكرياً، وفي حال تواصل العدوان فإنها سوف تقدم مفاجآت جديدة.