«مصر في حالة حرب.... وسننتصر».. قالها السيسي لرؤساء التحرير والكتّاب،.. وقالها قبله الكثير من الكتّاب، رفعها شعاراً الاستاذ مؤنس زهيري، وذكرها كاتب هذه السطور، ويجب الا يشكك في ذلك كل ذي عقل، أليست «الحرب» في احدى صورها أن تسعى دولة أو دول لكسر إرادة شعب دولة أخرى بالقوة، وارغامه على قبول ما لا يريد؟ ألا يحدث ذلك الآن مع مصر؟! أليس أحد تعريفات حروب الجيل الرابع (4GW) انها «الحرب بالاكراه لافشال الدولة وزعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد يراعي مصالح العدو». وهل غير ذلك ما يحدث في مصر الآن من تفجيرات واغتيالات، ومحاولات لتقويض السلام الاجتماعي بين فئات الشعب الواحد؟ ألم يتفق الخبراء العسكريون على ان: «حروب الجيل الرابع – التي ابتكرها الامريكيون – تستخدم فيها تنظيمات محترفة تملك امكانيات هائلة، ولديها خلايامستترة أو نائمة يمكن تنشيطها لضرب المصالح الحيوية للدولة المستهدفة كالمرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات، لتفكيكها وإضعافها أمام الرأي العام الداخلي، وتستخدم فيها وسائل الإعلام الجديدة، ووسائط التواصل الاجتماعي، والفضائيات، ومنظمات المجتمع المدني، وأحزاب المعارضة، والعمليات الاستخباراتية لإثارة القلاقل». وهل ما يقع على أرض المحروسة يختلف عن ذلك في كثير أو قليل؟ .. نعم أوقن أن مصر في حالة «حرب»،.. وأن الله قيض لها الرئيس عبدالفتاح السيسي لحكمة يعلمها، وعندما أستفتي قلبي أجدني بفطرة – أظن أنها سليمة – أقف في معسكر بناء الوطن لا هدمه، ومحاولة إصلاحه.. لا النواح على حاله،.. والتحرك الايجابي لما يعتقد أنه الصواب،.. بدلاً من الاكتفاء بتصيد الأخطاء، والبحث عن الثغرات.. والتنقيب عن العيوب التي لا تخلو أي حكومة منها،.. وحكومة محلب ليست استثناء. .. ويطمئن قلبي عندما أجد رئيس الدولة يتبرع بنصف راتبه، ويطبق الحد الادنى والاقصى للاجور ويفرض الضرائب على ارباح البورصة ويزيد الضرائب على الخمور والسجائر، ويضع رأسه في جحر الافاعي عندما يتخذ قرارا بمواجهة «طوطم» الدعم.. قدس الاقداس الذي نعلم بضرورة فتح ملفه منذ اربعين عاما، لكن الجميع كان خائفا من ردة الفعل، خاصة بعدما حدث مع السادات في 1977، لكن هذه المرة البديل من عدم «الاقتحام» هو افلاس البلد.. نعم إفلاس مصر! .. ويطمئن قلبي عندما أرى رئيس الوزراء في «موقف» الميكروباص ممسكاً بتلابيب السائقين حتى لا يغالوا في رفع التعرفة على الغلابة. .. وليس معنى «اطمئنان القلب»، الصمت عن اي خطأ، او.. الكف عن انتقاد المثالب، او.. التوقف عن طرح الحلول التي اعتقد انها الصواب، او.. الامتناع عن فضح الفساد والمفسدين ومن يواصلون محاولات تدمير مصر من الداخل والخارج، متذرعين بالديموقراطية حينا،.. وبالشرعية احيانا،.. وبالخوف على الحريات تارة، وبالرعب من عودة الدولة البوليسية تارة اخرى. .. باختصار.. لا اتخيل نفسي او اي مصري وطني شريف منحازاً لغير مصر.. واهل مصر، المنتصرين بإذنه تعالى. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66