بعد تورطها في حروب ما سمي «بالجيل الثالث»، والذي اضطرت فيه الولاياتالمتحدة الى ارسال جنودها ومعداتها الى دول مثل افغانستان والعراق، او تكبدت خلالها خسائر مباشرة في الأرواح كما حدث في لبنان وكينيا وتنزانيا. بدأت الأفكار العسكرية تتجه الى «صناعة» نوع جديد من الحروب أطلق عليه (حروب الجيل الرابع)، أو «FOURTH - GENERATION WARFARE»، وليس من قبيل المصادفة ان يتم الاعلان عن تعريفها لأول مرة من داخل معهد الأمن القومي «الاسرائيلي» وعلى لسان بروفيسور أمريكي هو «ماكس مايوراينج»، والذي اختصرها في انها حرب يتم من خلالها استهداف دولة ما، والعمل على زعزعة الاستقرار فيها حتى يتم إفشالها تماما، دون حاجة الى تحريك القوات الامريكية، او شن عدوان خارجي يشوه صورة أمريكا الديموقراطية في عيون العالم، وانما عن طريق «استغلال» النعرات الطائفية، وتوجيه الإعلام وأي اختلافات أخرى يمكنها تفكيك نسيج المجتمع، واستغلال الجماعات المتطرفة والمتشددة من جميع الطوائف ومن داخل الدولة نفسها ليقوموا هم انفسهم بزعزعة استقرار البلد و«إنهاك» الدولة ممثلة في الحكومة والجيش والشرطة، حتى تسقط الدولة نفسها بيد أبنائها، وهنا تفرض الولاياتالمتحدة نظاما مواليا لها، يظهر أمام الشعب أنه جاء بطريقة «ديموقراطية». هل يعتقد أحدكم أن «مصر» تتعرض لتطبيق واضح لهذا النوع من الحروب؟.. أنا شخصيا أوقن بذلك، بل ويتم التطبيق بشكل واضح وحرفي، سواء بتمويل وتشجيع التطرف والمعارضة غير المسؤولة، أو باستخدام الإعلام، الذي هو بالمناسبة «رأس الحربة» في حرب الجيل الرابع، والمسؤول عن تغيير الاتجاهات للرأي العام، وبث كم هائل من الأكاذيب الممزوجة بنذر يسير من الحقائق، ثم تغيير قناعات فئات عريضة من الشعب، تمثل كل الطبقات غير المتعلمة، وجزءا كبيرا من الطبقتين الوسطى والمثقفة، فيما تلعب الجماعات المتطرفة، وما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني «المتسترة» بدرع الديموقراطية الخادع الدور التكميلي لتفكيك الدولة. ولاشك أن المساعدة الكبرى تأتي للأسف من حكومات «ضعيفة»، وقرارات مرتعشة، ووهم كبير اسمه الحفاظ على صورة مصر الديموقراطية أمام إعلام العالم. حتى الآن مازالت مصر متماسكة، فهي في حمى من لا تأخذه سنة ولا نوم، وأهلها في رباط الى يوم الدين بإذن الله، وحتى الآن لم ينهر اقتصادنا، ولم يجع المصريون،.. ولكن أدعو كل «مصري»، مسلم او مسيحي، سني او شيعي، إخواني او سلفي، فلول او ثوري، لإعادة النظر في قناعاته، وأفكاره، والدور الذي قام ويقوم به سواء وهو مدرك او وهو «مقتنع» انه مدرك، ويفكر فقط هل ما يفعله في مصلحة «مصر»؟! وفي صالح مستقبل أبنائه وأحفاده؟! وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66