الحكومة الحالية هي أغرب حكومة في تاريخ مصر إن لم يكن في تاريخ العالم. فهذه الحكومة وبدون أي تفويض أو موافقة أو دعوة من الشعب قد قررت تغيير هذا الشعب وتحويله إلى صورة طبق الأصل من الخواجات الذين يركع البعض ويسجد لهم وينتظر المدد والعون والرضا منهم. لقد حاولت حكومات شيوعية وماركسية تغيير شعوبها وفق أيديولوجيات معينة وعمل أتاتورك على إلغاء الطربوش والأبجدية العربية أما الحكومة التي شكلها الورثة لتعبر عن فكرهم الجديد فقد عملت وتعمل على تغيير الشعب ليصبح نسخة من الخواجات في الأمور السطحية التي لا يجيد هؤلاء الورثة إلا تقليدها. فبعد هوجة تعديل جمهور كرة القدم ليصبح نسخة مقلدة على طريقة القرود من الجمهور الأوروبي بشرتنا الصحف بأن جمهور المسارح سوف يتحول هو الآخر إلى نسخة أوروبية بعد إعادة عرض بعض المسرحيات القديمة. ثم وصل الأمر إلى الشعب كله بفرض عدم ذبح الدواجن الحية وعدم تربيتها منزليا والاكتفاء بتناول المجمد حتى لو كان مذبوحا ومجمدا بطرق غير سليمة وحتى لو أحتوى على ميكروبات السامونيلا. كل هذا لا يهم المهم هو أن يصبح الناس خواجات مثل أصحاب الفكر الجديد الذين يحبون موسيقى الريف الأمريكي ولا يحبون الموسيقى العربية كما نشرت الصحف. وبعد نجاح الحكومة في معركة ذبح الدجاج نجاحا منقطع النظير نقلت قواتها الخواجاتية إلى مجال رغيف العيش. حيث بدأت بإلغاء نسبة دقيق الذرة في الرغيف البلدي ثم أعقبت ذلك بهجوم خاطف دعت فيه إلى تحول مخابز وأفران البلدي جماعيا إلى إنتاج ما أسمه بالخبز الشامي المدعم. ومعنى هذا أن يختفي من الوجود الخبز البلدي رغم فوائده المعروفة الصحية بفضل الردة بل وكما كان لمميزات هذا الخبز الهائلة الدور الأساسي في قرار إخفائه ليحل محله الخبز الشامي ثم يجرى تطوير الهجوم غربا ليحل بعد ذلك الخبز الأفرنجي محل الجميع بعد رفع أسعاره ثم يعود الخبز البلدي بكميات قليلة للغاية وبأسعار بالغة الارتفاع ليكون خبر السادة الأغنياء ليقيهم شرور أمراض القولون ويذهب الشعب المصري الكريم إلى الجحيم بخبز الخواجات الغالي الثمن كذلك. لقد شهدت مصر موجات أمركة وتغريب شملت محلات الوجبات السريعة ومأكولات ومشروبات أخرى وأنواع الملابس والأغاني وما شبابه لكنها كانت كلها تجري على مستوى بعيد عن المستوى الرسمي على الأقل ظاهريا أما الآن فإن الحكومة بنفسها تتولى عملية الأمركة والتغريب ولكن بأسلوب غريب لا يهدف إلا إلى مجرد إجبار شعب بأسره على عادات وتقاليد تشبه عادات الخواجات السطحية والضارة. إن هذا يعد نزولا إلى مستوى غير مسبوق من الدكتاتورية التي لا تفرض دينا أو قيما بل تفرض تقليدا سطحيا وضارا للخواجات لا لشيء إلا لأن هؤلاء الخواجات هم في مظاهرهم السطحية والضارة المثل الأعلى الوحيد لمجموعة الورثة الذين لم يجدوا سوى هؤلاء مثلا. لكننا بالطبع نظلم الحكومة إذا جعلنا هذا هو السبب الوحيد لهوجة الفراخ والعيش وجمهور الكرة وغيرها. فهناك هدف إلغاء الدعم وهدف توفير أرباح للمستوردين وهدف إظهار القدرة على التلاعب بالشعب كما يريدون لإظهار ذلك أمام أصحاب النفوذ في الخارج. [email protected]