الأهالى: "رمضان للناس اللى بالها رايق.. وحياتنا تحولت إلى جحيم" زوجة شيخ أزهرى: "باصبر العيال إن بابا هايرجع فى رمضان"
كعادة أى أسرة حين يهل عليها شهر رمضان من كل عام، تستعد بتجهيز احتياجاتها من كل السلع ومستلزمات الأسرة التى تتعايش منها خلال الشهر الكريم، لكن رمضان هذا العام تحول من السعادة إلى الحزن ومن الفرحة إلى البكاء، حيث تحولت قرى إعدامات المنيا بعد الحكم على أكثر من 220 من أهالى مدينتى العدوة ومطاى بالإعدام، والمؤبد لأكثر من 495 متهمًا آخرين، بالإضافة إلى أن الحاصلين على البراءة ربما تطاردهم أجهزة الأمن باتهامات أخرى تلاحقهم أو تقطع عنهم فرحة البراءة. الأسر فى مدينتى مطاى والعدوة على وجه التحديد من مؤيدى تحالف الشرعية أو أنصار جماعة الإخوان، حسب اتهامات أجهزة الأمن يعيشون الآن فى حياة أشبه بالموت البطىء أو الجحيم، على حسب وصفهم. تقول أحلام محمد ربيع، زوجة جلال محمود ناصر بقرية صفانية بمركز العدوة وأحد المحكوم عليهم بالإعدام: "زوجى ترك 6 بنات وابنًا وحيدًا لا يتعدى عمره 8 سنوات، هرب خارج البلاد وترك الزوجة بدون عائل لا نعرف مكانه بعد حكم الإعدام عليه". وأضافت: "لا نجد من يعولنا، أجيب منين واصرف ازاى على أسرة مكونة من ست بنات وولد وأم مسنة ومريضة تحتاج علاجًا شهريًا". وفى قرية الكوادى بمركز مطاى، والتى تضم أكثر من 35 حالة إعدام ومؤبد، حالات يندى لها الجبين، ولكن أغرب حالة هى حالة عم عمر أحمد محمد، والد الطالب عبد الله الذى حكم عليه بالمؤبد، وهو ابنه الوحيد على 3 بنات، والأب كفيف ولا يجد من يعوله سواه. يقول الوالد المكلوم إنه كان يساعد والده العاجز فى نظره لينفق على أسرته. وأكد أنه اقترض أكثر من 5 آلاف جنيه كفالة لابنه، حين أفرج عنه فى يوم 12 ديسمبر، بعد أن ظل أكثر من شهرين بسجن الترحيلات دون أن يراه إلا مرة واحدة، رغم أنه كان يذهب لزيارته بتصريح من النيابة، فترفض إدارة السجن مقابلة الوالد مع أبيه وأمه. وأضاف عم عمر، أنه "فى شهر رمضان كيف نأكل ونشرب، وابننا ليس موجودًا بيننا؟ كيف نجلس على طبلية واحدة؟ ومن الذى يعولنى بعد حكم المؤبد على ابنى الوحيد الذى لم أعرف طريقه حتى الآن؟ كان عندما يأتى شهر رمضان يعمل ليل نهار، وكان لا يألو جهدًا فى توفير مصروف البيت، وكان يأتى قبل المغرب ومعه كل طلبات المنزل اليومية". ثم تأتى قرية بنى عمار التى تضم أكثر من 37 متهمًا محكوم عليهم بالإعدام، وأخيرًا عزبة أبو شحاتة التى تضم حوالى 55 متهمًا، منهم 7 من أسرة واحدة، والتهم واحدة والقضية واحدة، والفاعل مجهول لدى الناس. وفى شارع البنزينة بمدينة مطاى، يوجد منزل الشيخ أحمد قرنى حسين، إمام وخطيب مسجد، وأب ل5 أولاد، زوجته مدرسة، معروف عنه أنه يكره التظاهرات وأنه أزهرى ولا يحب أن يحكى فى السياسة حتى على المنبر، أكبر أولاده "أبرار" بالصف الخامس الابتدائى. وأوضحت زوجته هناء، مدرسة، وهى تلبس السواد: "زوجى محكوم عليه بالإعدام وهارب خارج البلاد، لا هو قادر يعود ولا مستقر فى حياته، ولا نعرف عنه حاجة، هو فين وعايش إزاى؟ ويا ترى ميت ولا عايش؟ وفى أى دولة؟ ولا داخل مصر مش عارفين"؟ وأضافت أن "رمضان ملوش طعم ولا لون من غير الشيخ أحمد قرنى، كان لما ييجى شهر رمضان كان يفطر بين الأسرة ويذهب لأداء صلاة التراويح، وبعد الصلاة كان يلم الأسرة ونذهب لزيارة الأب والأم والأقارب، وكنا عايشين فى سعادة وخير، لكن هذا العام من يدخل علينا ومن يسأل علينا، والدى مريض وأمى مريضة ومحدش بيسأل علينا، وأولادى يبكون ليل نهار، فين بابا يا ماما؟ مقدرش أتكلم، بأقول لهم بابا هيرجع فى رمضان". وفى إحدى قرى العدوة توجد السيدة مبروكة أبو عجيلة، والتى أخذوا زوجها وابنها بسبب قضية ثأر قديمة من 20 سنة، والمباحث تركت القضية المطلوب فيها، ولفقوا تهمة اقتحام القسم، ولم يعودا منذ ذلك الوقت. تقول مبروكة: "مين يصرف عليا أنا وأولادى وزوجته الثانية، احنا معندناش رمضان، رمضان للناس اللى بالها رايق، لكن احنا منعرفش رمضان بعد اللى حصل، وابنى وزوجى أخدوا إعدام ومؤبد، وكان عندى أمل يطلعوا براءة، أعيش ازاى فى رمضان وأنا معرفش حد يسأل علينا، وملناش حد، كان عندى أمل القاضى يطلعهم براءة".