في ترجمة للتغيرات التي تفرضها سياسة الأمر الواقع، عاد التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى نقطة الصفر، حيث أصدر صباح اليوم الخميس بيانًا يحمل رقم "1" يدعو فيه أنصاره إلى التظاهر تحت شعار "لنحيا كرامًا"، بعد أن أصدر 211 بيانًا طيلة العام الأول له، اختلفت فيها نبرته بين الترهيب تارة والمداهنة أخرى، بين تحذير قوى "الانقلاب"، طبقًا لوصفهم، أحيانًا، والدعوة إلى العودة والمصالحة الوطنية ومناشدة الضباط والجنود ألا تتلوث أيديهم بدماء إخوانهم في الوطن، ليصبح المؤرخ لتلك الفترة أمام بيان التحالف رقم "1" لعام 2013، وبيان التحالف رقم "1" لعام 2014، وربما رقم "1" لعام 2015. "بيان ونصف في اليوم"، المعدل الحسابي التقريبي لبيانات التحالف الوطني لدعم الشرعية والتي أصدرها خلال العام الماضي من 30 يونيو 2013، حيث أصدر التحالف 211 بيانًا بعضها متباعدة تفصلها أيام، وأخرى متلاحقة لاسيما في يوم الجمعة الذي يشهد تظاهراتهم، حيث اعتاد التحالف أن يصدر بيانًا مساء الخميس وآخر عصر يوم الجمعة لتحية الثوار أو نعي الشهداء على حد وصفهم. وما بين بيان "1" لعام 2013 الذي صدر مذاعًا ألقاه الدكتور صفوت عبد الغني وحوله لفيف من قيادات التحالف أبرزهم إيهاب شيحة ومحمد سعد عليوة عضو مكتب إرشاد الإخوان في 1 يوليو، والذي أعلنوا فيه عن حمايتهم الشرعية، ورفضهم محاولة البعض استخدام الجيش للانقضاض عليها أو الانحياز لفصيل دون فصيل بما يعد انقلابًا على الشرعية والإرادة الشعبية، وبيان "1" لعام 2014 الذي صدر تحت عنوان "سنحيا كرامًا" والذي لا يختلف عن بيانات التحالف من الدعوة إلى أسبوع ثوري تحت اسم ما، وانتقاد للوضع، تغيرت الكثير من الأوضاع، فالملتفون حول شعار التحالف في بيان 2013 أصبحوا مشتتين الآن ما بين المعتقلات والهروب خارج مصر أو الملاحقة في المؤتمرات، كما اختلفت نبرة البيان وقوته. وفسر سامح عيد، الخبير في شؤون الإسلام السياسي، إعادة ترقيم التحالف لبياناته قائلًا إن "التحالف خلال عام مضى أدرك وقوعه في عديد من الأخطاء، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس تغير الأهداف والاستراتيجيات والمحاور التي قام عليها التحالف من عودة مرسي ومجلس الشورى ودستور 2013. وأضاف "عيد": قادة التحالف أصبحوا أمام وضع جديد يفرض نفسه، ويعلمون يقينًا أن عودة مرسي مستحيلة، ومن ثم يبدأون بداية جديدة، موضحًا أنهم حتى لو أنكروا ذلك وأكدوا تمسكهم بعودة مرسي فحتى لا يصطدموا بالقواعد من الشباب. وأشار الخبير في شؤون الإسلام السياسي، إلى أن بياني بروكسل والقاهرة وغيرهما الذين دعيا إلى التوحد ودعوات التحالف للقوى الثورية الانضمام إليهم، كل ذلك ينبئ بالتغيرات التي قد تحدث وظهور كيانات جديدة بأهداف مختلفة تتصدر المعارضة.