دخلت العلاقات المصرية الأمريكية مأزقا جديدا بعد إعلان واشنطن تأسيسها مركز لدعم المنظمات الأهلية في مصر وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني. وقد رصدت إدارة بوش أكثر من 5 ملايين دولار كميزانية أولية لهذا المركز الذي يسعى لتكثيف اتصالاته مع المنظمات الحقوقية لنشر ثقافة الديمقراطية والتعددية السياسية في مصر. وكشفت مصادر مطلعة أن واشنطن قد ضربت بالاعتراضات المصرية على إنشاء مثل هذا المركز عرض الحائط . أوضحت المصادر أن مصر أبلغت واشنطن رفضها الشديد لإنشاء مثل هذا المركز محذرا من أثاره السيئة على العلاقات المصرية الأمريكية معتبرة ذلك تدخلا غير مقبول ما جانب واشنطن. أرجعت المصادر مخاوف القاهرة من إمكانية استخدام واشنطن لهذا المركز لاختراق الساحة الداخلية للمجتمع المصري واستخدام منظمات المجتمع المدني للأموال الأمريكية لإثارة القلاقل للنظام في ظل تبينها لملفات مثل الإصلاح السياسي وتعزيز وضعية المجتمع المدني وهي أمور يرى فيها النظام المصرى مسعى لتخفيف قبضته على الأوضاع السياسية في البلاد في ظل تنامي الضغوط الداخلية والخارجية عليه لتسريع وتيرة الإصلاح. ونبهت المصادر الى أن هذا الأمر يأتي في إطار معاقبة واشنطن لرفض الحكومة المصرية إرسال قوات إلى العراق وتحفظها على المطالب الأمريكية الخاصة يالضغط على حركة حماس للاعتراف بإسرائيل والقبول بمرجعيات السلام من جانبه اكد السفير رضا أحمد حسن الدبلوماسي والمحلل السياسي أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بأزمة شديدة منذ عدة أشهر بسبب رفض القاهرة تنفيذ الرغبات الأمريكية الساعية لإيجاد دور عربي ينقذ القوات الأمريكية من الوحل العراقي ويتدخل لصالح إجبار حركة حماس على تقديم تنازلات لإسرائيل بلا ثمن. وأيد السفير حسن بقوة موقف النظام المصرى الرافض لإنشاء مركز أمريكي لدعم منظمات المجتمع المدني فى مصر مؤكدا ان هذه المراكز مؤسسات لإثارة القلاقل في الساحة المصرية وانها ستكون اداة للتدخل في الشئون الداخلية لدولة ذات سيادة منتقدا بشدة عدم وضع واشنطن في اعتبارها الرفض المصري لتوجيه دعم مالي رسمي لمنظمات المجتمع المدني بعيدا عن إشراف الدولة عليها وهو ما كان مثار خلافات بين مصر وواشنطن أدت إلى فشل منتدى المنامة السابق.