اشترط الرئيس اليمنى على عبد الله صالح التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة على المبادرة الخليجية مؤكدا عدم اعترافه بالتوقيع «فى الغرف المغلقة»، فى الوقت الذى تظاهر أنصاره فى صنعاء صباح أمس رفضا للمبادرة، بينما خرجت مسيرات مليونية فى جميع المحافظات استجابة لدعوة ائتلاف شباب الثورة فى ذكرى الوحدة (توحيد اليمنيين الشمالى والجنوبى 1991) للمطالبة برحيله. من جانبه أعلن الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الشعبى العام) «ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على المبادرة فى القصر الجمهورى أمام وسائل الإعلام بحضور جميع الأطراف السياسية المعنية» بما فى ذلك احزاب تكتل اللقاء المشترك بما يجعل من هذه المناسبة «حدثا تاريخيا». وأكد الحزب الحاكم مساء أمس الأول أن «التوقيع فى الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها»، فى إشارة لتوقيع أحزاب اللقاء المشترك منفردة مساء أمس الأول على المبادرة التى تنص على تنحى صالح فى غضون شهر، وذلك بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبى. وأكدت قيادات المعارضة تشكيكها فى نية صالح التوقيع على المبادرة، وذكرت انها اعطته مهلة حتى ظهر أمس للتوقيع، حيث كان مقررا أن يوقع صالح على المبادرة أمس حسبما صرح مسئولون فى الحزب الحاكم. وقال المتحدث باسم تكتل اللقاء المشترك محمد قحطان أمس إن «الثورة ستقتلع صالح من السلطة اذا لم يوقع». وأكد أن المعارضة لا ترفض مبدأ التوقيع بشكل مشترك مع صالح، وانما يجب ان يتم ذلك فى سفارة الامارات العربية المتحدة وليس فى القصر الرئاسى. وتظاهر انصار صالح رفضا للمبادرة صباح أمس، وقطعوا شوارع رئيسية فى صنعاء خصوصا طريق المطار وميدان التحرير حيث مقر الحكومة وطريق القصر الجمهورى، يأتى ذلك فيما قام المحتجون المطالبون بإسقاط النظام بتحرك ضخم قد يكون الأكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية قبل أربعة اشهر حسبما ذكر عضو ائتلاف شباب الثورة على ناجى الشريف للشروق أمس. وقال «خرجنا اليوم (أمس) فى مسيرات مليونية مرددين «يا زيانى لا تبادر، على صالح سيغادر»، ورفعنا بالونات كتبنا عليها «ارحل»، مؤكدا أن «الاحتفالات تعم الساحات إحياء لذكرى الوحدة، وسط أجواء من الفرح بين الثوار بهذه المناسبة». وأضاف «النظام ليس لديه اية مصداقية، صالح دخل مفاوضات المبادرة الخليجية ليطيل عمره على رأس الحكم ويعيد سيطرته على البلاد، ونحن رفضنا المبادرة منذ البداية، وسنظل ثائرين حتى يرحل ويحاكم».