حاصر مئات المسلحين الموالين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الأحد سفارة الإمارات في صنعاء حيث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي، فيما أكد مسؤول في الحزب الحاكم أن الرئيس ما زال يرفض التوقيع على المبادرة الخليجية. وذكر مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية أن المبعوثين تم نقلهم بواسطة مروحيات الى القصر الجمهورى حيث غادر امين عام مجلس التعاون الخليجي الاراضى اليمنية متوجها الى الرياض. من جانبه، أكد المسؤول في الحزب اليمني الحاكم سلطان البركاني لوكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس اليمني ما زال يرفض التوقيع على المبادرة الخليجية ويشترط الاتفاق على (آليات التنفيذ) قبل التوقيع. وقال البركاني الذي يشغل منصب الأمين المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام أن الرئيس صالح رافض التوقيع حتى يتم الاتفاق على آليات التنفيذ للمبادرة التي تنص على تنحيه في غضون ثلاثين يوما. ? وحذرت المعارضة صالح من أن الثورة (ستقتلعه) إذا لم يوقع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه فيما قام أنصار الرئيس بقطع طرقات رئيسية رفضا للمبادرة بموازاة تحرك قد يكون الأضخم للمحتجين المطالبين بإسقاط النظام. وقال قحطان في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية أنه (إذا لم يوقع صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموما مذلولا). وكان من المتوقع أن يوقع صالح اليوم الأحد على المبادرة بحسب مسؤولين في حزبه، إلا انه اشترط التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة في القصر الجمهوري مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع في الغرف المغلقة في إشارة إلى توقيع المعارضة منفردة على المبادرة. وأكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في أعقاب اجتماع برئاسة صالح على (ضرورة أن تجري مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع) بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية ليل. ودعا الحزب الحاكم إلى توقيع علني أمام وسائل الأعلام وبحضور السفراء (بما يجعل من هذه المناسبة حدثا تاريخيا يجسد الحكمة اليمنية والحرص على تجنيب الوطن الفتنة وإراقة الدماء). وأكدت المعارضة رفضها للتوقيع في القصر الجمهوري. وميدانيا، قام أنصار الرئيس اليمني الأحد بقطع عدد من الطرقات الرئيسية في صنعاء رفضا لتوقيع الرئيس على المبادرة بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. ويأتي ذلك فيما قام المحتجون المطالبون بإسقاط النظام بتحرك ضخم أيضا في صنعاء ربما هو الأكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام قبل أربعة اشهر، وكذلك في مدن يمنية أخرى. ورددوا شعارات مثل (يا زياني لا تبادر، علي صالح سيغادر) ولبس بعضهم ثيابا بألوان العلم اليمني، الأحمر والأبيض والأسود. وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحي صالح وتسليمه صلاحياته إلى نائبه في غضون ثلاثين يوما ثم تنظم انتخابات رئاسية بعد ستين يوما. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، قتل متظاهر معارض للنظام وأصيب آخر بالرصاص على طريق المطار في العاصمة اليمنية وفق ما أفاد مصدر طبي لوكالة فرانس برس. وبحسب حصيلة وضعتها وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر طبية وأمنية، قتل اكثر من 180 شخصا منذ نهاية كانون الثاني/يناير في المواجهات وعمليات قمع المحتجين في سائر إنحاء اليمن.