خلال الشهور التى تلت البيان العسكرى فى 3 يوليو من العام الماضي، ولم تتوقف محاولات الوقيعة بين أعضاء التحالف الوطنى لدعم الشرعية، فالجماعة الإسلامية باعتبارها عضواً فاعلاً فى التحالف كان لها نصيب الأسد من محاولات النيل من أعضائها والوقيعة بينهم . المحاولات لم تتوقف يوماً على مدار العام الماضي، إذ اعتبرت الجماعة أن تلك المحاولات لن تنال من جهودها الدائمة لاستعادة "الشرعية"، والعودة بمصر إلى ما قبل ال 30 من يونيو. كانت المحاولة الأولى، عندما أعلن عدد من قيادات الجماعة السابقين تكوينهم لما يسمى ب "تمرد الجماعة الإسلامية"، وأعلنوا أنهم يسعون لضخ دماء جديدة داخل الجماعة وذلك بالاعتماد على عدد من الشباب الذين لم يتلقوا تعليمهم داخل أروقة الجماعة وعلى يد مشايخها. وسارع مجلس شورى الجماعة الإسلامية إلى نفى تلك المزاعم، مؤكداً أن من يقود التمرد لا ينتمون إلى الجماعة وتم فصلهم منها منذ سنين وذلك لعدم توافقهم مع الرؤى الإصلاحية الجديدة التى تبنتها الجماعة الإسلامية بعد معاهدة نبذ العنف فى 1997 . لم يكتف – المتمردون- بذلك، بل وجهوا دعوات متعددة للإطاحة بمجلس شورى الجماعة واستبداله بمجلس آخر يعترف بالإجراءات التى تمت فى 3 يوليو الماضي، واعتمدوا فى ذلك على الوسائل الإعلامية التى وفرها لهم أنصار الرئيس السيسي، للإطاحة بمعارضيه، على حسب وصف أعضاء بمجلس شورى الجماعة الإسلامية. الموقف الذى تبنته الجماعة الإسلامية من تأييد الرئيس المعزول وعدم تقديم تنازلات ممكنة، جعلها أكثر أعضاء التحالف الوطنى عرضة للانتقام، حيث قامت المخابرات الحربية باعتقال أشخاص مؤثرين بداخل الجماعة أمثال الشيخ مصطفى حمزة، وذلك بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة . المحاولة الثانية للوقيعة بين الجماعة والتحالف، كانت بعد ترويج وسائل الإعلام لوجود انشقاقات قوية داخل صفوف الجماعة، وذلك بعد فض الاعتصامات، حيث اعتمدت تلك الوسائل على مصادر بداخل الجماعة لم تسمها، وقالت "إن الانشقاقات طالت الصف الثانى والثالث بداخل الجماعة"، إلا أنه تم نفى تلك الإدعاءات والتأكيد على أن الجماعة الإسلامية نسيج واحد لا ينفصل ولا يوجد انشقاقات بداخلها . العديد من المحاولات كان آخرها تلك التى زعمت فيها إحدى الجرائد المحسوبة على النظام الحاكم، أن الجماعة الإسلامية ستقدم مبادرة للاعتراف بالسيسى خلال ساعات، وأعربت الجماعة عن استيائها من هذا المسلك الصحفى الذى يعتمد الإثارة دون الحقيقة وقالت أنها تنتظر انكشاف زيف ادعاء الصحيفة بعد مرور الساعات التى زعمتها. وأشارت الجماعة إلى أن أية مبادرات تقوم بها لا تتم مطلقاً عبر وسائل الإعلام لإيمانها بأن الطرح الإعلامى للحلول السياسية هو الطريق الحصرى لفشلها. ويبدو أن كافة المحاولات التى تقوم بها القوى الداعمة ل30 يونيو للوقيعة بين الجماعة وحلفائها حتى الآن، باءت جميعها بالفشل، إلا أن ثمة بادرة خطيرة تلوح فى الأفق وتنذر بانقسام متوقع بين قيادات فى الجماعة الإسلامية وهى رغبة البعض منهم فى تحقيق مصالحة وطنية فى الوقت الذى يرفض فيه أغلب قيادات الجماعة الاعتراف بالوضع السياسى الحالى .