انتخابات النواب 2025.. توافد الناخبين علي اللجان بالبدرشين قبل الإغلاق    الأردن: تقنين أوضاع العمالة غير الأردنية وتلبية احتياجات القطاع التجاري    قرقاش: الإمارات لن تشارك فى القوة الدولية لحفظ استقرار غزة    الأمم المتحدة: مخيمات اللاجئين قد تصبح غير صالحة للعيش بحلول عام 2050 مع تفاقم المناخ    الخارجية العراقية: تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بشأن الانتخابات تدخل مرفوض    مستقبل عبد الرؤوف فى الزمالك على «كف عفريت»    الاتحاد السكندري يفوز على سبورتنج وديًا استعدادًا للجونة بالدوري.. ومصطفى: بروفة جيدة    تموين الإسكندرية تحبط محاولة لبيع نصف طن زيت وسكر تمويني بالسوق السوداء    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بشارع التسعين بالقاهرة    د. وائل فاروق: الأدب العربى لا يحتل المكانة اللائقة لأنه لا يؤمن باستحقاقها    زوجة إسماعيل الليثى: خلصت الدنيا من بعدك وخلى بالك من بابا يا ضاضا    محافظ بني سويف: إقبال السيدات مؤشر إيجابي يعكس وعيهن بأهمية المشاركة    «الطلاق شرع ربنا».. كريم محمود عبد العزيز يعلن طلاقه من آن الرفاعي    معامل الإسماعيلية تحصد المركز السادس على مستوى الجمهورية بمسابقة الأمان المعملي    قريبًا.. الذكاء الصناعي يقتحم مجالات النقل واللوجستيات    «سلّم على الدكة وقال الزمالك نادي كبير».. تصرفات «زيزو» بعد فوز الأهلي بكأس السوبر تثير جدلًا    وزير الصحة يستقبل نظيره اللاتفي لتعزيز التعاون في مجالات الرعاية الصحية    وزير التموين: توافر السلع الأساسية بالأسواق وتكثيف الرقابة لضمان استقرار الأسعار    غرفة عمليات الجيزة: لا شكاوى من حدوث تجاوزات في انتخابات مجلس النواب حتى الآن    رئيس مجلس النواب الأمريكي: عودة المجلس للانعقاد للتصويت على اتفاق ينهي الإغلاق الحكومي    ترامب يعفو عن متهمين بارزين بمحاولة إلغاء نتائج انتخابات الرئاسة 2020    منظمات المرأة في الدول العربية على حافة الانهيار مع تفاقم خفض التمويل الإنساني.. تفاصيل    بمشاركة ممثلين عن 150 دولة.. مؤتمر ومعرض الحج 2025 يناقش تطوير خدمات ضيوف الرحمن    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد وستارمر يبحثان الأوضاع في غزة    ابدأ من الصبح.. خطوات بسيطة لتحسين جودة النوم    طريقة عمل الكشرى المصرى.. حضري ألذ طبق علي طريقة المحلات الشعبي (المكونات والخطوات )    فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    شقيق الفنان محمد صبحي: حالته الصحية مطمئنة ويغادر المستشفى غداً    العمل تسلم 36 عقد توظيف للشباب في مجال الزراعة بالأردن    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    الآثار: المتحف الكبير يستقبل 19 ألف زائر يوميًا    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    الأربعاء.. فن الكاريكاتير وورشة حكى للأوبرا فى مركز محمود مختار بمناسبة اليوم العالمى للطفولة    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    تشييع جثماني شقيقين إثر حادث تصادم بالقناطر الخيرية    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    تعرف على مدة غياب كورتوا عن ريال مدريد بسبب الإصابة    تاجيل محاكمه 17 متهم باستهداف معسكر امن مرغم بالاسكندريه    الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي عاجل بشأن تدهور الوضع الأمني في مالي    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    بالصور| سيدات البحيرة تشارك في اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    تأجيل محاكمة «المتهمان» بقتل تاجر ذهب برشيد لجلسة 16 ديسمبر    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    انطلاق قوافل التنمية الشاملة من المنيا لخدمة المزارعين والمربين    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    شيكابالا عن خسارة السوبر: مشكلة الزمالك ليست الفلوس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أم خالد الإسلامبولي.. وداعا يا أم المجاهدين
نشر في المصريون يوم 07 - 06 - 2014

ها هي الأيام تمضي ونفقد كل يوم عزيزا لدينا،واليوم الجمعة تغادرنا أم غالية،وقلب وسع الكون محبة وحنانا وبرا،فهاهي أم خالد ترحل في صمت في يوم الجمعة الثامن من شعبان 1435 هجرية،السادس من يونيو 2014 ،وتترك لنا حيرة وفراغا قلما نجد مثلها أما تملؤه،ووحشة من النادر أن نجد نفسا كنفسها
تؤنس وحشتنا،طبت أم خالد حياة وموتا.
وإليكم شيئا من ذكرياتي مع هذه الأم الصابرة والمجاهدة المحتسبة.

كان شرفا ً كبيرا ً لي حين اكتحلت عيني بنور تلك السيدة العظيمة التي أعجزت الصبر.. وصارت مثالا ً له يحتذي.
سمعت عنها كثيرا ً.. وقرأت عن ثباتها وجلدها وقوة تحملها.. لكنني حين رأيتها رأيت شكرا ً ورضا.. وبشرا ً وسرورا ً.. وأملا ً وتفاؤلا ً.
ما تخلى وجها المشرق بنور الرضا والإيمان عن ابتسامته.. وما توقف لسانها عن التسبيح والتحميد والثناء على الله عز وجل بما هو أهله.
كان ذلك يوم أراد الله تعويض تلك الأم الباسلة التي فقدت ولدها خالدا ً وهو في ريعان شبابه.. واحتسبته عند الله شهيداً.
وما اندمل جرح خالد حتى كان رحيل ولدها الأثير لديها محمد شوقي عنها في رحلة مفتوحة لا يعلم مداها إلا الله.. وقد يئس الكثيرون من عودة الغائبين.. لكن أم خالد كان لها شأن آخر.. قالت كما قال نبي الله يعقوب: "وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ".
فأراد الله تعويض صبرها خيرا ً.. فجمع شملها مع ولدها وأقر الله عينها برؤية أحفادها من قبل.. وما أشبهها بأم موسى – عليه السلام-: " فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
أراد الله تعويض صبر أم خالد خيرا ً..
فجمع شملها مع ولدها وأقر الله
عينها برؤية أحفادها من قبل.. وما
أشبهها بأم موسى – عليه السلام-:
" فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا
وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".

وكان من فضل علينا وعلى أم خالد أن يمتعنا الله برؤية شيخنا محمد شوقي حين قدم مطار القاهرة.. وذهبنا وراءه للمدعي العسكري في الحي العاشر.. وكان قائد الترحيلة شهما ً كريما ً إذ سمح لنا بالسلام عليه ومعانقته.. وطلب منا عدم التصوير.. فجزاه الله خيرا ً.
وكان الشيخ ولله الحمد في خير وعافية ويرتدي بدلة جميلة.. وما غابت الابتسامة والسعادة عن وجهه.
وكيف لا.. وقد عاد إلى وطنه وأمه بعد غياب طويل يئس الكثيرون من انقضائه.
وكيف لا.. وقد جمع الله شمله بأبنائه وأحفاده وأخواته البنات الذين ما استطاعوا حين رأوه إلا البكاء من شدة الفرح.. في منظر قلما يتكرر حتى تأثر الضباط الواقفون.. فضلا ً عن الإخوة الذين قدموا لاستقباله .
كيف لا.. وقد جمع الله شمله بقيادات الجماعة الإسلامية وأفرادها.. حيث كان معنا د/ عصام دربالة، والشيخ/ محمد يسن، والشيخ/ إبراهيم علي المحامي، والشيخ/ عبد العزيز الجابري، والشيخ عباس عبد العزيز، الشيخ/ طارق مصيلحي قابلناه في المطار، وأ/ منتصر الزيات، وحكمتيار ابن الشيخ/ إبراهيم علي، والشيخ/ محمد شعبان من عين شمس مرافقا للحاجة أم خالد، بالإضافة لأولاد الشيخ/ خالد وصالح, وحفيده عمر بن لادن، وأخواته البنات، وبعض الإخوة لا أعرف أسماءهم.
وفي كل هذه الأثناء كانت أم خالد التي لا تقوى على الحركة إلا بواسطة الكرسي المتحرك.. مستجمعة شجاعتها.. ولم تفارق الابتسامة وجهها الوضاء.. بل ومداعبتها الطريفة.. فعندما أخذنا بعض الصور معها.. وكان أخونا عباس هو المصور قالت له:
"أنت مصور عجوز مثلي".
وأخذت تدعو لنا حينما هنأنها بوصول الشيخ وتمني قرب الفرج العاجل في أن يتم الله عليها النعمة كاملة بعودة ولدها إلى حضنها قالت:
"كلكم أولادي".
لك الله يا أم خالد.
فلو كانت النساء مثل هذه لفضلت النساء على الرجال.
فما التأنيث لعين الشمس عيب.. ولا التذكير فخر لرجال
ووجدت طعما ً ومذاقا ً جديدا ً لنشيد قديم كنا نتغنى به في السجون:
رويدك أم خالد
رويدك أم خالد علمينا إباء المجد ثم وخبرينا
وهزي في موات الذل إنا كرهنا الذل كأس الخاضعينا
رويدك أم خالد لا تراعي فخالد لا يزال يصول فينا
ويصرخ في سبات النائمينا ألا إن الجهاد الحق دينا
رويدك أم خالد ما دونينا وإن ملأوا السجون معذبينا
فما رمنا بغير القهر هونا وما رمنا الدنية صاغرينا
صبرا أم خالد سوف تمضي مسيرة ألف خالد زاحفينا
ويقتحمون حصن الكفر جندا ألا ما أقرب الفتح المبينا
"حكاية أنشودة : رويدك أم خالد".
ولهذه القصيدة قصة حكاها الشيخ علي الشريف (الصغير).. فهي من تأليف الدكتور توفيق علوان.. ويحكي الشيخ علي قائلا ً:
"وقمت بإنشادها في جلسة من جلسات المحاكمة الشهيرة المعروفة بقضية الجهاد رقم 462 أمن دولة عليا طوارئ عام 1981 وهى مهداة إلى السيدة العظيمة المجاهدة الصابرة الحاجة أم خالد الإسلامبولي.. وتلكم هي الحكاية:
في آخر عام 1982 وفي شهر مايو تقريبا ً وافقت مصلحة السجون لي بأداء امتحان السنة الثانية في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف بأسيوط.. بعد أن حرمتني والكثير من إخواني من أداء الامتحان في العام الذي سبقه.. وكنت أول الذاهبين من الإخوة إلى أسيوط عقب أحداث أسيوط التي حدثت بعد اغتيال الرئيس السابق أنور السادات.
بت الليلة السابقة قبل الترحيل في زنزانة أخي وشيخي د/ ناجح إبراهيم.. لأجل أن يهدأ من روعي ومن خوفي الشديد الذي انتابني بعد موافقة مصلحة السجون بالسفر.
فلك أن تتخيل أول شخص ينزل إلى أسيوط.. وما أدراك ما أسيوط في هذا الوقت.
كنت أتخيل أنه بمجرد نزولي أسيوط وفي سجنها المركزي سوف يتم الانتقام مني على الأقل من عساكر ومسئولي السجن.
أما حفلة الاستقبال التي انتظرها هناك.. فلن تكون كحفلات الاستقبال التي لاقيتها في أثناء دخولي إلى سجن المنيا المركزي أو سجن الاستقبال أو سجن الليمان فهو شيء لا يوصف أو يحكى.. فكيف سيكون الحال في أسيوط.
أمسك بقلبك أن يطير مفزعا وتولى عن دنياك حتى حين
نعم.. تول عن دنياك واسرح بخيالك وأغمض عينيك وأنت تتوقع ما الذي كان يحدث عند الدخول إلى السجن في حفلة الاستقبال
الشريف: عندما كان يجول بخاطري
السفر إلى أسيوط واللحظة
ستطأ فيها قدماي سجن أسيوط المركزي
تمنيت لو لم أطلب دخول الامتحان

وطبعا هذا في عهد الوالد الرحيم العطوف الحنون المسمى "حسنى مبارك" الرئيس المخلوع بفضل الله.. ثم الثورة المباركة المجيدة.
عندما كان يجول بخاطري السفر إلى أسيوط واللحظة التي ستطأ فيها قدماي سجن أسيوط المركزي تمنيت لو لم أطلب دخول الامتحان.. والحقيقة كنت أظن أنهم سيأتون بالامتحان في سجن الليمان.. ولم أكن أتصور أبدا ً الترحيل إلى أسيوط.. حيث كما قلت لم يسبقني إلى أسيوط أحد قبلي منذ الأحداث.
جاءت سيارة الترحيل في الصباح وصافحت إخوة عنبر التجربة.. وكنت أظن أنها مصافحة مودع.
أخذني قائد الترحيلة والذي كان برتبة لواء شرطة ومعه ضابط ومجموعة من الجنود.. وكانت سيارتان واحدة من الأمام والثانية من الخلف.. وأنا في سيارة كبيرة مقيد اليدين طوال المسافة من القاهرة إلى أسيوط .
والحمد لله وجدت عجلة كبيرة داخل السيارة وضعت فيها أغراضي ونمت فيها لم أتحرك.. حتى وصلت إلى أسيوط.
وصلت السيارة ليلا ً إلى سجن أسيوط والحمد لله كانت المفاجأة التي لم أكن أتخيلها أبدا ً إذ استقبلني الجنود والضابط المناوب استقبالا ً أكثر من رائع لن أنساه أبدا ً.
وكان الضابط واسمه عصام – جاء عندنا في الليمان بعد ذلك في الأيام الأخيرة – قد وفر لي كل سبل الراحة.. ولم يدخلني حتى الزنزانة تلك الليلة.. بل نمت الليلة في مكتبه الخاص.. وقد أحضر لي عشاءً جيدا ً وفراشا ً جيدا ً.. ونبه على الشاويش أن يدخلني الحمام في الصباح قبل أن يفتح العنابر لبقية المساجين.. وتم ذلك حتى أنهيت فترة
الشريف: وصلت السيارة ليلا ً إلى سجن
أسيوط والحمد لله كانت المفاجأة التي لم أكن
أتخيلها أبدا ً إذ استقبلني الجنود والضابط
المناوب استقبالا ً أكثر من رائع لن أنساه أبدا
الامتحان.
وأذكر في فترة الامتحان حضر إلى السجن قادما ً من الليمان أخي وحبيبي الشيخ/ سمير العطيفي رحمه الله رحمة واسعة.. وأخي الشيخ عصام السروته رزقه الله الصحة والعافية.
وقابلت في السجن الأخ الشيخ/ محمود عبد الرازق.. والذي كان محكوما بالمؤبد في قضية التكفير والهجرة.. وكان قد ترك فكر التكفير وقضى فترة عقوبته في سجن أسيوط قريبا ً من أهله.. أرجو أن يكون بخير اللهم آمين.
قابلت الشيخ الفاضل عصام في السجن وكان قادما ً من سجن المرج على ما أتذكر وسمعته يدندن بهذه الأبيات الجميلة الرائع'.
رويدك أم خالد علمينا إباء المجد ثم وخبرينا
وهزي في موات الذل إنا كرهنا الذل كأس الخاضعينا
رويدك أم خالد لا تراعي فخالد لا يزال يصول فينا
ويصرخ في سبات النائمينا ألا إن الجهاد الحق دينا
رويدك أم خالد ما دونينا وإن ملأوا السجون معذبينا
فما رمنا بغير القهر هونا وما رمنا الدنية صاغرينا
صبرا أم خالد سوف تمضي مسيرة ألف خالد زاحفينا
ويقتحمون حصن الكفر جندا ألا ما أقرب الفتح المبينا
ملاحظة
سقط من ذاكرتي بيت مهم جدا ولم أستطع تذكره الآن وآخره: "وما قتلت مشانقهم يقينا".
الشريف: أنشدت لشيخي ناجح
هذه الأنشودة في تلك الليلة..
وتأثر بها كثيرا ً وطلب منى
إنشادها بعد الدرس في صلاة
العصر.. وأشهد الله تعالى أني
رأيت عيون شيخي وأستاذي
د/ ناجح إبراهيم تذرف بالدموع
تأثرا ً بهذه الأبيات الجليلة

فأرجو ممن عنده هذا البيت من الإخوة الكرام أن يذكرني به وله مني جزيل الشكر.
وهزي في موات الذل أنا كرهنا الذل كأس الخاضعينا
استمتعت بها وأحببتها وكان ينشدها قريبا ً من هذا اللحن المعروف.. ولكن ليس بنفس هذا اللحن تماما ً.. فأخذتها منه وطورت لحنها وحفظتها جيدا ً.
فجزي الله خيرا الدكتور توفيق علوان على ما أجادت به قريحته من أبيات يمجد فيها خالدا ً ويقوي من عزيمة أم أنجبت مثل خالد في قوته وشجاعته.. وأنجبت مثل الشيخ محمد في نبله ورقة فؤاده وقوته في الحق يحفظه الله تعالى من كل سوء وشر.
أديت الامتحان وسافرت مرة أخرى إلى سجن الليمان وبت أيضا ً مع أخي وأستاذي د/ ناجح إبراهيم.. وذلك كان دأبه ونحن في السجن أثناء المحاكمة.. كان رحيما ً ودودا ً عطوفا ً على كل إخوانه لم يكن أبدا ً يعاملنا كمسئول - يحكم ويرسم - أو يعنف أو يشق على أحد من إخوانه أبدا ً.. بل كان أخا ً كبيرا ً ومسئولا ً رائعا ً حنونا ً على كل إخوانه مع قلة الفارق في السن بينه وبين معظم إخوانه.
كان من الطبيعي أن يكون الشيخ ناجح أول من يقابلني وأبيت عنده الليلة ليسمع مني ما كان أثناء السفر ذهابا ً وإيابا ً.. وفترة الامتحان.. ومعاملة إدارة السجن لي.. وللإخوة الذين تركتهم.. وكيف كان الامتحان.. لا يترك شيئا ً صغيرا ً كان أو كبيرا ً إلا ويسأل عنه.
كان قائدا ً فذا ً عبقريا ً هماما ً.. كنت دائما ً أتخيله أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب في تعامله مع رعاياه.. مع الفارق أن عمر رضي الله عنه كان حاكما ً معه سلطة.. وأخي الشيخ ناجح كان يسوسنا ونحن بين جدران السجن لا حول لنا ولا قوة.
لكنه كان يخفف عنا الكثير من المعاناة والألم.. سدد الله خطاه وبصرنا وإياه طريق الصلاح والفلاح اللهم آمين.
أنشدت لشيخي ناجح هذه الأنشودة في تلك الليلة وتأثر بها كثيرا ً وطلب منى إنشادها بعد الدرس في صلاة العصر.. وأشهد الله تعالى أني رأيت عيون شيخي وأستاذي د/ ناجح إبراهيم تذرف بالدموع تأثرا ً بهذه الأبيات الجليلة.. وخصوصا ً البيت الذي أنسانيه الشيطان والذي آخره: "وما قتلت مشانقهم يقينا ً".. وتفاعل إخوة العنبر معي يرددون الأبيات وينشدونها.
طلب مني الشيخ/ ناجح مرة أخرى أن أقوم بإنشاد هذه الأبيات في قاعة المحكمة وفعلا تم ذلك.. وكان جسمي صغيرا ً فتعلقت على القفص.. وكان في كل قفص ميكروفون.. والقاعة بها حوالي 24 قفصا ً في كل قفص ميكروفون.
المهم أنشدت الأبيات وتفاعل معها جميع الإخوة المتهمون وعددهم 302.. وانهمرت دموع غالية عزيزة بعز خالد رحمه الله من رجل مرهف الحس.. من رجل قائد بمعنى الكلمة من شيخ مجاهد صابر صامد.. إنه العالم الفقيه الصادع بالحق في وجه كل الظالمين والطغاة الشيخ الدكتور العلامة/ عمر عبد الرحمن عجل الله تعالى بفك أسره
الشريف: طلب مني الشيخ/ ناجح أن أقوم
بإنشاد هذه الأبيات في قاعة المحكمة
وفعلا تم ذلك.. وكان جسمي صغيرا ً
فتعلقت على القفص أنشدت الأبيات وتفاعل
معها جميع الإخوة المتهمون وتأثر بها
الشيخ المجاهد د/ عمر عبد الرحمن
اللهم آمين.
حتى المحامون والذين كانوا بالعشرات ومن جميع الاتجاهات من إسلاميين ويساريين وغيرهم تأثروا بنشيد أم خالد.. وأيضا أهالي المتهمين.. وبكت كثير من النساء حتى قال لي أحد الإخوة رفقا ً بالقوارير .
وهكذا يسر الله تعالى لهذه الأنشودة أن تنتشر بين السجون يتغنى بها الإخوة.. ويروحون بها عن أنفسهم.. وخرجت إلى خارج السجون لتسبح في فضاء عظيم هنا وهناك.. حتى أنشدها إخوة في السعودية والكويت وأفغانستان وغيرها من البلاد وأنشدتها أنا كثيرا للحاجة أم خالد ونحن في اليمن.
ونسأل الله أن ننشدها قريبا ً حين يعم الخير علينا بفك أسر شيخنا عمر عبد الرحمن.. وتفريج كرب كل المعتقلين،وعودة الأمة إلى دينها وهويتها في عز وتمكين، وهو قريب إن شاء الله تعالى.. وليس على الله بعزيز
رحم الله أم خالد فكانت بحق تاجا على رءوس النساء..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.