أكد أحمد رامي, المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين, أن "خطاب الرئيس محمد مرسي الأخير", جاء في وقته, لأنه يحمل معاني تحث على الصمود، خاصة بعد "مسرحية انتخابات الرئاسة"، لافتا إلى أن نشره في اليوم التالى لإعلان نتيجة الانتخابات, لبى احتياجا معنويا لدى المتظاهرين في شوارع المدن المصرية. وأضاف رامي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن الخطاب جاء قصيرا ومقتضبا، ولم يأت بجديد من الناحية المعلوماتية، نظرا لظرف الحبس المشدد الذي يخضع له مرسي، لكنه أظهر بوضوح صموده, الذي يدعم صمود الثوار، والعكس صحيح. وشدد رامي على أن "الانقلاب سيسقط لا محالة، لأنه لا يحمل في حد ذاته مقومات بقاء، فلا هو يطرح دولة تحترم الحقوق والحريات، ولا هو قادر على فعل اقتصادى أو اجتماعي، يداوي ما اقترفه من جرائم أحدثت شرخا في المجتمع"، مناشدا جميع رفقاء الثورة بالعودة للوحدة وبناء الثقة من جديد، لدحر "الانقلاب وإعادة المسار الديمقراطي". وكان مرسي دعا في رسالة منسوبة له على صفحته على موقع فيسبوك في 4 يونيو لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير 2011، مشيرا إلى أن الشعب المصري تصدى ل"مسرحية تنصيب قائد الانقلاب" رئيسا لمصر. ووجه مرسي في رسالته التحية "لثورة 25 يناير والثوار رجالا ونساء", وقال :" إن العالم سمع الصمت الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة, التي أُعلن فوز عبد الفتاح السيسي بها. وطالب مرسي أيضا الثوار بالتجمع وعدم الفرقة، مستشهدا بالآية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا"، والآية "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". وقال مرسي إنه "لم يدخر جهدا أو وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات"، فأصاب وأخطأ ولكنه لم يخن "الأمانة". وأضاف أن كل الشعوب الحرة لم تعترف بما وصفه ب "النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة، و"لن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل". ودعا مرسي شباب مصر لاستكمال ثورته وتحقيق أهدافها السامية، وختم رسالته بالقول "وأخيرا وليس آخرا أقول لشعبي الرائد لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتى تحقق كامل أهدافها، أعلم أن الطريق صعب لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عز وجل لكم، بارككم الله لوطنكم وأمتكم ودمتم ثائرين". وأثارت الرسالة حالة واسعة من الجدل, حيث اعتبرها أنصار مرسي دفعة قوية في حراكهم الرافض لما جرى في البلاد، منذ 3 يوليو الماضي، ودليلا على قوة مرسي, وصموده "الأسطوري"، في حين شكك معارضوه في صحة الرسالة من الأساس، مؤكدين أنها بافتراض صحتها تعني أن مرسي مغيب عن الواقع الفعلي, وما زال مقتنعا أنه الرئيس.